مدفوعات صغيرة
وليد المشيرعي
قليل من المال السعودي المدنس بفساد سلمان وبني عمومته كان كافياً لشراء “حكومة يمنية” و”قيادة شرعية” و”مقاومة شعبية” و”جيش وطني” وأيضاً عشرات من الناشطين والحقوقيين “اليمنيين” الذين باعوا سراويلهم بالأمس في سوق “الربيع العربي” ويبيعون اليوم ماتحتها .
هذه المدفوعات الصغيرة تضاهي خانة المناديل الورقية في سلة المشتروات الباذخة التي ينزفها الاقتصاد السعودي لاستمرار العدوان على اليمن ،وفي الخانات الاعلى للسلة هناك الكثير والأغلى والباهظ والأكثر إدهاشاً .
أكثر من 200 مليار دولار قيمة اسلحة ذكية اثبتت حماقتها وقنابل عنقودية محرمة الاستخدام حتى على صانعيها وصواريخ مضحكة زعموا انها تخترق الجبال وهي لاتخترق الا جلابيب رعاة الإبل الذين يصدقون ان مالا يكون سيكون وأن جبالنا ستسلم أثقالها بهذه السخافات التي تنكرها قوانين الفيزياء.
مليارات اخرى غير معلنة لشراء الصمت الدولي “مؤقتاً” والتغاضي “مؤقتاً” عن مجازر وبشاعات العدوان ومرارات الجوع والمرض والبؤس والشقاء اليمني واليمني فقط.
هذا المال المنهوب من خزانة الشعوب العربية وثروتها ربما يكفي اليوم للوقاية من اتهامات جرائم الحرب لكنه لن يكون كافياً حال انقشاع غبار العدوان ،وحين تبدأ المحكمة الدولية بنسج حبال المشانق للمجرمين.
المجرمون المنتظر محاكمتهم لن يكونوا “آل سعود” ولا ادارة اوباما او كاميرون او حتى العسيري.
ليس احداً من أولئك فهناك “حكومة يمنية” و”قيادة شرعية” و”مقاومة شعبية” و”جيش وطني” وأيضاً عشرات من الناشطين والحقوقيين “اليمنيين” وغيرهم الكثير من فئة المدفوعات الصغيرة ، مناديل ورقية تم شراؤها بثمن بخس لكنها كافية لاستيعاب كل اوساخ العدوان كما أنها سريعة الاحتراق وغير مضرة بالبيئة .