سيول: أ. ف. ب.
دعت كوريا الشمالية أمس كل الكوريين الجنوبيين لمغادرة منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة بين الكوريتين وأعلنت مصادرة كل المعدات المتبقية في المجمع، وذلك ردا على عقوبات فرضتها عليها سيول وواشنطن وحلفاؤهما في المنطقة لمعاقبة بيونغ يانغ على تجربتين نووية وبالستية.
وجاء القرار الذي اتخذته لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا التي تهتم بالقضايا بين الكوريتين، بعد قرار أحادي اتخذته سيول باغلاق المنطقة من اجل معاقبة بيونغ يانغ على تجربتها النووية الرابعة واطلاقها صاروخا بعيد المدى الاحد.
وعبرت مئات الشاحنات الكورية الجنوبية صباح الخميس الحدود مع الشمال لنقل معدات وسلع مصنوعة في مجمع كايسونغ الصناعي الكوري المشترك الذي قررت سيول إغلاقه من جانب واحد، مؤكدة أنها خطروة “لا مفر منها”.
وبعيد ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية نقلا عن اللجنة اغلاق كايسونغ التي أصبحت منطقة عسكرية، وقطع كل الاتصالات العسكرية مع كوريا الجنوبية بما في ذلك عن طريق قرية بانمونجوم الحدودية قناة الاتصال الرئيسة بين الكوريتين، بدون تحديد فترة زمنية لهذه القطيعة.
وقد أمهلت كل الكوريين الجنوبيين المنطقة عدة ساعات لمغادرة المنطقة وهم يحملون اغراضهم الشخصية فقط، مؤكدة “مصادرة كل موجودات الشركات الكورية الجنوبية والشركات المتحالفة معها بما في ذلك الآلات والمواد الأولية والسلع”.
وقالت الوكالة إن “القوى المعادية الكورية الجنوبية ستجرب الثمن الباهظ والمؤلم الذي يترتب عليها دفعه لإغلاقها مجمع كايسونغ الصناعي”.
وتشكل منطقة كايسونغ التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود الكورية الجنوبية، مصدرا أساسيا للعملات الأجنبية للنظام الكوري الشمالي الذي يواجه صعوبات مالية.
لكنها ايضا منذ افتتاحها تعود بالفائدة على الشركات الكورية الجنوبية التي تحصل على يد عاملة كورية شمالية رخيصة وتستفيد من اعفاءات ضريبية ضريبية.
ولدى افتتاح هذه المنطقة الصناعية في 2004 كانت رمزا “للمصالحة” واحد اخر المشاريع المشتركة للتعاون بين الشمال والجنوب.
وقد اتهمت حكومة كوريا الجنوبية بيونغ يانغ باستخدام مئات ملايين الدولارات من العملات من كايسونغ لتمويل برامجها للتسلح.
واعتبرت جمعية تمثل 124 مؤسسة صناعية كورية جنوبية التي كانت توظف في المجمع 53 ألف كوري شمالي قرار اغلاقه بانه “ظالم”. ورأى رؤساء المؤسسات في الجنوب بأن السياسة أملت شروطها على أنشطتهم.
وكان هذا المجمع انشئ في اطار دبلوماسية انتهجتها سيول بين 1998 و2008م لتشجيع الاتصالات بين الكوريتين. وبقي المجمع بعيدا عن التقلبات في العلاقات بين الكوريتين.
وفي ربيع 2013م أغلقت بيونج يانغ المجمع لمدة خمسة أشهر في أوج التوتر الأخير في شبه الجزيرة بعد ثالث تجرية نووية لكوريا الشمالية.
وفي سبتمبر 2014م وضعت بيونج يانج مشروع تسوية جديدا يسمح للشمال توقيف رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين في حال حصول خلاف تجاري ورفضته سيول.