كلنا رُبيد..وكلنا أدِلة
نبيل حيدر
● ما لم تنجزه خلايا الإرهاب الأرضي انجزته آلة القتل والسفك الجوي .. وعلى يد تلك الآلة ارتقى القاضي يحيى ربيد رئيس جزائية الأمانة وهو واقف ينظر ملف قتل وخيانة هادي وبعض شركاه من مرتزقة الداخل الذين باعوا شرفهم و كرامتهم ثم باعوا دماء غيرهم .
أرعبهم القاضي وهو لم ينطق بالحكم بعد ، وأرعبهم ولا يزال يرعبهم ملف قضيتهم .. ملف جرائمهم التي لو لم تكن جرائم لما أقدموا على اغتيال القاضي ربيد وبطريقتهم الوضيعة اغتيال في المنزل وبالطيران ومعه أطفال ونساء .
بكل وضوح وبدون مواربة .. هذا هو الرئيس الشرعي المدعوم اقليمياً ودولياً.. وهذه هي منظومة دعمه .. وهذه منظومته الداخلية المتحالفة معه .. تحالف مع شرعية القتل والدم يطال قاضياً أبسط ما يمكن أن يقال في حقه أنه كان يمارس عمله ومع أن المحاكمة لم تنته بعد.. ومع أن القضية لا تزال منظورة .. ومع أنهم يرددون ليل نهار أن لا شرعية لعملٍ من هذا القبيل طالما لا تظلله مظلتهم إلا أن حقدهم وهو للمناسبة الشرعية الوحيدة التي يمتلكونها.. حقدهم هذا دفعهم لمواصلة جرائمهم وقتل القاضي .
ولا أدري ماذا ينتظر من ينتظر عودة المجرم هادي .. ولا أعرف ماذا يتمنون على يده أكثر مما ينجزه عبر التحالف الانبطاحي مع المجرم السعودي ..
في السابق .. وقليل من الحاضر .. راهنوا كثيراً على مجازر القاعدة وداعش لتخليصهم ممن يظنون أنهم لا يستحقون العيش .. وهو الظن الطائفي الذي تطلقه حلوقهم وإعلامهم وطائرات وبوارج مستخدمهم الخارجي .. نعم راهنوا على كل ذلك .. فهل يراهنون على هادي ليعود حاكماً لينجز أكثر من ذلك ؟! .
أعود لحضرة القاضي الشهيد لتأمل كيف قتلوه في بيته.. كيف قتلوه بكل بشاعة.. و كيف قتلوا دونما أبسط تقدير أنساني – في حال كان مذنباً لديهم ولا وجه لحكمهم القذر على أية حال – ساكني المنزل الآخرين من أطفال ونساء .. وهنا يبدو التساؤل غبياً.. لأن الإجابة لا يمكن أن تخرج عن الإطار الأخلاقي والإنساني .. وهؤلاء لا أخلاق لهم و لا إنسانية تضمهم.
بدون شك القاضي ربيد نجا من الاغتيالات بسقوط خلية الاغتيالات في صنعاء .. ولأن الأمر نحا هذا النحو كان لا بد للتوحش أن يحد أنيابه ويوجهها عبر الجو . و لكن ما لم يضعه العدوان في عقله .. أن هناك ربيد كُثُر.. وأن القاضي يحيى يحيا في نفوس الكثير.. قضاة وغير قضاة.. وأن القضية ستستمر وأن أدلتها الجنائية لن تختفي مهما قصفوا مبنى الأدلة .. وأننا و القاضي ربيد وكل من يقف ضد العدوان وقوفاً جاهراً لا ربع أو نصف وقوف تأكد وبوضوح تام بإراقة دم القاضي يحيى ربيد الناظر في قضية جرائم هادي ومن معه في حق اليمنيين أن القضية المرفوعة ضد المجرم هادي قضية حق وعدل وأنه مجرم وإلا لما ذهب منكباً إلى قتل القاضي و بهذه الطريقة و المستعجلة .
بشكل مختصر.. اغتيال القاضي ربيد أصدر الحكم الحق على هادي .. وأدانه .. وهو حكم نهائي أكده هادي وأكده مرتزقة الرياض وأكدته الرياض بعملية الاغتيال تلك وبحجمها التنفيذي .
وسيبقى القاضي ربيد حياً.. وسنبقى أحياءً بدمائه الزكية .. وسنبقى جميعاً أدلةٌ تمشي على قدمين تجدد إظهار بشاعة المعتدي السعودي ومن يدفعه ومن يندفع به .