ليبراليو الخارج
يوسف اليماني
دعونا من أصنام الثقافة في الداخل عارهم سيلحقهم وأحفادهم لمائة عام وأكثر ليشفي غليل ذوي ضحايا حرب مملكة داعش على اليمن ، لنلقي نظرة على دعاة التحرر الفكري والديني خارج اليمن ، هم يمنيو المولد والمنشأ شقوا طريقهم للنجاح خارج أرضهم ..نقطة من أول السطر ..لا يعدو ارتباطهم باليمن غير طريقا للنجاح والشهرة ، ينشطوا في التعبير عن سخطهم على الأصنام وعبدتها في الداخل اليمني لذلك لن نمنحهم لقب المحاربين ، لأن المحارب يخوض معاركه بشرف من الداخل أما هم فمن وراء المحيطات يكتفون بالاشمئزاز والنعيق ، وإذا خدعنا بهم قبل الحرب ، فالحرب وضعتهم في مكانهم الصحيح ، ليبراليين كما يحلو لهم أن يكونوا ، وليس لهم من الليبرالية غير ملابسهم وكؤوس الخمر المرفوعة حتى يتميز تحررهم ، حسنا هذا شأنكم حتى أن خلطتم الإسفلت حارا واحتسيتموه ليتجمد في أحشائكم ، أما وان اخترتم اليوم أن تسمعونا ضجيجكم المخزي كما هو حال أقلام الداخل الوقحة ، فهذا شأننا اليوم أن نزدري أقلامكم المنافقة هذا إذا لم تكن مدفوعة بالمال المدنس ، كيف من الممكن أن نبرر مغالطاتكم وتظليلكم وصمتكم ، لهذا ودون شك انتم إما شلل حاقدة أو مرتزقة مملكة داعش ، لا يمكن أن يتسلل الحقد لقلم كاتب في اللحظات الحاسمة حين يشهد المجازر اليومية لعدوان خارجي جمع كل مرتزقة الأرض ليحارب اليمن أمام صمت دولي حقير ليتلاعب بالكلمات بقلمه الساخر حينا والمشمئز حينا آخر ليساوي بين الحرائق الذي تخلفها صواريخ مملكة داعش وبين احتراب داخلي ..
نقرأ لهؤلاء الكتاب الساقطين في وحل قواميس الكلمات مرددين نفس الجملة لولا استيلاء الحوثي على السلطة لما شنت الحرب العالمية على اليمن ، والبعض الآخر يصمت ، يرددوا اضطرارا هذه الجملة حين يسقط صاروخ يدك بيوت المدنيين بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ، هؤلاء أدعياء الليبرالية يتجاهلون كل حرائق صنعاء والحديدة وصعدة وكل مدينة يمنية حتى تعز حين تقرر المملكة إحراق مرتزقتها ، لا يشيرون من بعيد أو من قريب عن حقيقة من هم المقاومة كما أسموهم ، يغضوا الطرف عن مجازر مقاومة الداخل وهي ذات المذابح التي شهدناها على يد أخوان الشر مذ تفجرت ثورات الربيع العربي ، هؤلاء أدعياء تحرر ما وراء المحيطات شهدناهم في حرائق فرنسا وهجوم شارلي أيبدو مثلهم مثل الثيران الهائجة منددين بما حدث ومستنكرين الإرهاب الداعشي ، حتى ان صور بروفايلاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي غلفت بالعلم الفرنسي تضامنا مع ضحايا الهجوم ، واليوم حين كان التيار الذي احرق فرنسا بالأمس يحرق اليمن اليوم ، نسمعهم مبررين لولا استيلاء الحوثي على السلطة ، حتى بعد 10 أشهر من العدوان بدأنا نسمع بعض الأصوات تتعالى من منظمات حقوق الإنسان المنافقة وبعض الأقلام الأجنبية مستنكرة بيع السلاح لمملكة داعش من البلد الذي ينتمون لها .. ومازال هؤلاء يغسلون وجوههم بوحل الكلمات .. لو كنتم صادقين لسيطرتم على أحقادكم حتى تنتهي الحرب حينها اسمعونا ضجيجكم وعويلكم لتفجروا ثورة لا تستنسخ أصنام 2011م .. هي ذاتها الأصنام التي كان هادي واحدا منها واليوم تدافعون عنها باسم الشرعية .. هي ذاتها التي كان هادي واحدا منها في حرب 94..سيسجل التاريخ أن الليبرالية كانت سفها من خيالٍ فهوى .. حين تمسحتم بها لتشقوا طريقكم على جثت أبناء وطنكم ..