العار الدولي في حرب اليمن ( 1 )
د.خالد محمد الكميم*
أبدأ بتصريح شهير لكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق حين قال : سيظل عار ( سربرنيتشا ) يلاحقنا ما عشنا .. وهو يتحدث عن صمت الأمم المتحدة عن حصار ومذبحة الصرب الشهيرة ( 8000 قتيل ) بحق المدينة المسلمة في البوسنة والهرسك ( 1995 ).
وطبعا عنان يتحدث حينها مع أن ولايته تالية على وقت الجريمة الإنسانية المهولة التي كانت بعهد المصري (المسيحي الأرثوذكسي) بطرس غالي .. والذي أرخص الدم المسلم لقاء رضا أمريكا لترشحه لفترة تالية ( وهو ما لم يكن ).
واليوم وإزاء العدوان اللا أخلاقي الذي سنتناوله قبل الحديث عن اختراق وانتهاك وطحن كافة المواثيق والأعراف الدولية بحق الشعب اليمني ودولته الحضارية العميقة.
وإذا كان من تساؤل وصيحة واحتجاج وتنديد نصدح به للعالم اجمع وبأعلى صوت وسيسجلها التاريخ فهو للعالم الحر بمنظماته الإنسانية العريقة المعروفة بالرصد الصادق والحيادية الإنسانية.
أما حكام العرب المستعربة والمهجنة فلا ولن نستجدي منهم أي نخوة عروبية أو قومية أو حتى انتصارا منهم للدين بحق العربية السعيدة ( اليمن ) أصل العرب وخير من حمل نشرة الدعوة المحمدية في شتى أصقاع الأرض ؛ فهم ( العرب ) أرخص من المناشدة ذاتها وقد صار الريال حقيقة معبودهم وآلهتهم .
وأما علماء الحرام ( الدم والمال ) فحسابهم عسير وعسير ، ولربما في الدنيا قبل الآخرة .. سواء من بلاد الحرمين أو الأزهر أو ظلال اليمن أو علماء العالم الإسلامي عموما.
نعم ..
سنبدأ بالأمم المتحدة وميثاقها ومكوناتها من الدول والمنظمات الدولية ، ومن ثم إلى نموذج الإنسانية والعدالة والحرية المتمثلة في أوروبا باتحادها ودولها ومؤسساتها الإنسانية التي كنا نحسبها بحق أروع كيان عالمي موجود يراعي كرامة الإنسان وحريته ..
( كتب المقال قبل موقف وتصريح البرلمان الأوروبي .. وبهذا أحاضر من أول الحرب في الجامعات وفي كل المنتديات بأن التحول الأوروبي سيكون الأول عالميا ).
فيا أيها المجتمع الدولي من دعاة الحرية والكرامة الإنسانية ..
سنحاكمكم ومن ديباجة ميثاق الأمم المتحدة 1945م سنبدأ :
( نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب .. ).
فأي إنقاذ وأي سلام تبغونه في كيان اليمني أرضا وإنسانا !!
ما هو الخطر الذي كان يهدد حياة الشعب والإنسان في اليمن حتى تقرروا هدم إنسان وأرض وحضارة بجملة من آلاف الجرائم التي لا نظير لها في التاريخ المعاصر كعمل دولي مشرعن بالباطل !!
نحن الشعب من يقرر أي شرعية حاكمة تكون وما يجب أن تزال وتتغير .. وبالطبع محال أن نصل بالدماء في أسوأ حال كما أنهار الدماء السائلة والحاصلة الآن من إجرامكم العدواني !!
نعم
تمارسون أوقح الحروب في السقوط الأخلاقي والقيمي وكل مبادئ العرف والقانون الدولي ..
وتبريراتكم أقبح من أفعالكم أيها الغرب المدعي بالحضارة والإنسانية.
ومن الديباجة للميثاق نورد أيضا : ( وفي سبيل هذه الغايات – إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها .. – اعتزمنا: أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة، وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها .. ).
فأي كرامة حرصتم عليها بحق الفرد والجماعة والأطفال والرجال والنساء كبار السن في يمن الإنسانية والتاريخ .. وقد مورس أشر أنواع القتل والحرق والدمار بهؤلاء الأبرياء !!
وأي جوار حسن بين الدول حرصتم على ترسيخ السلم والأمن الدولي فيه وقد انحزتم في سابقة تاريخية لا نظير لها من العار بتأييدكم أشخاصاً وصلوا للحكم باستبداد في دولة نظامها ديكتاتوري معلوم للعالم بذلك وبكونه أصلا راعي الإرهاب الأول في العالم ..
وكل هذا لمجرد كونهم مخازن نفط يغرقونكم بها كرشوة لضمير ما كان يجب أن يسقط هكذا !!!
أي سقوط وأي ضمير تحملون وتحدثون به شعوبكم !!
هل بلغ الاستحمار بشعوبكم كما يفعل طغاة النفط بشعوب الجزيرة والخليج في شرعية العدوان بل وإنسانيته !!
أي استخدام للقوة وعبثية هذا الذي تصنعونه لترسيخ الشرعية في بلد كما تزعمون !!
فهل بإبادة شعب يتم ترسيخ الشرعية والحرية والديمقراطية إن كنتم كما تزعمون ..
مع أن الحال الواقع أنكم تدعمون أسوأ دول الاستبداد عالميا على أولى دول العالم الثالث حرية وديمقراطية ناشئة وهو ما شهدتم به أنتم قبل ذلك ، قبل أن تقرروا الكذب على الإنسان في العالم لتقتلوا الإنسان وتهدموا حضارة وعمار اعرق شعوب الأرض بلاد العربية السعيدة اليمن .
( في المقال القادم سنتحدث عن مقاصد وأهداف ومبادئ الأمم المتحدة ومقارنة واقع الحال مع يمن السلام )
* أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان المساعد.