لحظة يازمن..أغنية.. لا تعود
محمد المساح
يقول لصاحبه: مالها أغاني هذا الزمن لا تهز الروح؟ يصمت الصاحب ولا يعرف كيف يجيب.. لأن “هزة الروح” أخذته على غرة.. كما أن الجملة أوجدت في نفسه رعشة.. حركت ما كان ساكناً في الأعماق شملهما صمت غريب في نفسيهما.. أما ما حولهما فالضجيج رحاه.. يطحن جعجعة ولغواً ظلت عيناهما تتجازر، وبدا عليهما.. في تلك اللحظة غياب كامل.. رغم العيون المفتوحة، على جانب الطريق جلسا.. وأعطى كل واحد منهما ظهره إلى الآخر وذهب.. كل واحد أيضاً منهما في سبيل ربما عادا .. الأثنان يرحلان عكس الزمن يقلبان مواقف ومشاهد قد طوتهما الأيام.. ربما بعث حزن التذكر في النفس، تلك الأشياء التي لا تعود تلك الأطياف.. التي كانت تراقص النظر في البداية ثم يقفز القلب بعدها راقصاً على حواف “كريف” وقفت على مبعدة منه فتاة على رأسها تتمايل جرة فخارية وأضواء الشمس تلهب على أطراف مقرمة حمراء سابغة اللون وصوت شاب تردد الهياج المحيطة صداه يرن في القلب ويهزه ويرن على الأحجار فيجعلها تغني.. وحين كانت الأغنية تهز الروح حقيقة وليس مجازاً.. لأنها أغنية خارجة من القلب.. فترن في جدار الروح.. وحينها ترقص الحياة في الأرواح والجماد.