ممثل الأمم المتحدة: إيصال المساعدات إلى المتضررين مرهون بتعاون جميع الأطراف
الثورة / محمد محمد إبراهيم
أكد الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن السيد جيمي ماكغولدريك، على ضرورة التزام السلطات وجميع أطراف النزاع في تعز بالعمل مع الأمم المتحدة لإتاحة وصول المساعدات والسلع الحياتية إلى المدينة والمناطق المتضررة بانتظام..
وأشاد السيد جيمي في مؤتمر صحفي مشترك -عقد أمس في صنعاء مع كل من ممثل منظمة اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس ونائب منسق الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي أدهم مُسلم- بمستوى الدعم الذي أبدته جميع أطراف النزاع بمحافظة تعز من أجل وصول المساعدات إلى السكان المحتاجين .
وفي معرض رده على سؤال صحيفة “الثورة” – حول إمكانيات الأمم المتحدة وجهودها، اتجاه إيقاف الحرب، وحدود عملها الإنساني في اليمن – أوضح الممثل المقيم للأمم المتحدة أن منظومة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة معنية أولاً وأخيرا ببذل أقصى الجهود الإنسانية والإغاثية -في المقام الأول ليس لتعز فحسب، بل وإلى كل مناطق النزاع في اليمن، وفي المقام الثاني تبذل من موقعها المحايد، جهوداً سياسية كبيرة، تشمل التفاوض مع جميع أطراف النزاع والحرب، لضرورة إيقاف هذه الصراعات التي وضعنا جميع الأطراف أمام كارثيتها، والتي بموجبها تم إقناعهم بإيصال المساعدات إلى جميع النازحين والمتضررين من النزاع والقصف..
وقال السيد جيمي في المؤتمر – الذي سلط من خلاله الضوء على الزيارة الميدانية التي شملت محافظتي تعز وإب للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيهما: انه اطلع على الأضرار الناجمة عن النزاع في مدينة تعز التي تتألف من 3 مديريات إضافة إلى الاطلاع على ما لحق بالبنية التحتية للمدينة بشكل خاص من أضرار، والتعرف على الصعوبات التي تواجه السكان.
لافتاً إلى ما تعانيه مستشفيات المدينة وخاصة مستشفى الثورة الذي تعرض لكثير من الأضرار نتيجة القصف عدة مرات، وعمل الفرق الطبية في ظل أوضاع صعبة وبدون أجور على الرغم من المخاطر التي تواجههم. وأشار إلى مشاهدتهم خلال الزيارة بعض المواد الغذائية واسطوانات الغاز وغيرها من المواد يجري إدخالها إلى المدينة..
ودعا السلطات المسؤولة والجماعات المتنازعة أن يعملوا مع الأمم المتحدة لوضع آلية لإيصال المساعدات للمتضررين في المدينة. مؤكداً التزام الأمم المتحدة مساعدة المحتاجين في تعز وكذلك النازحين والمتضررين الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء اليمن، وأن نجاح هذه المهمة مرهون تعاون جميع الأطراف اليمنية.
الطفولة.. وانعدام الغذاء
من جانبه قال ممثل منظمة اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس أن ما يقرب10مليون طفل داخل البلاد يكابدون الألم والمعاناة. وأن النزاعات والقصف المتواصل يجعل الأطفال وأسرهم عرضة لمخاطر العنف والمرض والحرمان. مؤكداً أنه من الصعب قياس التأثير المباشر للنزاع على الأطفال في ظل هذه الظروف، غير أن الاحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة مخيفة، وتشير أن (747) طفلاً لقوا حتفهم في حين أصيب (1,108) آخرين منذ مارس من العام الماضي، بينما(724)طفلاً أجبروا على الانخراط بشكل أو بأخر في أعمال مسلحة.. وهذا ليس سوى جزء من المأساة وهو بحد ذاته أمر صادم بما فيه الكفاية. “كما تمتد آثار العنف على المدنيين الأبرياء إلى أبعد من ذلك بكثير.
وأكد أن الأطفال يشكلون ما لا يقل عن نصف النازحين الذي بلغ عددهم 2,3 مليون شخص، والنصف أيضاً من 19 مليون شخص يكافحون يومياً للحصول على حصصهم من المياه. كما يتهدد خطر سوء التغذية الحاد والتهابات الجهاز التنفسي حوالي 1,3 مليون طفل دون سن الخامسة. وهناك مليوني طفل على الأقل باتوا غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
ولفت إلى أن الطفولة بصفة عامة تواجه ظروفاً صعبة في اليمن بعد أن تضررت الخدمات العامة كالصحة والمياه والصرف الصحي وباتت غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المنهكين. كما أن قليل من الأطفال البالغ عددهم 7,4 مليون طفل ممن هم بحاجة إلى الحماية (بما في ذلك الدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع آثار العنف الذي تعرضوا له) سيحصلون على تلك الخدمات. “أما بالنسبة للآثار بعيدة المدى لكل هذا على اليمن – وهي أفقر دول الشرق الأوسط حتى قبل هذا النزاع – فلا يمكن حتى تخيلها!..
فيما تطرق نائب منسق الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي أدهم مُسلم، إلى التحديات والصعوبات التي تواجه البرنامج في توفير الغذاء للملايين ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي، الذي ضاعف تداعياتها ارتفاع حجم النازحين والمتضررين وتوقف الحياة التنموية ومشاريع الدخل، بسبب ظروف الحرب والنزاعات، داعياً جميع الأطراف إلى إدراك أهمية السماح للمنظمة بإيصال الغذاء إلى كل خارطة اليمن التي تشهد الصراعات والحروب، والقصف، حيث صار معظم السكان يعانون من انعدام ونقص الغذاء الحاد..