وزراء إعلام دول الخليج يعترفون بالفشل أمام وعي الشعب اليمني ..
حميد رزق
كل مرة يتوعدون بالحسم ويضربون المواعيد وينطلقون بثقل كبير جدا بعد فترات غير قليلة من الاعداد والاستعداد وحشد المرتزقة وصرف الأموال وشراء الذمم وتوزيع الأسلحة المتنوعة والحديثة ، ثم لا تلبث نارهم أن تخبو وأصواتهم ان تختنق وتختفي ووعودهم تتلاشى وتتبخر. فرضة نهم والضجيج الكبير جدا حولها خلال الأيام الماضية انتهى إلى مقبرة جماعية ليس لطموحات وأحلام آل سعود والأمريكيين وإنما لمرتزقتهم أيضا ممن تولت طائرات العدوان قصف من تبقى منهم حنقا وغيضا على حجم الإنفاق الذي صاحب انطلاق الحملة والذي تحول إلى هباء تذروه رياح الصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية بعد أن انتقلوا من خندق الدفاع وصد هجمات العدو إلى استراتيجية الهجوم فكانت الباكورة انطلاق حملة #تحرير_مدينة_مأرب في ظل تراجع وانهيار متسارع في صفوف المرتزقة والغزاة بعد أن تراجعوا وأصبحوا محصورين في عاصمة المحافظة في ظل وساطات لتسليم أنفسهم مقابل حقهم في الأمان والعودة سالمين إلى منازلهم . بصورة مفاجئة تحول من كان يتحدث عن الوصول إلى صنعاء باعتباره مسألة وقت يلطم حظه وخدوده ويصف “فرضة نهم” بالحفرة التي التهمت أحلامه وقياداته وعناصره. في مأرب كان لتجربة المواطنين مع الغزاة والمرتزقة دور غير عادي في إسقاط أوهام ووعود الغزاة وكشف حقائق العدوان الذي أثبت انه غير حريص على مأرب وأبنائها وإنما تحركه نوازع الانتقام والحقد فيعمل على الدفع بأبناء هذه المحافظة ليقاتل بعضهم بعضا.. الخلافات التي تعصف بصفوف المرتزقة على خلفية تقاسم المال والسلاح القادم من الخارج جعلت الشرفاء بمنأى عن هذا الرخص الذي لا علاقة له بالقيم والأخلاق والعادات التي عرفت بها القبيلة اليمنية في مأرب وبقية المحافظات اليمنية . بالمقابل وفي خندق آخر من خنادق المواجهة مع العدوان كانت مسيرة الجمعة بشارع مأرب بمثابة انتفاضة واستفتاء شعبي عارم يكشف عن حالة من الوعي الكبير الذي يتمتع به المواطن اليمني ،وفيما كان العدوان يراهن على سياسته الإعلامية وإرجافه الكبير حول العاصمة صنعاء لزراعة الخوف والهلع في صفوف المواطنين والتأثير سلبا في معنوياتهم كانت النتائج عكسية فزاد زخم الجماهير والصورة التي نقلتها قناة المسيرة والقنوات الوطنية لمسيرة الجمعة بشارع مأرب في أمانة العاصمة خير شاهد ودليل على سقوط استراتيجية العدو الإعلامية كما سقطت مخططاته العسكرية على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية ، اجتماع وزراء إعلام دول الخليج في الرياض بعد عام من العدوان لتدارس خطة جديدة للتعامل مع الملف اليمني اعتراف سعودي أمريكي بالفشل الذريع .
ولعل مشاهد الحشود الكبيرة والشجاعة التي ظلت حاضرة في المسيرات الثورية خلال شهور العدوان واحدة من ابرز العوامل التي تجعل السعوديين والأمريكيين يكتشفون فشلهم الذريع لأن ساحات التظاهر تحولت إلى عامل استفتاء وأداة لقياس مدى نجاح أو فشل حملات التضليل والحرب الإعلامية التي تكلف آل سعود ودول الخليج مليارات الدولارات، وقد كان عاما حافلا بالفشل والتخبط لدول العدوان على كافة الأصعدة باعتراف وزراء الإعلام في دول الخليج خلال اجتماعهم بالرياض الأسبوع الماضي.