عن فلاسفة التحريض!

 

ضرار الطيب

نتحدث عن عدن . نعم ، وبكل صراحة ونحن لسنا مناطقيين، وسنسمي الأمور بمسمياتها بدون خجل، لماذا كان أولئك المثقفون والمنظّرون يحرضون الناس للقتال في عدن بعد هروب هادي إليها؟ ولماذا يسكتون الآن عن كل ما تفعله القاعدة؟ أوهموا الناس بأن الحرب في عدن كانت لأسباب طائفية ومناطقية في المقام الأول ، بدون أي حديث عما تسبب به هادي ، وكان مبررهم الوحيد لإقناع جماهيرهم المغرورة هو بكل وقاحة : ” لماذا يأتي الشماليون إلى بلادنا؟” ثم “لماذا يأتي الزيود؟” ، وحسناً .. لقد اشتعلت الحرب كما أرادوا ، وانتهت بالتحرير ، ثم سلمت عدن للقاعدة بكل بجاحة ، وبدون أن يرفع أحدهم إصبعه ليسأل : لماذا؟ كانت المناطقية والطائفية التي يروج لها مثقفو الحرب ومنظروها ، مجرد أعذار مريضة لتصبح عدن شيئاً غريباً عن الشمال والجنوب ، وهذا هو ما كانوا يريدونه منذ البداية وليس هناك أي مبرر لتظاهرهم بالمفاجأة الآن.
كل ما حدث في عدن منذ أن انسحب الجيش واللجان الشعبية منها وإلى الآن ، ليست أعمالاً إجرامية فردية تُرتكب في الخفاء ، والإغتيالات والتفجيرات واعمال النهب والقتل في عدن صارت أكثر يوميةً من صحف الأخبار ، والقاعدة ترفع رايتها عند كل مسرح جريمة. لن نسأل لماذا لا تقوم دولة هادي وبحاح بضبط الأمن في عدن ، لأن هؤلاء لايهمهم أمر الأمن أو المواطنين أو الأبرياء ، ولن نسأل أبناء عدن لأنهم لايعرفون سوى أن السكاكين انهالت على بلادهم منذ أن قيل عنها محررة ، سنسأل أولئك المتفلسفين الذين كانوا يقدمون القتال ضد الجيش واللجان الشعبية في عدن باعتباره واجباً وطنياً واخلاقياً وانسانياً ، لماذا لا تحرضون ضد القاعدة الآن؟ هل لأن العناصر التي تنفذ الجرائم هم من أبناء الجنوب وذلك يمنحهم حصانة؟ أم لأن هذا هو التحرير ببساطة.؟ اليوم يلوون رقابهم وتدور أعينهم وهم يحاولون التملص من نتائج تحريضهم القذر ، ويقولون : “نحن أصلاً ضد العنف .ولا نشجعه ..” مرتزقة ، وانتهازيون، لم تكن عدن تعني لهم شيئاً ولم يكن تعصبهم لها على ذلك النحو الشاذ سوى وسيلة لإثارة كل النعرات الطائفية والمناطقية لدى أكبر قدر من الناس ، ولكسب المزيد من المال النجس .
وعندما خرجت الأمور عن سيطرة نظرياتهم الغبية وصار الدم يسفك بشكل يومي في عدن “المحررة” ، قدّموا أنفسهم كمحايدين بكل نذالة ، وأغلقوا حتى باب التبرير في وجه الناس الذين خدعوهم.
مع كل جريمة ترتكب في عدن سنعيد جرد قوائم المحرضين وسنحفظهم جيداً ، وإذا لم يسألهم أبناء عدن : لماذا أنتم منافقون هكذا؟ سننتظرهم نحن في أول فرصة تحين للإنتصاف ، ويوم الظالم على المظلوم أشد من يوم المظلوم على الظالم. ليحفظ الله أهلنا في عدن.

قد يعجبك ايضا