> شمسان: اليمن من أكثر الدول تأثراً بظاهرة التغيرات المناخية
الثورة/ خليل المعلمي
قال المهندس محمد شمسان القائم بأعمال وزير المياه والبيئة: إن بلادنا من الدول الأكثر تعرضاً للآثار السلبية للتغيرات المناخية بحكم موقعها الجغرافي وظروفها الديموغرافية والاقتصادية.
وأشار في ورشة العمل الخاصة ببناء القدرات حول التغيرات المناخية ونتائج مؤتمر الأطراف الحادي والعشرون حول التغيرات المناخية أن الدراسات والأبحاث البيئية رصدت العديد من التغيرات المناخية مثل نقص الموارد المياه نتيجة التغير في كميات ومواسم الأمطار مما يؤثر على إنتاج المحاصيل وبالتالي على كافة نواحي الحياة في بلد يعتمد على الأنشطة الزراعية، وكذلك الارتفاع في مستوى سطح البحر الذي يتسبب في غمر مساحات كبيرة من شواطئنا التي يعيش عليها شريحة كبيرة من السكان، ويضاف إلى ذلك التأثيرات الصحية الناجمة عن موجات الحر وموجات البرد المتطرفة وموجات الغبار والعواصف الترابية وانتشار الأوبئة وغيرها من التأثيرات السلبية.
وأكد شمسان أهمية تضافر الجهود بين وزارة المياه والبيئة والجهات ذات العلاقة بالمناخ والبيئة من خلال الاستفادة من المعلومات والتجارب والخبرات المتوفرة لدى كل الأطراف من أجل حماية البيئة اليمنية والحفاظ على مواردها الطبيعية من التلوث والتدهور والاستنزاف، مثمناً دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبرامج التغيرات المناخية ولمختلف قضايا البيئة ومن ضمنها مشاريع التغيرات المناخية وتوفير الكثير من المعلومات والمساندة في إجراء المفاوضات الدولية حول الاستفادة من المنح المقدمة لبلادنا.
من جهته أوضح الدكتور محمد سعيد المشجري رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة أن ظاهرة تغير المناخ من أكبر تحديات هذا العصر ويترتب عليها انعكاسات خطيرة على شتى مناحي الحياة في الدول المتقدمة والنامية، وكذلك على مختلف القطاعات الحيوية خاصة قطاع المياه والزراعة والمناطق الساحلية، وتشكل ظاهرة بالغة الخطورة على مسارات التنمية المستدامة التي تنشدها كافة الشعوب.. مشيراً إلى اهتمام كافة دول العالم بهذه الظاهرة وآثارها السلبية حتى وصل الأمر إلى إنشاء هيئات ووزارة متخصصة بهذه الظاهرة.
واستعرض المشجري نتائج قمة باريس المناخية التي انعقدت العام الماضي وما نتج عنها من اتفاق تاريخي وطموح يدعو كافة دول العالم إلى خفض انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري ومكافحة تغير المناخ وآثاره، واطلاق العنان للاستثمار الأخضر ويدفع نحو التحول إلى تنمية اقتصادية منخفضة الكربون ومستقبل مستدام، ووضع أيضاً الخطوط العريضة لمساعدة الدول النامية على مواجهة آثار هذه الظاهرة.
وأشار إلى مساهمة بلادنا في تقديم رؤيتها إلى المؤتمر في مجال التعاون الدولي من أجل خفض الانبعاثات الغازية وتحديد الاحتياجات الوطنية اللازمة توفيرها من قبل الدول المانحة من أجل مواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها، مثمناً جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يعد شريكاً أساسياً في الجهود المبذولة من أجل حماية وصون الطبيعة واستدامتها.
وأشار مندوب برنامج الأمم المتحدة في بلادنا فؤاد علي عبدالله إلى أن اليمن من أقل الدول في الانبعاثات الغازية التي تؤثر في ظاهرة تغير المناخ، وأمامها فرصة في الحصول على منح ومساعدات من الدول المتقدمة تساعدها في الحد من قضية تغير المناخ والتخفيف من آثاره السلبية، مشيداً بالجهود التي يبذلها المفاوض اليمني في المؤتمرات الدولية حول التغيرات المناخية وما يمتلكه من معلومات ومتابعته لآخر التطورات حول هذه الظاهرة.
وقدمت في الورشة العديد من أوراق العمل أهمها ما استعرضه الدكتور محمد سعيد المشجري حول جهود بلادنا في مفاوضات التغيرات المناخية منذ المؤتمر الأول الذي عقد في برلين العام 1995م وحتى مؤتمر باريس العام 2015م، فيما تطرق المهندس فهمي بن شبراق لنتائج مؤتمر باريس الأخير الذي حضره بمعية المهندس حسين شديوة.
كما قدم كل من المهندس أنور عبدالعزيز نبذة عن برنامج البلاغ الوطني الثالث للتغيرات المناخية والمهندس صادق النبهاني مساهمات اليمن تجاه اتفاقية تغير المناخ ما بعد 2020م، والمهندس محمود شديوة نبذة عن برنامج التأقلم مع التغيرات المناخية، وفي الورقة الأخيرة عرض المهندس رشيد العريقي موجز عن الإعصارين “تشابالا وميج” الذين ضربا السواحل الجنوبية من بلادنا، واختتمت الورشة بتبادل النقاشات حول هذه أوراق الورشة.