تونس تتأهب لمواجهة تداعيات التدخل العسكري الفوري ضد داعش في ليبيا

عواصم / وكالات
رفعت تونس من استعداداتها الأمنية والعسكرية لمواجهة تداعيات التدخل العسكري المحتمل للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا فيما هددت حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا بغلق المعابر الحدودية الجنوبية مع البلاد.
وقالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء الحكومية مساء أمس نقلاً عن وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أن حكومة طرابلس المنبثقة عن المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته هددت الثلاثاء بـ”غلق المعابر الحدودية مع تونس في حال تواصل منع الطائرات الليبية من دخول مطار تونس قرطاج”.
ونقلت الوكالة عن نفس المصدر أن علي أبو زعكوك وزير خارجية حكومة طرابلس قوله خلال مؤتمر صحفي أن “ليبيا تضررت كثيرا نتيجة غلق تونس مطارها الرئيسي أمام شركات الطيران الليبية”، مشددا على أنه “في حال استمرار هذا الوضع سنفكر جديا في غلق جميع المعابر الحدودية مع تونس والمعاملة بالمثل”.
ونفى أبو زعكوك اتهامات تونس بتسلل إرهابيين إلى أراضيها من ليبيا، معتبرا “جميع الإعمال الإرهابية التي ترتكب في تونس وليبيا ينفذها رعايا تونسيون ولم نسمع يوما بتنفيذ ليبي لعمل إرهابي في تونس”.
غير أن السلطات التونسية تؤكد باستمرار أن ليبيا تحولت خلال السنوات الماضية للجهاديين التونسيين الذين يتلقون تدريبات على القتال في معسكرات قبل العودة إلى البلاد للقيام بهجمات تستهدف المؤسسات السيادية للدولة.
وفي إشارة إلى بناء تونس لحاجز ترابي على حدودها مع ليبيا وتركيز منظومة دفاعية اعتبر أبو زعكوك أن “الإجراءات الأمنية التي تتخذها تونس مخافة تسرب الإرهاب لا يمكن قبولها، فالإرهاب في ليبيا يقوم به تونسيون ولم يثبت أن ليبياً واحداً شارك في عمليات إرهابية في ليبيا”.
وأنهت تونس بداية الأسبوع إنجاز حاجز ترابي حدودي مع جارتها الغارقة في الفوضى الأمنية يبلغ طوله 200 كيلومتر من بين 500 كيلومتر من الشريط الحدودي.
وأعرب بوزعكوك عن استيائه من “معاملة تونس للمواطنين الليبيين بسبب ما يتعرض له المرضى والمسافرون لتونس من مشقة أثناء التنقل من مطار صفاقس الى تونس العاصمة بعد منع هبوط الطيران الليبي بمطار قرطاج.
وكانت السلطات التونسية أعلنت الاثنين “تمديد فترة منعها هبوط الطائرات الليبية بمطار تونس العاصمة لمدة مفتوحة” دون أن تقدم إيضاحات ضافية بشأن دوافع المنع.
وفي ظل ارتفاع المخاوف من تداعيات التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا رفعت السلطات التونسية من استعداداتها حيث تجاوزت مستوى التصريحات والمواقف السياسية الرافضة للتدخل المحتمل إلى مستوى التحركات الميدانية في المناطق المحاذية لحدودها الجنوبية الشرقية مع الجارة ليبيا.
وتشهد المناطق التونسية الواقعة في الجنوب الشرقي خلال هده الأيام تحركات ميدانية مكثفة تقودها قيادات القوات المسلحة.
كما تشهد تلك المناطق “عمليات بيضاء” في محافظتي مدنين وتطاوين تشمل عدة مجالات بما فيها المستشفيات ودلك تحسبا لـ”توافد أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين” الحرب المحتملة.
ونقلت صحيفة “الصباح” التونسية عن مصادر مطلعة تأكيدها ترفيع مستوى “التنسيق الأمني واللوجيستي” بين تونس والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا في الجنوب التونسي” من أجل مكافحة الجهاديين الذين تزايدت مخاطر هجماتها في بلدان المنطقة.
غير أن السلطات التونسية تنفي باستمرار وجود “قواعد عسكرية” أجنبية في جنوب البلاد.
من جهة أخرى قال  وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس إن ليبيا بحاجة لتشكيل حكومة موحدة قبل أن تختار الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون التدخل العسكري ضد آلاف من مقاتلي تنظيم داعش في البلاد.
وقال شكري “هذه عملية يجب أن تكون بقيادة ليبية” وأقر بأن جهود تشكيل حكومة واحدة من حكومتين متنافستين في ليبيا “صعبة”.
ويشعر مسؤولون أمريكيون في مجال مكافحة الإرهاب بالقلق من توسع فرع داعش في ليبيا حيث حشد آلاف المقاتلين واستولى على قطاع ساحلي يشمل مدينة سرت علاوة على مهاجمة البنية التحتية النفطية.
وغرقت ليبيا في حالة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة التي اطاحت بحكم معمر القذافي بمساعدة حملة جوية بقيادة حلف شمال الأطلسي في 2011م.
وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية للكونغرس إن فرع داعش في ليبيا “أحد أكثر الأفرع تطورا خارج سوريا والعراق.. وفي وضع جيد لتوسيع الأراضي الخاضعة لسيطرته في 2016م.”

قد يعجبك ايضا