حق الرَّفض

 

عبدالمجيد التركي

مخاطر الزواج المبكِّر قد يتم الحديث عنها بجدِّية، عبر البروشورات وحملات التوعية الموسمية.. وقد ترفض بعض النساء تزويج بناتهن في سنٍّ مبكرة، لكن هذا الرفض سرعان ما يتلاشى بمجرد وصول أوَّل خاطب راغب.
هل بالضرورة أن تترك الفتاة دراستها حين يتم تزويجها، لمجرد أن الزوج يقول لها: مابش عندنا بنات يدرسين.. فأتذكر الشاعر السَّاخر الخفنجي حين كتب قصيدة ساخرة- قبل عشرات السنين- عارَضَ بها قصيدة “يا ظبي صنعا اليمن خلِّي البعاد” لابن شرف الدين، وقال في أحد أبياتها مستغرباً:
قالوا قد الغيْدْ بتقرا يا عمادْ…. ما قد سمعنا بحُرمة قارية!!
رغم أنه كان هناك نساء قارئات وعالمات وفقيهات، ولن تكون أولهن الشاعرة والعالمة زينب الشهارية، التي عاشت في مدينة شهارة، في القرن العاشر هجري، وكانت تكتب قصائد تفوق مستوى ما كان يكتبه الرجال في عصرها.. وسبب طلاقها أنها كتبت قصيدة تهجو بها زوجها وتتهكَّم به.. وكان هناك أيضاً غزالة المقدشية، التي كانت تنادي بالمساواة ونبذ العنصرية، وكلَّنا يعرف مقولتها: سو اسوا يا عباد الله متساوية… ما احّد ولد حرّ والثاني ولد جارية..
كانت غزالة المقدشية متحررة وقوية، وقد وقفت بصلابة ورفضت الزوج الذي اختاره لها أبوها من أعيان القرية، فقالت له:
والله ما كان ودِّي غير ناصر قراعْ… ذي كان رفيقي من أيام كان ثوبي ذراعْ.
هل تملك المرأة الجامعية والمتعلِّمة حقها في رفض الزوج إن كان غير مناسب!! أم أنها لا بد أن تخضع وتصمت، ليكون صمتها- المفروض عليها- هو علامة رضاها.. أم أن النساء اللواتي عشن في العصور السابقة كنَّ أكثر امتلاكاً لحقوقهن من نساء هذا العصر الذي تُرفع فيه لافتات المساواة والحرية؟

قد يعجبك ايضا