توشكا العظيم
عبدالمجيد التركي
الذي أطلق صاروخ توشكا هو جندي يمني واحد.. لكنه كان أُمَّة.
سيذكر التاريخ أن جندياً يمنياً واحداً- ذات يوم في صافر- جعل دولة الإمارات تنكِّس أعلامها وتستقبل التعازي.. وآخر في صحن الجن، وآخر في شِعْب الجن، وآخر في قاعدة العند.
عشرات الصواريخ أطلقها العدوان السعودي الإماراتي، أمس وأمس الأول، على صنعاء ومحافظات أخرى، وقصف مصنع الكبوس ومصنع الفاين وكلية المجتمع، لكن كل هذا ليس بمستوى صاروخ توشكا، الذي طحنهم في قاعدة العند، وجعل دماءهم القذرة تجتمع في ساقية واحدة.. صاروخ أطلقه جندي واحد هزَّ ممالك البعير، وجعلهم يخرجون أقبح ما بداخلهم.. إنها صنعاء يا أصحاب فتاوى بول البعير..
كلما اجتمع قادة العدوان مع مرتزقتهم باغتهم صاروخ توشكا ليجعلهم كعصف مأكول، وهي تحية يجيدها توشكا تماماً.
هؤلاء الأعراب ليسوا سوى غراب يخيَّل إليه أنه طاووس، ورغم ثرائه إلا أنه لا زال ذلك الأعرابي الذي لم يهذِّبه المال، ولم ينفعه التعليم، فسقَط في سفاهته وبداوته.
هؤلاء الأعراب يجهلون أن الإنسان اليمني عصيٌّ على الانكسار، ويعتقدون أن الوطن مجرد برج زجاجي، ومكتب، وسيارة فخمة، وموبايل آخر موديل..
يجهلون أننا تربينا في أحضان أمهاتنا، ولم نتربَّ في أحضان الشغالات الآسيويات الذين يمتهنونهنَّ ويضربونهن، لأنهم منزوعو الضمير وخالون من الإنسانية.. ولا يجيدون شيئاً أكثر من إجادتهم لامتهان الشغالات والعمالة التي يتعاملون معها بنوع من الرق..
يجهلون أننا، منذ طفولتنا، نقف أمام النشيد الوطني وكلُّ شعرة في أجسادنا تقف إجلالاً لهذا النشيد الذي يمجِّد الوطن فقط، وليس كأناشيدهم التي تمجد الحاكم وتدعو للطاعة والمذلة.
يجهلون أشياء كثيرة عن اليمن واليمنيين.. لكنهم سيعرفون كل شيء عمَّا قريب.. فالأيام حبلى بالمعرفة.
Magid711761445@gmail.com