لحظة يا زمن..أبناء هذا الزمان
محمد المساح
نحن أبناء هذا الزمان, وهذا الزمان سياسي , رضيتم أم أبيتم , لجيناتكم تاريخ سياسي, لجلودكم مظهر سياسي ولأعينكم سمت سياسي , للذي تقولون رنة سياسية, وللذي تصمتون عنه دلالة , وهي في هذه الحال أو تلك سياسية .
حتى عندما تقصدون التل فالخطى التي تسيرون بها سياسية على أرضية سياسية .
حتى القصائد اللا سياسية سياسية حتى القمر الساطع فوق رؤوسنا لم يعد الآن مجرد فضي أكون أو لا أكون تلك هي المسألة .
مسألة ؟ إليكم يا أعزائي رأيي : إنها مسألة سياسية.
ليس عليكم أن تكونوا كائنات بشرية لتكون لكم فيمة سياسية يكفي أن تكونوا نفطا خاماً أو طعاماً مركزاً, أو أي خامة تشاءون أو حتى طاولة في مؤتمر ضاعت شهور في الجدل حول شكلها , ترى حول طاولة مستديرة أم مربعة , نتفاوض على الحياة والموت ؟
فيما بشر يحتضرون , وحيوانات تهلك وبيوت تحترق وأرض تبور تماماً كما في أكثر الأزمان نأياً وأقلها سياسة .
العودة إلى البيت
عاد إلى البيت , لم يقل شيئاً , بدا واضحاً , مع ذلك , أن ثمة خطباً , استلقى في كامل ثيابه جاذباً الغطاء حتى رأسه ضاماً ركبته إلى صدره هو على مشارف الأربعين ,ولكن ليس في هذه اللحظة , هو الآن بالضبط مثلما كان في رحم أمه تكسوه سبع طبقات من الجلد في عتمة حاصنة , غداً سوف يلقى محاضرة في التجانس أمام الفلكيين من دارسي المجرات الكبرى أما الآن ,فهو متكور على نفسه ..يغط في النوم.
“فسوافا شمبورسكا – شاعرة بولندية “