تحية إكبار لكل امرأة يوم عيدها

 

عبدالصمد الخولاني

في الثامن من مارس من كل عام تحتفل النساء في كل أرجاء المعمورة بعيد له خصوصيته حيث ترسم لوحة مشرقة الألوان تجمع بين خطوطها المرأة التي حباها الله بالجمال والرقة والعذوبة والإرادة والتصميم لتتبوأ مكانتها في المجتمع.
فالرجل دون امرأة نصف إنسان والمرأة دون رجل نصف إنسان، “وأما الإثنان فيشكلان الإنسان الكامل” كما يقول ميخائيل نعيمة.
هي الأم التي أعدت جيلاً طيب الأخلاق، عظيم التضحيات والبطولات والتطلعات، وهي جامعة الحياة في البدايات والنهايات ورائحة الذكريات.
هي الأخت والرفيقة والأسيرة والشهيدة، صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل، ونسجت خيوطاً من الوفاء، وعهداً لا انفصال فيه ولا انفصام.
هي الجدة التي غرست في الأرض ابتسامة وأملاً، وصنعت تراثاً مزركشاً عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لأجيال تتناقله عبر العصور ليظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها.
هي الزوجة الحبيبة حافظة البقاء حتى الأبد ورفيقة الحياة وعبقها الدائم المتجدد في أبدية المكان.
هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون، وحاضنة الرسالة الإنسانية الخالدة وجواز عبورها إلى المجد بابتسامة وثقة وأمل متجدد مفعمة بالحياة، هي المقاتلة والمناضلة والثائرة المنبعثة نوراً وحياة في الوطن.
هي المرأة مهما تبدلت أدوارها ظلت بروحها واحدة تجمع كل الصفات وتتقن فن إدارتها بامتياز وباستثنائية لا يستطيع أي من الرجال إتقانها فهي معجونة معها منذ التكوين بالصبر والرقة والحنان والحب والإحساس والطاقة والغيرة والجمال والأنوثة والكبرياء الزاهد والطيبة المتواضعة.
هي المرأة في يوم عيدها ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً بل تتقدم إلى الأمام لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود وما تكبلت به من عصبيات جاهلية، مؤمنة بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة إلى الأمام بلا تراجع يحدوها الأمل وثقة المدافع عن الحق.
وللأسف الشديد يأتي العيد لهذا العام والدم اليمني ينزف ولا يزال الدمار الشامل يخيم على أرجاء الوطن بفعل العدوان الهمجي الغاشم.
يعود هذا اليوم والمرأة اليمنية ما تزال تحاول لملمة أشلائها المبعثرة ما بين الواقع المفجع والحياة المريرة، في ظل عدوان شارف على عامه الأول بلا رحمة ولا شفقة ولا هوادة.
يعود يوم المرأة العالمي على اليمنيات وهن يتشحن السواح والحزن والقهر، على أبناء لهن وإخوة وآباء وأزواج كانوا ضحايا لغزوهمجي من قبل العدوان السعوصهيوني .. فكم من بيوت صارت أثراً بعد عين، ليغدو النزوح والتشرد مصيراً محتوماً مغلفاً بالذل والهوان، مترعاً بالجوع والمرض الي لا يجد له في السوق دواء.
يحل هذا العيد الذي تحتفي فيه البشرية بصانعة الحياة، ومربية الأجيال وقد أنهكها السهي في اليمن للوصول إلى أمن وأمان سرقتهما آلة العدوان الغاشم بطائراتها وصواريخها. فساد الخوف على مصير الأبناء الذين هجروا طفولتهم باكراً، كما هجروا مدارسهم وألعابهم ليكونوا في بعض المناطق جنوداً اغتالت صواريخ العدوان براءتهم.
فبأي حال جئت ياعيدُ!؟

قد يعجبك ايضا