الحروب
محمد الهاملي
الحروب:
قال عز من قائل ” وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ” الأنفال.
61إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ” سورة الصف: 4.
هذا حث من الله على الجهاد والقتال والتدبر في الحرب ، فهو يعلمهم فنون القتال في الحروب من حيث رص الصفوف والتراصف من أجل إرهاب العدو ويعلمهم أيضاً كيف يكون التآزر والتعاضد ولهذا كان النبي ” صلى الله عليه وآله وسلم ” إذ حضر القتال صف أصحابه ورتبهم في مواقفهم وجبهاتهم وتكاتفهم بحيث لا يحصل اتكال بعضهم على بعض بل تكون كل طائفة المجموعة منهم مهتمه بمركزها وقائمة بوظيفتها.
* فالحرب تحتاج إلى ذوي خبرة وكفاءة وقادة قد مارسوا القتال وقارعوا الأعداء ووصفوا بالتجلد والشجاعة والإقدام .
فجيشنا واللجان والقبائل مقاتلون بالفطرة يمتلكون من الشجاعة والإقدام وقوة الثبات ويملكون أيضاً الممارسة القتالية ويملكون أيضاً الجأش والحزم ما يفوق أقرانهم وهم يسيرون على منوال القائد الأعظم محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله وسلم ، كما أن لدينا من القادة في هذه الحرب الزعيم علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي فمواقفهما معروفة لدى الجميع.
المحارب اليمني عليه أن يتقن كل فنون القتال من آلات ومعدات ورشاشات وقنابل وصواريخ ومعرفة العتاد والعدة . قال صلى الله عليه وآله وسلم ” ألا إن القوة الرمي”
* المرحلة تتطلب رفد الجبهات بالمال وبذل النفقات التي تعين المقاتل على الاستمرار في الحياة لأن المال عصب الحياة وأعظم ما يعين على قتالهم بذل النفقات خاصة في هذا الوقت الصيب ، فالمقاتل يبذل روحه ودمه من أجل هذا الوطن لأن أمامنا عدو معتدٍ متغطرس يؤمن بكل المنكرات .
ومن أنواع الحروب:
* الحروب قد تكون معنوية جسيمة ، وقد تكون جسيمة ” مباشرة” وخلقية وأدبية:
من أنواع الحروب المعنوية والذي يقوم بذلك:
– التوجيه المعنوي ، القابع في التحرير وهو في سبات عميق !!
– الزامل أيام الحروب ، وهذا يعول عليه ، وهو يؤدي دور هذه الأيام
– الشعر والأدب ، انظر البردوني ” يامصطفى ”
– القنوات الإعلامية ! من صحف وإذاعة وتلفزيون
– في الحلقة القادمة نتناول هذه القنوات بأنواعها وأشكالها .
– نبدأ هنا بالزامل الشعبي لما لأهميته في هذا الظرف الزامل الحربي ” المعنوي”
تعريفه : الأزامل في اللغة العربية الفصحى ، الصوت المختلط من عدة أصوات يعبر عن الحدث المباشر من خلال الأصوات المتجاوبة ، وهو إشعار بالمشاركة إنتاج جماعي روته الأجيال منذ القدم يأتي من عمل جماعي لمجموعة من الناس لضرورة معايشتها لأفراح وأحزان وحروب وسياسة ومناسبات أخرى .
وقيل انه الفن المروي شفهيا، وهو نوع من الفلكلور يختلف في مضمونه باختلاف المناسبات والأوقات ، يدل على روح الجماعة ، فرض نفسه في المجال السياسي والحربي والاجتماعي ، وأقتحم كل المجالات ولا يشترط أن يكون القائل معروفاً.
* أنواعه : الزامل الحربي زوامل الإجابة ” للصلح والتصافي وإصلاح البين” الزامل السياسي، لأفراح والمناسبات والتقلبات المزاجية والنكبات يقول البردوني : ” فالزامل نوع من الأدب أشبه بأراجيز الحرب والمناظرة القولية فهو يعير من الفرص المباشر للتحمس المعنوي والاستقتال ورد المقاتلين , ندلل على ذلك بشعر شاعر نهم عباد أبوحاتم , فقصائده الشعرية معروفة للجميع بالحماس الحربي , يقول في قصيدته : طلق حياة الذلة : طلق حياة المذلة يازمن طالق وعيش الكرامة عشقناها وتعشقنا مادمت بالنصر من رب السماء واثق عشق الشهادة قوية في بطائقنا وعمر البندقية وافتح الصاعق يوم اللقاء حان ياكملة تشوقنا بانلقي المملكة وأحلافها ناهق من كل قناص ووادي قد تدفقنا العز بيني وبينك شكل الفارق وعزنا يا سعودي في خنادقنا سرنا مع الله والله وعده الصادق ومن جهلنا يراجع حقائقنا.
* فالشاعر لا يحب حياة المذلة , فالكرامة عنده عشق , فعزته ومعيشته في الخنادق القتالية بالمرصاد للأعداء , يدافع عن وطنه بالبندقية في كل جبهة ووادٍ فهدفه واضح لأنه مع الله , فحقائقه واستبساله واضح الطريق في مجابهة الأعداء بن سعود , طلق الدنيا لأنها دنيئة, فالموت والشهادة هدفه لأنها المنية الحقة , فزوامله وهذا الزامل من أرقى الزوامل بديع في كلماته وأبياته, بديع الإيقاع فيه إثارة وحماس فالصوت الجماعي جهوري يهز النفوس ويرنح الصمت , سريع الحركة على الشفاه قصير الأنفاس يناسب سرعة التحرك في الصعود والهبوط موزون القصيد محكم النشيد لقد توحد المنشدون مع المؤلف وتطابقا في اللفظ والكلمة صوتاً ونغماً وجرساً فكأنهم سمفونية فلكلورية تعبر عن الواقع والحدث الحربي والسياسي المعايش لهذا الواقع .. فهذه الزوامل لاتقل عن جبهات القتال المباشرة لافض فوك إيه الشاعر البليغ المصقع.