أصنام الثقافة والمدنية
يوسف اليماني
ابتهجت أن أحدهم كتب ينتقد مملكة داعش حين قرأت مقالا عن ضرب ميناء رأس عيسى النفطي بصواريخ مملكة داعش والذي انتهى كالعادة بقتل الأبرياء من الناس ، هذا القصف الذي خلف جثثاً متفحمة لعمال الميناء ، لكن بعد السطر الأول تيقنت أنه لا يختلف كثيرا عن غيره من أصنام الثقافة ، يبكي على اللبن المسكوب حين كانوا مغيبين لعشرات السنين منذ قيام ثورة 26 سبتمبر ، أصنام الثقافة اهتموا بصناعة أمجاد شخصية ، وتناسوا دورهم الوطني والأخلاقي تجاه المواطن اليمني الذي لم ينل فرصتهم من التعليم .. لم تحركهم أقلامهم بمبادرات فردية أو جماعية ولا حتى انتماء بعضهم لأحزاب يسارية صدحت باسم العامل والفلاح لعشرات السنين ومن حيث يعلمون ولا يعلمون يصب جل غضبه على (المليشيات) بمنح مملكة داعش الحق بضرب اليمن .. مملكة داعش التي اشترطت في سوريا حلولا سياسية لخروج بشار .. في اليمن تشترط حلولا سياسية لرجوع هادي وإلا ستحرق اليمن ، هذه الأصنام المثقفة تبرر للمملكة قصف اليمن وقتلها النساء والأطفال والرجال بأنها تواجه مليشيات مسلحة انقلبت على السلطة ، بربكم كيف يكون الاستيلاء على السلطة في أية دولة من دول العالم الثالث؟!
وإذا كانت الأصنام الثقافية حنقة من المليشيات بادعاء الحق الإلهي لحكم اليمن ، أفيدونا إذاً ما هو الحق الذي تملكه مملكة داعش ليجعلكم تبررون لها قصف اليمن؟
هذه الأقلام الهلامية إن خجلت بعد كل قصف يسفر عن كوارث إنسانية .. تشير بين سطورها لمملكة داعش باستحياء قائلة : لماذا ضرَبتِ المكان الفلاني يا بقرتي الحلوب؟
يا ترى هل أصنام الثقافة والمدنية اليوم تترحم على كل من شارك في حصار السبعين يوما جنباً إلى جنب مع مملكة داعش ، حين اصطفوا اليوم في ذات الصف؟!
لا تقل لي أنك تبرر لمواجهة التحالف الصالحي الحوثي .. لأن كل أسبابكم تدعو إلى التقيؤ بل هي القيء ذاته حين كان حبركم يبرر سفك دماء اليمنيين.
إذا كان تحالف صالح والحوثي خيانة لثورة فبراير التي أعادت استنساخ أصنام الفساد ، هذه الثورة التي لم يكن لها من فعل ثوري غير اسمها ودفع بها اليمنيون الشرفاء أرواحهم لاستعادة حلم بناء يمن الكرامة من جديد .. وتبريراتكم تقنع من هم على شاكلتكم أناس بلا ضمير أو جهلة.. الحقد أعمى بصيرتهم .. فإن تبريركم لمملكة داعش هو تبرير للتحالف مع الشيطان ذاته لحرق اليمن وحتما ستُحرَقون معها .. لا تبثوا روائح قيئكم في أنفسنا لو كنتم تخجلون .. لكنكم رؤوس بلا وجوه فلا غرابة.