رئيس اللجنة الثورية في محافظة حجة هلال الصوفي لـ”الثورة”: حرض وميدي.. نزوح كبير وصمود أسطوري

*دور محدود لمنظمات الإغاثة.. وعلى الجهات الرسمية أن لا تعوّل على الآخرين

حاوره/ خالد مسعد
تعد محافظة حجة، واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من العدوان الذي تشنه عشر دول بقيادة المملكة السعودية على بلادنا، ما انعكس ذلك سلبياً على الوضع الإنساني في هذه المحافظة، ولاسيما مديرياتها الحدودية .
أكثر من نصف مليون نازح في هذه المحافظة، يعيشون وضعاً إنسانياً كارثياً، بسبب آلة القتل والتشريد التي ينفذها العدوان السعودي بحق هؤلاء المواطنين.
ولتسليط الضوء حول الأوضاع الحالية في محافظة حجة بشكل عام والمناطق الحدودية بشكل خاص “الثورة” أجرت حواراً مع المحامي هلال الصوفي، رئيس اللجنة الثورية بمحافظة حجة.. وضع من خلاله النقاط على الحروف.. فإلى تفاصيل الحوار:
بداية.. ما تقييمكم للأوضاع الحالية في محافظة حجة بشكل عام.. والمناطق الحدودية بشكل خاص.. لاسيما في ظل استمرار العدوان السعودي شن غاراته وقصفه الصاروخي؟
– محافظة حجه لا تقل عن غيرها من محافظات الجمهورية المناهضة للعدوان بل إن الزخم الجماهيري والتلاحم المجتمعي من جميع فئات المجتمع، خاصة بعد فتح جبهة في محافظة حجه زاد من تلاحم أبناء محافظة حجة.. هناك إجماع رسمي وغير رسمي واستعداد لمواصلة الصمود وزخم جماهيري غير مسبوق تشهده المناطق الساحلية لمواجهة العدوان.
وأنتم ممن قاموا بزيارات ميدانية للمناطق المستهدفة في محافظة حجة واطلعتم على الوضع المأساوي فيها.. بشكل عام ، ماهي السبل التي من شأنها الحد من تفاقم هذه المأساة خصوصا في ما يتعلق بإعادة الخدمات الأساسية ومقومات العيش الكريم للمواطنين؟
– نعم قمنا بنزول ميداني للمناطق الحدودية والتي تشهد مواجهات واستبسالاً وصموداً بطولياً من أبطال الجيش واللجان الشعبية وتكبيد العدو خسائر بالغة في العتاد والأنفس والكل شاهد المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي للقتلى من الجيش السعودي ومرتزقته في جبهة الطوال.
أما بشأن الوضع الإنساني، فهو يتطلب الاهتمام الجاد من قبل الجهات الرسمية وكذلك المنظمات الإنسانية حيث تشهد بعض مديريات المحافظة نزوحاً كبيراً بسبب شراسة المواجهات وعدم التزام العدو الحاقد أي مبدأ من المبادئ الإنسانية والدينية القوانين الوضعية والتي تحرم استهداف المدنيين بل واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف وهو ما سبب صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية وبالتالي تزايد أعداد النازحين من أبناء المديريات الحدودية إلى المديريات المجاورة مع العلم بأن هناك ثباتاً وصموداً عجيباً من قبل بعض أبناء تلك المديريات الحدودية والمديريات المجاورة لها.
ويؤسفنا غياب المنظمات الإنسانية من تغطية احتياجات أبناء المنطق الحدودية الأمر الذي يتطلب التدخل الجاد والحقيقي من قبل الجهات الرسمية في المحافظة للتخفيف من معانات أبناء المناطق الحدودية .
هناك منظمات دولية مهتمة بالجانب الإنساني مثل هيومن رايتس وواتش، قامت أيضا بزيارات ميدانية وأصدرت تقاريرها التي تدين العدوان السعودي بارتكاب مجازر وحشية بحق المواطنين وأكدت استخدام قنابل عنقودية!! برأيك لماذا لم تلق تلك التقارير اهتماماً من مجلس الأمن أو المجتمع الدولي ككل لإيقاف هذا العدوان؟
– هذا أمر متوقع ومفروغ منه بأن تلك التقارير لم ولن تجد آذاناً صاغية لها لأن المعنيين قبضوا الثمن.. ثمن قتل اليمنيين لذلك لا نعول كثيراً على مجلس الأمن أو المجتمع الدولي والذي منه الدول العربية والإسلامية، فاليمن واليمنيون أصبحوا بمفردهم يواجهون آلة القتل السعودي والأمريكي والإسرائيلي.. ضمير العالم اشترته السعودية بحفنة من الريالات، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فنحن متوكلون ومستعينون بالله وحده ولن نمد يدنا إلا إليه وحده.
هل قمتم كلجنة ثورية بتوثيق جرائم العدوان بحق المدنيين حتى يتم مقاضاتهم وتقديمهم للمحاكم الدولية.. وهل لك أن تعطينا محصلة لتلك الجرائم التي ارتكبها آل سعود في محافظة حجة؟
– نعم هناك توثيق ورصد لكل المجازر والدمار والجرائم التي ارتكبتها دول العدوان على محافظتنا.. حجم الدمار الذي لحق بالمحافظة كبير جداً، الضحايا بالآلاف، المساحة هنا لا تفي بنشر كل ما ألحقه العدوان بمحافظة حجة .
هناك أكثر من خمس مديريات حدودية باتت خالية تماما من السكان أو شبه خالية.. وكذلك المكاتب التنفيذية والمحلية فيها شلت تماما.. إلى إي مدى يمكنكم إعادتها ولو جزء يسير من العمل فيها؟ وما أبرز الصعوبات أو العراقيل التي قد تواجهكم؟
– عفواً هناك سوء فهم أو إن معلوماتك ليست دقيقة، فلا توجد خمس مديريات فارغة هناك فقط مديريتان هي حرض وميدي، ومع العلم هن ليستا فارغتين تمام كما يتصور البعض بل لازال هناك عدد من السكان المقيمين في حرض وميدي في عزل وقرى المديريتان رغم استهداف آلة القتل السعودية لهم ومع ذلك هم رافضوان مغادرة قراهم ومتشبثون بترابها.
أما بشأن المديريات المجاورة وبرغم من استهدافها إلا أن أبناءها رافضون التخلي عنها أو النزوح منها، وكذلك هناك تواجد للسلطة المحلية، والجميع يشاهد تلك الوقفات والفعاليات التي تقيمها السلطة المحلية في المديريات المجاورة لمناطق القتال، وكذلك الزيارات التي تنفذها قيادة المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية لتلك المديريات والعمل يسير فيها على أكمل وجه.
محافظة حجة تحتضن نحو نصف مليون نازح جراء العدوان.. إلا أن هناك شكاوى عديدة جراء افتقار مخيماتهم للخدمات الأساسية الضرورية للحياة.. ما تعليقكم على ذلك خصوصا وأن هناك من يحملكم جزءاً كبيراً من المسؤولية؟
– لا يخفى عليك بأن الدولة تعاني من قلة الإيرادات بسبب العدوان والحصار المفروض على وطننا الحبيب وهناك تواطؤ وصمت من قبل المنظمات الإنسانية التي لم تقدم شيئاً يذكر لأبناء المديريات المتضررة والنازحين منها، سوى بعض المعونات التي اقتصرت على المعونات الغذائية، ومع ذلك الدولة تبذل كل ما في وسعها في التخفيف من معاناة النازحين، ولو بعض الشيء من معاناة النازحين وبقدر الإمكانيات البسيطة.
التقيتم بعدد من المنظمات الدولية التي تعمل في محافظة حجة.. بماذا خرجتم من هذه اللقاءات؟
ج – نعم تم اللقاء ببعض المنظمات الإنسانية ومنها منظمة الغداء العالمي واليونسف واكسفام وغيرها من المنظمات وقد كان اللقاء طيباً ومثمراً تركز على طلب زيادة المعونات الإنسانية حيث لاحظنا بأن هناك توجه من تلك المنظمات لتقليص عملها الإنساني وبدون أي مبرر وكذا طلبنا منهم تنظيم عملية الاستهداف للنازحين، فقد وجدنا أن عمل بعض المنظمات غير منظم ويتم وبطريقة عشوائية ، وقد تم الاتفاق على العديد من النقاط منها زيادة كمية المساعدات وتنظيم عملية الاستهداف بتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة .
ماذا عن دعمكم ومساندتكم لأبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال ضد قوات الغزاة والمرتزقة؟
– كل أبناء هذا الشعب بجميع توجهاته وانتماءاتهم إلى جانب الجيش واللجان باستثناء المرتزقة والمعرربهم.. الكل يثمن التضحيات التي يقدمها أولئك الأبطال في ميادين الشرف والبطولة وهناك دعم شعبي غير مسبوق لمد الجبهات بالقوافل والرجال والكل يشاهد تلك القوافل العظيمة التي تقدم للمقاتلين وبشكل يومي كل هذا يدل على مستوى الوعي الذي وصل إليه أبناء شعبنا العظيم والصابر ولاستشعاره بالخطر الذي سيأتي به العدو من قتل وذبح وتدمير وإدخال الأفكار الضالة والمنحرفة في حال انكسر جيشنا ولجانه الشعبية، وهذا إن شاء الله لن يحدث في ظل تلاحم أبناء شعبنا ودعمهم ومؤازرتهم لإخوانهم في الجبهات بكل ما يملكون .
ولكن وسائل إعلام العدو تقول إن قواتها باتت على مشارف مدينة حجة.. ما ردكم على ذلك؟ وما صحة تلك الأخبار التي تقول إن محافظة حجة هي البوابة السهلة لدخول قوات العدو من خلالها؟
– وسائل العدو وأبواقه الإعلامية دائما تهذي بما لا تدري وليس مستغرباً من أعلام تجرد من أخلاق مهنته ومسؤوليته في نقل الحقيقة، فلا صحة لكل ذلك وأنت واحد من الإعلاميين اليمنيين الذين زاروا الحدود ومناطق المواجهات هذا الأسبوع وكذلك قناة المسيرة والميادين كان لهما تواجد في المنفذ الحدودي ” وفي المنطقة بين الطوال وميدي” ، الواقع يثبت عكس ما يدعيه العسيري ومرتزقته من الإعلاميين.. شخصياً أنا أتحدى أي قناة من قنوات العدو أن تغطي وتثبت عكس ما نقلته قناة المسيرة وأنا ومجموعة من الإخوة مدراء المكاتب التنفيذية كان لنا الشرف بزيارة تلك المناطق خلال هذا الأسبوع ولا زالت جميع حدود محافظتنا تحت قبضة الجيش واللجان الشعبية فهيهات أن تطأها أقدام الغزاة وفينا عرق ينبض.
ما تعليقكم على القرارات الأخيرة التي أصدرتها اللجنة الثورية العليا بتعيين 12 وكيلاً في المحافظة خلال اسبوعين؟
– أولا أبارك لجميع الإخوة الوكلاء على صدور تلك القرارات فقد صدرت لهم قرارات في أصعب مرحلة تمر بها بلادنا وهذا يدل على ثقة القيادة بهم، وهم حقيقة أكفاء بتلك المسؤوليات وأهلاً لها.. كما أن صدور مثل تلك القرارات جسد مبدأ الشراكة فقد ضمت أغلب التيارات السياسية ومنها حزب الإصلاح وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مستوى التلاحم والتماسك المجتمعي الذي تنعم به محافظتنا بجميع توجهاته وانتمائه.
كما أحب أن أؤكد لجميع الإخوة في القوى السياسية والتي لم تشملهم القرارات بأن تلك القرارات هي أول خطوة من خطوات تنفيذ اتفاق السلم والشراكة في المحافظة وستعقبها خطوات عديدة تشمل كل التوجهات والانتماءات.
كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا الحوار؟
– أشكركم على هذا الحوار، وأتمنى للوطن الخير والسلام والرحمة للشهداء والشفا للجرحى والنصر والعزة لشعبنا العظيم والخزي والعار والمذلة للمرتزقة والأعداء.

قد يعجبك ايضا