ن ….والقلم .. من 750 إلى 7500!!!!!!!
عبد الرحمن بجاش
قال صاحبي كنت في نيويورك , ومن فندقي تحديدا أطل من الغرفة على الشارع , كان الغيث غزيرا جدا , كنت أتصفح في كتاب , فجأة ضرب البرق محول الكهرباء الواقع أمام عيني في الاتجاه الآخر , انقطع التيار في الفندق , دقائق وإذا بنقر خفيف ومؤدب على الباب , فتحت بلا مبالاة لأرى أمامي طبيبا , وخلفه فتاة تحمل صحنا عريضا عليه أو بداخله أنواع من (( التشلايت )) وأنواع من الشموع راحت تخيرني ماذا أريد , وأنا أتعامل مع الأمر ببلاهة منقطعة النظير , لأنها سألتني حتى عن نوع الإضاءة التي أفضل !!! , وأنا علمي دخن !!! , تناولت بقلة ذوق أول (( تشلايت )) وقعت عليه يدي مبديا عدم رضاي عن تصرفهم !! , حاولت إغلاق الباب فإذا بالطبيب يقول : لا … دعني أقيس نبضك , ربما تأثرت بالبرق , ضحكت على طريقتنا (( وأنت مالك )) أصر على قياس النبض فذلك واجبه !! , ما حدث لصاحبي هناك تعبير عن وجود الدولة التي تهتم لأمر الإنسان , تجلى ذلك في مجيء سيارات الكهرباء خلال دقائق لتستبدل المحول ويعو د النور , وأنا محتج على قياس نبضي , وكأنه سر من أسرار الديمقراطية اليمنية !! . قال صديقي الصيدلاني وقد مررت عليه صباحا : يا عم عبده دواء تخثر الدم جرى رفع ثمنه من 750 ريالا , إلى 7500 ريال , قلت مرة واحدة؟ قال : هكذا مرة واحده , بجانبي صديقي د . نبيل , هنا السؤال الذي يلخص السؤال الأكبر : أين الدولة بالمعنى المتعارف عليه في اليمن !! , من يقف في وجه التاجر المستورد حين يرفع ثمن دواء مهم من يستخدمه إذا انقطع عن تناوله تعرض إلى جلطة فورية!!! , هل ثمة وزارة للصحة الآن ؟؟ , هل ثمة مكتب للصحة في العاصمة يمكن له أن يفعل شيئا ؟؟ هل هناك هيئة عليا للأدوية ؟؟, أسئلة لن تجد جوابا كما هو السؤال الأكبر : أين الدولة ؟ أو رغبتنا الأكيدة في وجود دوله أعني حكومة وأجهزة قانون وضبط ؟؟, هكذا سيموت كثيرون ليس بفعل الغارات ولا الحروب الداخلية العبثية بل بارتفاع سعر الدواء , صاحبي في الصيدلية اضطر أمام هول السعر حيث نسبة الزيادة 1000 % , إلى فتح العلبة والبيع بالحبة تقديرا لحالة المحتاجين له , وهناك أدوية أخرى يجري رفعها بأسلوب المافيا في التعامل مع الأزمات حيث تحقق الثراء على حساب الفقراء تحديدا خلال أشهر !!! , الآن لا ادري من هو المخاطب بهذا ؟؟ , ولا ادري هل ثمة أحد من المستوردين سيصادف هذا العدد حتى في الشارع فيلفت نظره فيقرأ فيتراجع تحت وطأة صحوة ضمير, على أن هنا مستوردين لم يرفعوا الأسعار بالمطلق , هنا السؤال , ولله الأمر من قبل ومن بعد .