سلاُم على الشهداء والجرحى

عبدالوهاب شمهان

الشهداء الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم رخيصة دفاع عن الدين والوطن والعرض والمال ، دفاعا عن الضعفاء والمستظعفين في الأرض اليمنية ، وهبوا أنفسهم في سبيل الله ولبسوا أكفانهم وتزينوا بسلاحهم ونسو الدنيا وزخرفها أرواحهم متطلعة إلى الجنة  ، أولئك الرجال الأشداء من لبوا النداء وجهزوا أنفسهم لعزة اليمن وسيادته واستقلاله ، لم يكن الدافع الدولار والريال السعودي والدرهم الإماراتي إنما الدافع نابع من وهج الروح وطهارة القلب وسمو النفس وعزة المؤمن  حبا في الجهاد في سبيل الله لأن المعركة معركة دفاع من اجل اليمن فلم يكن حمل السلاح والتوجه إلى الجبهات رغبة في نصرة حزب أو جماعة أو لغزو طالم وإنما عن قناعة بأن المعركة التي يواجهها الجيش اليمني ولجانه الشعبية وقبائله الأبية هي معركة كل يماني شريف وبطل, نزيه إنها معركة الوجود وألاَ وجود ، أن نكون أولا نكون أصل العروبة والإسلام والحضارات توجهوا نحو الجبهات وزادهم التقوى تحفظهم رعاية الله وأملهم النصر أو الشهادة .
هذا هو دافع شهداء اليمن الذين قضو نحبهم في ميادين الشرف والإباء مسجلين في تاريخ الصمود بطولات نادرة وشجاعة ترعب الأعداء في اقتحامات مذهلة تفتت الأكباد وتهز الحشود وتتجاوز الموانع. والتحصينات وتجبر العدو الذي يفقد تماسكه ولا يجد اختياراً ثالثاً بين الموت أو الهروب  وهو المخرج من مواجهة الموت أو الأسر الذي يعقبه مباشرة استهدافهم من سلاحهم الجوي بدون رحمة أو تردد فيكون اختيار التراجع والهروب هو الأفضل من مواجهة رجال وشباب وفتيان هم الموت الذي يحط في المواقع والمعسكرات ، الموت الذي يرتعد منهم العدو وأزلامه المنتفعين والعملاء والمرتزقة، إنه الموت الذي تقذف به الجيوش المستأجرة وشذاذ الآفاق فتكون أجسادهم وأرواحهم وأشلاؤهم هي المحمولة إلى أوطانهم ، إن تفضل عليهم العدوان بحملها وإلا فهي للوحوش والذئاب والكلاب وللصحراء التي تلفظ أجسادهم من بين ترابها وتحتفظ يدها الناعمة بجسد كل شهيد وتضعه في مقلتيها إنها الصحراء والأرض اليمنية من تقاتل مع أبنائها الإبطال ورجالها الشجعان وقاداتها الأوفياء.
شهداء اليمن هم عباد الله المخلصين الذين اختارهم الله ليضربوا أروع معاني التضحية والفداء ويكون مقامهم بإذنه تعالى في جنة الخلد ، فما أعظم العناية لاهية التي ترعي جنود وشباب اليمن ورجاله وتحفظهم من جبروت وطغيان الملوك والأمراء والفخامات وما حشدوا من عدة وعتاد جعلها الله أمام قوة وعزم وإرادة  المجاهدين هباء منثورا ، حشود متهالكة تأكل بعضها بعضا تقتلها الأطماع ويشل قوتها غياب الإرادة والقناعة وحب العودة إلى الديار لإدراكهم بأن المعركة خاسرة وأنهم  على باطل جمع من اجله مرتزقة من كل الأجناس والأديان, أنها معركة الأحزاب الحديثة بقيادة متهورة ورعاية ترى مصلحتها قي سفك الدماء العربية والتنكيل بالقيادات الوطنية وبتدمير كل عناصر الحياة والقوة والاعتماد علي النفس ، إن جنود الملكة وإمارات الخليج يعلمون تمام العلم أن أجسادهم سوف تلتهمها الوديان وتشتتها العواصف الرملية وأمطار الكاتيوشا وسيل العرم من المقاتلين من التحموا بالأرض والجبل وصاروا جزءاً منها فلا يدرك العدو من يقاتل أنه فن الحرب ومهارة المقاتل وقدرته على مواجهة الخصم وفقا لطبيعة المعركة وسرعته في الرد الذي يجعل من عتاد العدو سلاحا له وقوة بيده لذلك لا يقاتلون إلاَمن وراء جدر وتحصينات وقلاع متحركة لم تصمد أمام المقاتل اليماني الجسور ، هذا هو اليماني الحر الشريف المدافع رافع الهامة وحش الصحراء وصقر الوديان ونسر الجبال.
اليماني المقاتل لم تكن أمنيته مواجهة إخوانه على الأرض اليمنية الممتدة في جنوب  الجزيرة العربية والتي تشكل المدد لأهل الجزيرة العربية لكن قياداتهم لم يحسنوا التعامل وتقدير العواقب وغرتهم القوة والأموال والأحلاف فمضت أسابيعهم لتصبح سنة من الاستنزاف الحقيقي والفعلي وسنة من كشف الأقنعة والوجوه المهزومة ،   كانت أمنية اليماني الوقوف في صف واحد في وجه أعداء الدين والعروبة والإسلام وتحرير القدس الشريف الذي يسمع صدى أنينه العالم ولا تسمعه السلطة الفلسطينية الممثلة بأبو مازن الباحث عن تمديد سلطته على حساب دم أطفال ونساء اليمن الأبرياء.
إن عظمة اليمانيين البارزة اليوم أمام العالم هو موقف  الأقلية اليهودية في الجمهورية اليمنية التي أبت إلا أن يكون منها من يقاتل بفدائية من أجل اليمن وصد العدوان، ويكون الصوت  اليماني من خارج الوطن هو أول الأصوات المرفوعة في هذا العالم ضد العدوان والغزو  من اليهود اليمانيين في دولة  العدوان إسرائيل من زرعتها الصهيونية العالمية برعاية بريطانية ودعم أمريكي وهم أقلية تعاني من التمييز العنصري داخل هذا الكيان الساعي لزواله ، هذا هو اليماني من يحب السلام ويحب الحياة كما يحب الموت في سبيل الله، وصوت العروبة والإسلام في مصر عبد الناصر وفي السودان وموريتانيا والجزائر وغيرها ساكن خانع عدي بعض الأصوات التي انطلقت في المغرب وقوبلت بالعنف وفي تونس وجزائر هواري بو مدين الزعيم العربي الحر والمناضل الأصيل رحمه الله ، وأصوات رفعت في أقصى الشرق تفجر من حناجرها البركان أصوات الشعب الاندوينوسي  الذي نتمنى استمرار بركانه ، أما البلدان الغربية فالأصوات المنددة قليلة لكنها بدأت تعلوا ويزداد عددها وتأثيرها وما على الشباب اليمني إلا استمرار أداء الواجب الإعلامي عبر قنوات التواصل الاجتماعي – ومنها التويتر والفيس بوك التي أثبتت أهميتها – بكل لغة يجيدها كل شاب يماني لنخاطب العالم ودوله الباحثة دائما عن الثروة والمصلحة والمنفعة بلغتهم ، إن على الشباب وكل من يجيد لغة تحمل المسؤولية الوطنية في إثارة العالم وجعل القضية اليمنية ترافقهم و شاغلهم المحرض علي التنديد بعدوان التحالف السعودي الامريكي العربي العدوان الدولي، علي الشباب التواصل اللائق بصمود اليمن والدخول إحلي مواقعهم ليذكرهم بمسؤوليتهم الإنسانية تجاه امة الحضارة والتاريخ والصمود أمة اليمن ، ولا ننتظر العون إلا من الله ولكن علينا الأخذ بالأسباب وإحاطة العالم بالعدوان وأسبابه ، والوقوف ضد كل عناصر ضالة باعت روحها وكرامتها للعدو وأصبحت ناطقة باسمه بصوتها ومواقفها وشائعاتها وتوجهاتها كانت في الخارج أو الداخل فصوتها واحد لا يختلف ، مع الأمل بصحوتهم وعودتهم للصف الواحد ، ولازلنا نؤكد  أن اليمن بحاجة لكل أبنائه حتي المغرر بهم فالوطن وطن الجميع كل الأبناء الذين يشعرون بانتمائهم لليمن أرضا وإنساناً. إن العيب في كل يماني يتخلى اليوم عن واجبه الوطني تجاه أمته ووحدة أرضه وأمته تعصباً لجماعة أو حزب أو معتقدا الصواب في تعاونه مع أعداء اليمن. وسلام على الشهداء والي جنة الخلد إن شاء الله ، وألف ألف ألف تحية وتعظيم لأب الشهداء الخمسة أب الأبطال اليماني الحر الصادق عبدالله يحيى حجر وكل آباء الشهداء .

قد يعجبك ايضا