موجة الصقيع تشل الحياة في شرق آسيا
60 ألف سائح في كوريا الجنوبية تقطعت بهم السبل
وكالات
اجتاحت شرق آسيا موجة صقيع أدت إلى مقتل أكثر من 55 شخصا وإصابة مائة بجروح جراء تساقط الثلوج الكثيفة والتي قطعت السبل بـ60 ألف سائح في كوريا الجنوبية ونقلت وسائل إعلام تايوانية أنباء الوفيات المتلاحقة، الناتجة عن انخفاض درجة حرارة الجسم وأمراض القلب، التي تلت الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة خلال الأسبوع.
وفي الوقت ذاته أدى تساقط الثلوج الكثيفة إلى إغلاق المطار، وإلغاء كل الرحلات في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية التي تعد مقصداً للسائحين.
وفي اليابان توفي خمسة اشخاص واصيب اكثر من مئة بجروح أمس الأول مع تساقط كثيف للثلوج وتدني درجات الحرارة في غرب ووسط المناطق كما قال مسؤولون محليون. وشهدت جزيرة امامي الصغيرة تساقط الثلوج للمرة الاولى منذ 1901 كما اعلنت مصلحة الارصاد الجوية اليابانية.
أدنى درجات حرارة في مختلف انحاء الصين
وفي الصين سجلت ادنى درجات حرارة في مختلف انحاء البلاد بين الجمعة والاحد. وفي منغوليا، بلغت درجات الحرارة رقما قياسيا السبت بلغ 46.8 درجة تحت الصفر.
وشهدت مدينة غوانغزو اول تساقط للثلوج منذ 60 عاما كما اعلنت مصلحة الارصاد الجوية. وفي هونغ كونغ اغلقت المدارس الابتدائية ودور الحضانة أمس بعدما تدنت الحرارة الى مستويات غير مسبوقة منذ 60 عاما.
وتم الغاء سباق الماراتون لمسافة مئة كلم بعدما انزلق المتنافسون لبلوغ أعلى قمة في المدينة بسبب الثلوج والرياح العاتية. وقال مسؤول في السباق ان مئات الأشخاص الفضوليين علقوا على القمة فيما تم استدعاء رجال الاطفاء لانقاذهم.
كما علق حوالى 90 الف شخص في جزيرة جيجو السياحية الكورية الجنوبية أمس بعد تساقط اكبر كميات ثلوج منذ ثلاثة عقود ما أدى الى اغلاق المطار لليوم الثالث على التوالي.
وتاثرت جزيرة جوجو التي يطلق عليها “هاواي الكورية” والمعروفة بشواطئها ومناخها المعتدل عادة، في نهاية الأسبوع بموجة صقيع تشهدها كوريا الجنوبية انخفضت معها درجات الحرارة الى 6,1 درجات تحت الصفر.
وتدنت درجات الحرارة في تايبه الى 4 درجات مئوية في نهاية الاسبوع وهي اقسى موجة برد منذ 44 عاما فيما تحدثت وسائل اعلام تايوانية عن 90 حالة وفاة بسبب ذلك.
وفي فيتنام بلغت الحرارة ست درجات مئوية ليلا في نهاية الاسبوع وقالت وسائل الاعلام الرسمية انها اسوأ موجة صقيع تشهدها البلاد منذ عقدين. وفي المناطق الجبلية بشمال البلاد وبينها بلدة سابا السياحية المعروفة، تساقطت كميات خفيفة من الثلوج. واغلقت بعض المدارس الابتدائية في العاصمة الاثنين كما اعلن مسؤولون.
وأغلقت المدارس الرسمية والخاصة في لبنان أبوابها أمس، بسبب العاصفة الثلجية “تالاسا” التي تضرب البلاد محملة بالثلوج والصقيع منذ أمس الأحد، حيث غطت الثلوج المناطق اللبنانية، بداية من ارتفاع 600 متر عن سطح البحر . وكان وزير التربية والتعليم العالي اللبناني الياس بو صعب، قرر أمس إغلاق المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة ، بسبب العاصفة الثلجية “تلاسا “. وحاصرت الثلوج والجليد العديد من المناطق والقرى الجبلية اللبنانية.
كما تسبب تراكم الثلوج بخسائر فادحة في المحاصيل الزراعية خاصة في المناطق الساحلية والوسطية.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للأعلام أن الطرقات الجبلية باتت مقطوعة بسبب تراكم الثلوج وان الجرافات تعكف حاليا على فتح الطرقات الموصلة بين القرى والبلدات وسط تدني درجات الحرارة التي بلغت صباح اليوم في حدود 5 درجات تحت الصفر .
وذكرت الوكالة ان الرياح العاتية التي ضربت المناطق الساحلية والوسطية من قرى منطقة عكار لا سيما منطقتي السهل والدريب قد ادت الى تضرر في البيوت الزراعية ، والى اتلاف المحاصيل الزراعية فيها وخاصة الحمضيات التي منيت بخسائر كبيرة .
ويقول المزارعون وضامنو مشاريع الحمضيات في سهل عكار بأن اكثر من 30 بالمائة من انتاجهم قد اتلفته العواصف .
وفي أمريكا بدأت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجيا في الساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد هبوب عاصفة ثلجية تاريخية خلفت نحو 25 قتيلاً على الأقل وشلت الحركة في العديد من المدن الكبرى منها واشنطن ونيويورك.
ووفقاً لوسائل الإعلام فقد شهد يوم أمس الأول عمليات إزالة ثلوج واسعة النطاق بعد مرور العاصفة جوناس التي ترافقت مع تساقط كميات كبيرة من الثلوج بلا انقطاع لأكثر من 36 ساعة شملت 10 ولايات يقطنها نحو 85 مليون ساكن.
وفي نيويورك فتتحت المدارس أبوابها أمس حيث بلغت سماكة الثلوج التي تساقطت على حديقة سنترال بارك في يوم واحد مستوى قياسيا عند 67 “سم”، وفي واشنطن حيث تساقطت الثلوج عند مستوى بلغ 56 “سم” على مطار دالاس الدولي خلال 24 ساعة.
وبعد أن خفت حدة العاصفة قرر مسؤولو نيويورك رفع حظر استخدام السيارة وعادت الحركة الى الشوارع عبر المدينة.
أما بريطانيا فهي تستعد لاستقبال مزيد من الفيضانات خلال الأيام المقبلة لتضيف مزيدا من المعاناة على المجتمعات التي دمرت جراء عاصفة (ديزموند)، مع توجه العاصفة الثلجية التي تشهدها الولايات المتحدة حاليا إلى بريطانيا .
وذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن أمطارا غزيرة مقترنة برياح قوية يتوقع أن تضرب عدة مناطق في بريطانيا، بدءا من بعد غد الثلاثاء وقد تشهد مناطق عدة معدلات مرتفعة من مياه الأمطار، ما ينبئ بموجة أخرى من الفيضانات.
وحذر المعهد البريطاني للأرصاد الجوية (ميت أوفيس) من طقس عاصف يغطي معظم مناطق ويلز وشمال غرب إنجلترا وغرب إسكتلندا.
وقال متحدث باسم (ميت أوفيس) إن “النظام الجوي الذي ستشهده بريطانيا في الأيام القادمة من بقايا العاصفة التي أدت إلى مقتل 19 شخصا حتى الآن في الولايات المتحدة”.