مطهر الإرياني شاعر الحب والوطنية

محمد سلطان اليوسفي

اليوم نودع شاعراً من شعراء الحب والوطنية الشاعر اليمني الكبير مطهر بن علي الارياني الشاعر الذي أثرى الساحة الأدبية بإبداعاته الشعرية وعطاءاته المتميزة التي نسمعها في الصباح وفي المساء، ففي الصباح الباكر نترنم مع الطيور ونغني مع الصبح في ريف اليمن حين يطلع ونتمايل ونهتز طرباً مع غصن القنا وفي المساء نترنم (بالبالة والليل ها البال ) .
لقد كان شاعرنا المرحوم مطهر بن علي الارياني علماً من أعلام الشعر والأدب وله باع طويل في التاريخ، فمن لا يعرفه مؤرخاً يعرفه شاعراً ومن لا يعرفه شاعراً يعرفه باحثاً ومهتماً بالتراث اليمني في مختلف جوانبه، لذلك كان عطاؤه الإبداعي فيه مزيج من الأصالة اليمنية المتمثلة في تجسيد الثقافية اليمنية في شعره وكذلك مزيجاً من الحداثة والتي نستشفها من أشعاره الكثيرة ومن ذلك قوله:
فوق الجبلْ
حيث وكر النسر فوق الجبلْ
واقف بطلْ
محتزم للنصر واقف بطلْ
يزرع قُبلْ في صميم الصخر
يزرع قبلْ
يحرس أمل شعب فوق القمة العالية.
إن الشاعر مطهر بن علي الإرياني  ـ بمختلف إبداعاته وعطاءاته ـ يمثل مدرسة أدبية فنية متكاملة ، فكل عمالقة الفن اليمني الأصيل شدوا بكلماته ، فهذا الفنان أيوب طارش يترنم بالعديد من قصائد شاعرنا مطهر الإرياني من بينها أغنية عن الوحدة اليمنية والتي يقول فيها: عانقي يا جبال ريمة شماريخ شمسان ، ونجد الفنان المرحوم علي بن علي الآنسي ـ وله نصيب الأسد من قصائد شاعرنا ـ يترنم بصوته الصداح بأغنية ( خطر غصن القنا) والفنان علي السمة يترنم بالأغنية الشهيرة( أغنية البالة ) ونجد الفنان أحمد السنيدار يتغنى بأغنية ( ما أجمل الصبح ) ، وما هذه إلا بعض من الأصوات التي لحنت لشاعرنا مطهر الارياني ، وأشعاره المغناة كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها ، وشاعر بحجم المرحوم مطهر بن علي الإرياني لا يمكن أن تنصفه أقلامنا مهما كتبت عنه ، فكل قصيدة من قصائده تحتاج إلى مساحة واسعة من أجل الكتابة عنها ، ونستطيع القول أنه لا يمكن لأي باحث أو مهت بالفن والأدب اليمني أن يتجاوز هذا الإنسان ، كما لا يمكن لأي دراسة أدبية أو فنية تعنى بالأدب والفن اليمني أن تتجاوز أعمال شاعرنا ، لذلك يمثل رحيل الإرياني خسارة فادحة على مستوى الساحة العربية واليمنية ، رحم الله شاعرنا وأسكنه الجنة .

قد يعجبك ايضا