الصيدلية المنزلية.. وسيلة الإسعاف الأولي..!!
عندما يأتينا الألم في ساعة متأخرة من الليل ونبدأ بعده رحلة البحث عن دواء يخفف علينا وطاة الألم في تلك اللحظات فقط ندرك معنى أن تكون لدينا صيدلية متكاملة داخل المنزل وما أن تشرق الشمس وتفتح أبواب الصيدليات المجاورة للمنزل حتى ننسى أننا من البشر وأن احتمالية عودة المرض واردة.
الصيدلية المنزلية حاجة ملحة في كل بيت كما أنها تعتبر وسيلة الإسعاف الأولي في كثير من الحالات’ ولكنها بنفس الوقت خطرة إذا ما تم استخدامها بعشوائية ووضعها قريباً من متناول الأطفال.. أهمية الصيدلية وأخطارها تجدونها في طيات هذا التحقيق ..لنتابع:
الأسرة/ نجلاء الشيباني
الصيدلية المنزلية مهمة جداً خاصة في المناطق البعيدة والأرياف التي يصعب وجود أماكن قريبة للعلاج فيها بساعة متأخرة من الليل بهذه الحماسة استهل المواطن سعيد القاضي ـ عامل بناء -حديثه واستمر بعدها يسرد الظروف القاسية التي يعاني منها من يسكنون في الأرياف والأماكن البعيدة عندما يبحثون عن الدواء, وحينما سألته عما إذا كانت لديه صيدلية منزلية قال لي: لا البيت قريب من مستشفى الثورة العام فإذا ما تعرض أحد أولادي لأي مرض فإن إسعافه أسهل, ولكن هذا في حالة المرض أما في حالة تعرض أحد أفراد أسرته لحادث سقوط ونزيف حاد فهذا لم يكن في حسبانه فالكثير يظن أن الصيدلية المنزلية مجرد بضع حبات من الأسبرين وحبوب للحمى والمغص لا أكثر ولا يدركون أنها تحتوي على شاش معقم وعطب (قطن) ومطهر للجراح وغيرها من الأساسيات وهذا ما يجعل الكثير من المواطنين تغيب عن بيوتهم ثقافة الصيدلية المنزلية فلو كانوا يعلمون أهميتها الكبيرة لهم ولأفراد أسرهم لما ترددوا في شرائها.
ضرورة ملحة
هذا الحادث الذي وقع لمحمد السامعي -أحد العاملين في القطاع الخاص- أجبره على شراء كافة الأدوية الضرورية ووضعها في كرتون فوق دولاب غرفته ليستفيد منها فيما بعد وهذا ما حصل بالفعل ولكن الأدوية التي بحوزته سوى الشاش وقليل من العطب ـ القطن ـ المطهر للجروح ليقول بعدها ساخراً من نفسه أنا بحاجة إلى زنقة أخرى في شقتي لأشتري العلاجات الضرورية مرة أخرى لأنها كما يقول مفيدة له ولجيرانه والتجربة أثبتت ذلك.
الطبيب أولاً
الصيدلية المنزلية مهمة للغاية ولكن على المواطن أن يعي ما هي الدوافع وراء استخدامها هذا ما قاله الدكتور عبدالرحمن قشنون أخصائي باطنية أطفال.. ويضيف :صحيح أن الصيدلية المنزلية تقوم بمساعدة المريض لللشفاء ولكنها بنفس الوقت لا تحل محل الطبيب فتلك الصيدليات تعتبر خطوة أولى لا بد أن يليها الذهاب للطبيب المختص خاصة عند الأمراض الذي يظن البعض أنها سهلة وهي غير ذلك تماماً مثال الحمى عند الأطفال ففي اليوم الذي سبق مجيئك إلى هنا أتت إليَّ امرأة ولدها مصاب بالحمى وهي بدورها قامت بإعطائه دواء خافضاً للحرارة (الحمى) التي استمرت لأكثر من 24 ساعة دون أن تذهب أم الصبي إلى أي طبيب مختص واكتفت بعلاج صبيها بالأدوية الموجودة في بيتها مما أدى إلى تفاقم حالة الصبي فحين وصل إليَّ كان قد أصابته بعض من التشنجات الخطرة وهذا ما يحدث في الغالب عندما يكتفي الفرد ببعض من العلاجات المهدئة المتواجدة في البيت ويستغني عن زيارة الطبيب المختص وكل ذلك يعود إلى نقص في الثقافة الصحية, لذا لا بد من وجود إرشادات تعلم المواطن ثقافة الصيدلية المنزلية في المدارس أو الجامعات في كل مكان يتواجد فيه الشخص الذي لا يفقه الكثير من الأمور الطبية وأكرر الصيدلية المنزلية ليست سوى علاج وقتي أو أولي للحالة وبعدها من المهم للغاية زيارة أقرب طبيب للاطمئنان.
أدوية ضرورية
هناك أدوية ضرورية لا بد من أن تحتوي كل صيدلية منزلية عليها هذا ما أكده زياد غبش ـ دكتور صيدلي: ويضيف: الإسعافات الأولية وأدواتها لا تمثل كل ما يجب أن تحتويه الصيدلية فلابد من تواجد بعض الأدوية الأخرى كشراب الحمى وشراب نزلة البرد وغسيل للعين ومرهم للجروح وميزان للحرارة وحقن بلاستيكية معقمة وأدوية علاج الإسهال والصداع والقيء والمغص الكلوي وغيرها من الأدوية التي يمكن لأي مواطن أن يستشير أقرب دكتور صيدلاني من منزله في شرائها وأن تكون متنوعة وملائمة لكافة أفراد الأسرة وأعمارهم.
ويضيف غبش :بالنسبة للكبار فعادة ما يفضل خافض الحرارة في صورة أقراص أو حقن مع الاحتفاظ بترمومتر لقياس الحرارة في الفم وآخر لقياس الحرارة في الشرج والتأكد من صلاحية العلاج بشكل مستمر وإذا استدعى الأمر شراء جهاز لقياس الضغط أو نسبة السكر وهكذا فالصيدلية المنزلية تتنوع بعض أدويتها بحسب الحالات المرضية في البيت ولكن هناك أساسيات لا بد من توفيرها كالاسعافات الأولية والمواد التي سبق ذكرها سلفاً الحذر مهم.
ضرورة ملحة
من الأمور التي لا نقاش فيها هي وجود صيدلية منزلية داخل كل بيت فالمرض لا يعرف وقتاً ولا ظرفاً, الصيدلي ـ عبدالفتاح الصلوي يرى بأنه من الأمور التي يجب أن يتخذها الفرد كثقافة ملازمة في حياته الاهتمام لصحتة عبر الفحص الدوري والاهتمام بالصحة بكل الطرق وتوفير صيدلية منزلية داخل البيت يعتبر من أهمها لكونها عاملاً أساسياً في الحفاظ على الصحة داخل البيت لذا على كل رب أسرة أن يهتم بشراء صيدلية متكاملة وأن يضعها في بيته وهذا الإجراء جيد للغاية ولكن في نفس الوقت لا يخلو من الخطورة فالصيدلية التي يسعى المسؤول من الأسرة لشرائها خوفاً منه على سلامة أسرته قد تتسبب بالضرر الذي يتجنبه أذا ما أحسن اختيار مكانها داخل البيت وإذا ما كان يقظاً في مراجعة تواريخ الانتهاء المكتوب عليها ويثريث قبل قيامه بتشخيص الحالة ولا يعلقها في أماكن حارة لكي لا تتلف بعض الأدوية التي في داخلها.
مؤكداً أنه في حالة فك بعض الأدوية كالمضاد الحيوي وقطرات العين فهناك نوع من الخطورة فهي من الأدوية المعرضة للتلف بعد فتحها وفي حالة استخدامها فإنها تتسبب بالضرر لمستخدميها وإذا ما استوعب رب الأسرة تلك الأشياء وقرأ جيداً إرشادات الصيدلية المنزلية فإنه سيجنب الأسرة لاستخدام السلبي لمثل تلك الصيدليات.