يحيى العنسي
أنا مجموع كلمات في غيابة الجب ، ألقيت فتناثرت حروف ماء ، وصار كيان لا يتكون إلا كلمات متقاطعة ،هكذا عندما أكتب يؤرقني دائما ، أن خلف حروفي شتات روحي ،تشعر وتحس فتصير الحروف ،نهدات الروح طاقة لا تطاق ما إن تتراص فتصير حروف هجائي ، مرتسمة كلمات يزداد وجعي لأن بناء الروح أكتمل فيشتعل فتيل طاقتها ويتفجر ينابيع آهات خلف الكلمات ، ما زال يحكي وجعي ، فكلما زاد كتابي زاد احتراقي حتى الرماد فانتهى رميم ، و قبري كتاب بين دفتيه انسان مات ، وعنوان كتابي ضريح مسمى شهيد ، فكل تعبيراتي المدونة مذكرات قتيل ، فأنا لست حاضرا أنا بل كلمات متقاطعة ، تنحت في حجر رخام ،يخطها دائما قلم ميت ،تتزخرف الكلمات ،تسلي ناظري وتريح عشاقي بعذب المعاني ، أما أنا فخلف الستار يخلد ألمي ، وألف عذاب ،
فهل تشعرني وتحسني أم يطربك حالي
وتسعدك كلماتي
فتصير لك أغنية المساء
والصباح الباكر تستيقظ كل يوم
وتتسلى سماعي عند إعداد الفطور
وترقص على فرش كفني الأبيض دونما إحساس أو شعور
وتبتسم كل يوم تحسبه عيد ميلادك
فتحتفل وأنا خلف الستار رميم عظام
كل أيامي عيد موت
كيفما شئت أنا هكذا وكيفما تشاء أكون