الحوار.. الوسيلة المثلى لحل مشاكل الوطن


المكلا/ أحمد محمد بن زاهر –
أكد عدد من أبناء محافظة حضرموت أهمية انعقاد مؤتمر الحوار كونه الوسيلة المثلى لطرح جميع القضايا الخلافية والمدخل الحقيقي والجاد للخروج برؤية واضحة لبناء الدولة المدنية الحديثة التي يسودها العدل والمساواة..
وقالوا إن إنجاح هذا المؤتمر واجب وطني وديني وعلى كافة القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية وجميع المشاركين أن يضعوا مستقبل اليمن فوق كل الاعتبارات وأن يتعاملوا بنوع من الحرص الوطني لإخراج البلاد من دوامة الصراعات.

– وفي البداية تحدث سعيد عبدالرب الحوثري قائلاٍ: الحوار هو لغة العصر الحديث في جميع أنحاء العالم لأي مشكلة عامة وطنية والحوار هو المدخل الحقيقي والجاد للخروج برؤية واضحة متفق عليها لأي معضلة عليها خلاف وبدون هذا الحوار الأخوي لا يمكن لأي مجتمع أن يحل مشكلة لأن المنطق يقول أن العنف لا يولد إلا العنف والكراهية لا تولد إلا الكراهية فمن حقي أن أحاور خصومي أيا كانوا بالصراحة العقلانية والاحترام المتبادل وفي نهاية المطاف نتفق أو لا نتفق يكون كل منا قد قال رأيه بكل وضوح من منظور وطني عقلاني وصولا إلى حل جميع المشاكل العالقة في جسم أي وطن من الأوطان وأضاف أن الحوار الذي تتفاعل مراميه وأهدافه في اليمن هو في الحقيقة يعتبر خطوة هامة جدا للخروج من دوامة الصراعات التي تسود أنحاء اليمن هذه الصراعات التي تلحق الضرر بجميع مكونات المجتمع وبالذات الأمن والمعيشة وجزء منها ما هو مفتعل مدفوع الثمن مقدما والآخر ربما بحسن نية الهدف مصلحة الوطن لهذا نقول أن رفض لغة الحوار كليا فيه نوع من المزايدة والقفز على الواقع فمن حقنا أن نختلف إلا أن صوت العقل يقول من حقنا فيما بعد أن نجلس معا إلى طاولة حوار بوسيط ثالث نتفق أم لا نتفق بعيدا عن المكايدات التي ينفذها أعداء من الداخل والخارج وقال إن لغة الحوار البناء هي المخرج لأزمات الوطن والمواطن الذي عانى ويعاني منذ عشرات السنين أزمات وصراعات مفتعلة ذهب ضحيتها الأبرياء وخراب للوطن ونحن هنا لا ننكر أن هناك قضايا ملحة بحاجة إلى حلول ناجعة وصادقة وبالذات القضية الجنوبية وما ساد وجرى في جنوب الوطن بعد حرب 1994م من تجاوزات وتهميش ونهب ثروة وهذه أمور لا ينكرها كائن من كان حيث وهذه القضية هي جوهر الخلاف بين دعاة الحوار الذين لا بد لهم في نهاية المطاف من الوصول إلى فك طلاسمها بروح العقل بإيجاد الحلول لما يرضي الجميع وبالذات أبناء الجنوب لأن التجاذبات السياسية والتخوين لا يؤدي في النهاية إلا إلى الاحتراب وسفك الدماء ألا يكفينا منذ 1962م ومرورا من 1976م وشعبنا تسفك دماؤه.
وأردف قائلا: ونقولها هنا بكل صدق إننا نحن أبناء الجنوب أكثر من اكتوى بصراعات من يسمون قادتنا منذ 1967م وحتى الآن صراعات عبثية دموية أيدلوجية كاذبة أكلت الأخضر واليابس ذهب ضحيتها رموز وطنية ذات سجل نضالي حيث يأتي هذا البعض الآن يبكي على الأطلال نقول لهذا البعض ابتعدوا عنا وعليكم طلب العفو من هذا الوطن والمواطن فالوطن مليء بالطاقات الوطنية والكفاءات شبابا وشيوخا اتركوا هؤلاء من يثق بهم المواطن لكي يعالجوا قضية الوطن وحقوقه ومصيره للخروج من النفق المظلم ومن حالات التشرذم والتمترس التي يعيشها الوطن وصراع القبليات والثأر التي يريد البعض منها أن يبقى الوطن أسيرا لهؤلاء ونهب الثروات ومن هذا المنطلق يجب أن يطغى صوت الحوار الجاد فوق صوت الاحتراب والمصالح الذاتية والزعامات الجوفاء فالشعب هو القائد وهو من عانى ويعاني جنوبا وشمالا وهو من يقرر مصيره من خلال مناضليه الأخيار والذين لم تتلوث أياديهم بدماء الأبرياء من ضحاياهم شمالا وجنوبا وبالذات شعب الجنوب مع يقيني أن من حق أبناء الجنوب أن يقرروا مصيرهم إن أرادوا دون ترهيب أو ترغيب لأن الشعب هو القائد لا يريد أن تجعلوه قطيع ماشية نقول كفى مزايدة وابتزازاٍ ومن بلغ سن الرشد هو من يقرر مصيره¿!

بداية طيبة
-الأخ أحمد سعد التميمي- إعلامي- قال: أود أولا أن أحيي القائمين على لجنة الحوار ودورهم الوطني المهم في هذا الجانب الذي قد اعترته واعترضت طريقه العديد من العقبات وتم تجاوزها ونتمنى أن يتعامل الجميع بنوع من الحرص الوطني لخروج البلاد والعباد من الأزمات إلى آفاق أرحب وأشمل ومستقبل مزدهر للأبناء إن شاء الله.
فالحوار في حد ذاته هو الطريق الأمثل لحسم أي مشكلات ووضعها على طاولة الحوار ويقول فيه الجميع رأيه وفكره وهي طريقة حضارية في حل الأزمات ومنهج قوي تحثنا عليه كل الأديان السماوية وبلد كاليمن يعاني الكثير من الأزمات وأسبابها معروفة.
وأشار إلى أن ما تعرضت له البلاد من حمامات دم خلال المراحل السابقة زادت من أزمات البلاد ونتيجة لانعدام الحوارات تفاقمت إلى أن صارت مشكلة كبيرة ولولا جهود الأعزاء والأصدقاء والخيرين من أبناء الوطن لما وصلنا إلى هذه البداية الطيبة لحوار شامل جامع لكل قضايا الوطن بمختلف مشاربه السياسية وأطيافه الاجتماعية.
وأضاف: من أبرز القضايا التي نرى طرحها بقوة هي قضية الجنوب وما سادت من أخطاء فيه كان لها دور سيء في تشويه الوحدة بين الشطرين حيث سعت جماعة إلى الاستيلاء على الأراضي وتملكت ما لا تملك وتسيدت وأقصت وكان ما كان من أحداث لكن لا بأس إن كان ذلك يتوج بحوار من شأنه وضع المخارج لكل القضايا العالقة بما يتناسب مع كل مشكلة ووضعها بجدية وحسمها.
وأكد أن الوحدة اليمنية قد تحققت بجهود وضحى من أجلها آلاف الناس والحفاظ عليها واجب مع إيجاد إصلاحات واسعة لحكم محلي واسع الصلاحيات لكل محافظة تستطيع إدارة شئونها بأبنائها وعدم تركيز الأمور في مركز واحد بل الانفتاح والمحاسبة والمسؤولية والصلاحية للمحافظة وفق حدودها الجغرافية ومكانتها الاقتصادية وتخصص باختصاصاتها وتتمتع بمسمياتها دون تدخل من مراكز القوى في البلاد.
وهناك العديد من التجارب الاتحادية في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وهي تجارب رائدة في الاتحادات ولا بأس من اتخاذ أي تجربة دولية وتطبيقها على الشأن اليمني فلا شك أننا سنخرج من هذه الأزمة وسينعم المجتمع والمواطن بالأمن والاستقرار.

بوابة جديدة
* من جانبه يرى الدكتور سالم محمد بن سلمان من جامعة حضرموت أن اليمن الذي مر بأزمة سياسية حادة خلال عام 2011م كادت تجر البلاد إلى أتون حرب أهلية طاحنة وبذلك ستكون ملاذا آمنا لكل أشكال التطرف والتقسيم وكان ذلك لا يشكل تهديدا للأمن والاستقرار والسلام وطنيا بل إقليميا ودوليا وحرصا على ذلك بذل الذين يحبون اليمن جهودا جبارة لإخراجه من هذا المأزق السياسي وكانت المبادرة الخليجية وبرنامجها الزمني وقرار مجلس الأمن الدولي حول اليمن وهذه المبادرة هي الأرضية الراسخة للوصول إلى بر الأمان في وصول اليمن إلى دولة ذات نظام سياسي ودولة مدنية حديثة ولعل المراحل السابقة من هذه الآلية شكلت منعطفا تاريخيا لذلك وأصبحت العودة إلى ما قبل ذلك أمرا مستحيلا وسيكون عدم الاستمرار في تنفيذ المراحل المزمنة للمبادرة كارثيا وبامتياز.
وقال إن مؤتمر الحوار الوطني الذي يعول عليه الجميع في اليمن وخارجه يشكل البوابة الجديدة للنظام الجديد ولذلك فإن تحديد ذلك مسؤولية تاريخية ووطنية تقع على جميع شرائح ومكونات المجتمع وكل الأطياف وبل وبكل المشاريع المطروحة فلا خطوط حمراء في هذا الإطار حيث أن العودة إلى الماضي واستمرار الحاضر كلاهما لا يفيد في بناء النظام الجديد لليمن.
مشيرا إلى أن الحوار هو الوسيلة المثلى والمكان الآمن لطرح جميع القضايا الاستراتيجية والتحاور على جميع المشاريع والحلول القادمة لبناء اليمن فإن الدولة المركزية بكل تبعاتها لم تكن نافعة وأثبت التاريخ أن يتم التحول إلى نظام أكثر ديمقراطية وبل يعتمد على المساواة والعدالة وحق الاستغلال الكامل للثروات بكل أنواعها من قبل الشعب وهذا ما ينبغي الاتفاق عليه في هذا المؤتمر فضلا عن أن الثقافات والمشاريع التي تحملها جميع أطراف الحوار سواء من الجنوب والحوثيين ولكل أطياف ومكونات اليمن هي أساس الحوار في هذا المؤتمر ومن ذلك فإن الجميع مدعو وهذا واجب ديني ووطني أن يتم إنجاح مؤتمر الحوار الوطني عنوان رئيسي للنظام الجديد وهناك مجموعات من الرؤى ومنها على سبيل المثال الأقاليم وأن تكون ذات الحكم الذاتي في كل الأمور التي تعمل على القيادة والبناء ومن ذلك فإن هذا المشروع وغيره من المشاريع ينبغي أن تناقش ويتم الحوار عليها بشكل واسع وبشفافية كبيرة وبدون تحفظ أو إقصاء أو تخوين كل هذه المصطلحات ينبغي أن يبتعد عنها جميع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني وعلى الجهات والدول الراعية إقليميا ودوليا الدفع نحو إنجاح هذا المؤتمر.

المخرج الآمن
* الأخ عوض سالم البهيشي قال إن الحوار سنة الحياة وتحكيم العقل البشري الذي فضلنا به سبحانه وتعالى عن بقية مخلوقاته من أجل تعمير الأرض وبناء حياة آمنة ومستقرة لبني الإنسان وإجراء الحوار اليمني بأهدافه الوطنية والديمقراطية هو المخرج الآمن الذي تعلق عليه الآمال العريضة من أجل رسم خارطة المستقبل المشرق لليمن والخروج بصورة واضحة ونهائية من الأزمات والمشكلات اليمنية المتلاحقة لأكثر من ثلاثة عقود.
وأضاف: وعندما نقول أن الحوار وتحكم العقل واجب وطني لا بديل له إنما نعني تغلب الحكمة اليمنية على العنف والفوضى والدمار والتمزق الذي يرفضه كل عاقل مؤمن بوطنه وتطوره التي تسعى لفرضه وبكل قوة القوى الجاهلة لحتمية التطور التاريخي للشعوب المناهضة للظلم والاستغلال والتخلف.
وتابع: سيمثل مؤتمر الحوار الوطني نقلة نوعية في مسيرة النضال الثوري التي يتطلع الشباب اليمني لإحداثه حيث تقف كل القوى السياسية الفاعلة في المجتمع اليمني وقفة مسئولة وشاملة أمام كافة القضايا والملفات الحيوية المثارة في الساحة اليمنية وفي مقدمتها وضع حلول نهائية للقضية الجنوبية العادلة وإيجاد حل ومخارج وطنية وعملية لقضية صعدة دون فرض أية وصايا أو رؤى حزبية ومناطقية ضيقة في المؤتمر فضلا عن صياغة شكل الدولة المدنية المستقلة بما يلبي طموحات كل قوى الشعب بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية وقواه الثورية في الشمال والجنوب والوصول إلى منظومة حكم جديد في المجال الحقوقي والقانوني وفي التشريعات العامة لواجبات كل مواطن مغلبين مصلحة الوطن فوق المصالح الذاتية والأنانية الاستحواذية المغامرة ولكي تصل القوى السياسية والمجتمعية المشاركة في المؤتمر ودون وصاية عليها إلى صياغة العقد الاجتماعي والسياسي الجديد يقيد للبلد نظامه ووحدته ومكانته بين الشعوب والولوج باليمن الجديد إلى الألفية الثالثة وإرساء مداميك الحكم الرشيد والمواطنة المتساوية في يمن الخير والسعادة والعدل والتقدم الاجتماعي في وطن موحد وآمن ومستقر.

مرحلة جديدة
> الأخت مها صالح عبدالله قالت: إن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني يعد تتويجا للمرحلة الأولى من المبادرة الخليجية وفقا لآليتها التنفيذية المزمنة وتكمن أهمية الحوار بمشاركة كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة تجنيب الوطن الكثير من المصاعب والاتجاه نحو إحداث إصلاحات حقيقية وتحقيق العدالة والمساواة والنماء والتطور ويعكس تطلعات المواطنين والشباب في التغيير المنشود لبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية.
ويأتي إعلان فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ليوم 18 مارس المقبل خطوة هامة على طريق استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية ووضعها على الطريق الصحيح.
وأضافت: أتمنى على كافة القوى السياسية المختلفة أن تنسى خلافاتها من أجل إنجاح الحوار الذي سيسهم في مواجهة هذه التحديات والانتقال باليمن إلى مرحلة جديدة من البناء والأمن والاستقرار.

قد يعجبك ايضا