إسلام آباد/
كان الاعتداء على جامعة باشا خان في شرسادا الذي خلف 21 قتيلا أمس الأول قد أثر في زعزع الشعور الهش بالأمان الذي عاود الظهور في هذه المنطقة الباكستانية بعد الهجوم على مدرسة في مدينة بيشاور المجاورة في 16 ديسمبر 2014م.
كما أن أوجه الشبه العديدة بين هذين الهجومين، اللذين تبناهما الفصيل نفسه في حركة طالبان، تعطي الانطباع بأن السلطات عاجزة على حماية الاولاد على ما أكد الاهالي المحزونين. وقال ظاهر الدين والد تلميذ قتل في 2014م في المجزرة التي ارتكبها فصيل من طالبان بدم بارد، وذهب ضحيتها ايضا اكثر من 150 شخصا في تلك المدرسة غالبيتهم من التلامذة: “ان معلمين وتلامذة سقطوا مجددا شهداء.
واضاف : “ان الحكومة فشلت، لم تنجح في توفير الامان لنا”. لكن ذلك الاعتداء على مدرسة يديرها الجيش دفعت العسكريين الى تكثيف هجوم لا يزال جاريا ضد الجماعات المسلحة في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد، وادى الى مقتل آلاف الاشخاص وتقهقر بعض المقاتلين الى افغانستان. وكانت الحكومة اطلقت خطة تحرك وطني طموحة.
لذلك فان 2015م كان العام الاقل دموية منذ بروز حركة طالبان الباكستانية في العام 2007م، مع مقتل 1279 شخصا في هجمات ارهابية بحسب مرصد بورتال للارهاب في جنوب آسيا.
واعتبر سعد خان الخبير المقيم في بيشاور والضابط السابق ان طالبان يريدون من وراء اعتدائهم على الجامعة ان يظهروا ان بامكانهم “مهاجمة اي هدف” بالرغم من تراجعهم.
ورأى الاخصائي في المسائل الدفاعية طلعت مسعود من جهته ان الحكومة والجيش لا يزال امامهما الكثير من العمل في مكافحة الارهاب.
ولفت مسعود الى ان الهجوم “يتبع النمط نفسه. (وهو ان المتطرفين) يبحثون عن اهداف سهلة، لانه يستحيل بكل بساطة حماية كل هذه الاهداف بخاصة تلك القريبة من الحدود” مع افغانستان.
واعتبر “ان على باكستان ان تذهب ابعد من ذلك. فهناك مواطن ضعف في خطة التحرك الوطني التي لم تطبق بطريقة مرضية”. وبموجب هذه الخطة التي تتضمن 20 نقطة، انشئت محاكم عسكرية واستأنفت باكستان تنفيذ احكام الاعدام بعد توقف لست سنوات.
لكن فاعلية هذه التدابير تثير الجدل، فيما يبدي المجتمع المدني اسفه لتنفيذ القليل في ما يتعلق بالتدابير المقررة الاخرى -خاصة اصلاح البرامج المدرسية ومراقبة آلاف المدارس القرآنية المنتشرة في البلاد والمتهمة بانها تربة خصبة للتعصب.
ويأسف عدد من المراقبين ايضا لتأخر السلطات في التصدي لبعض انماط التطرف بخاصة الجماعات المسلحة التي تستهدف الهند العدو الجار.
وهكذا اقدمت باكستان في الآونة الاخيرة على توقيف اعضاء واقفال مكاتب لجماعة جيش محمد التي تتهمها نيودلهي بأنها مسؤولة عن هجوم على قاعدة عسكرية جوية في الهند في مطلع يناير الجاري. لكن بعض كتاب الافتتاحيات عبروا عن قلقهم لاستمرار وجود مكاتب لهذه الحركة رغم انها محظورة مبدئيا منذ 2002م.
واعتبر بعض اقرباء ضحايا الاعتداء على المدرسة في بيشاور اواخر 2014م، ان ذلك الهجوم هو مؤشر الى ان على المواطنين ان يتولوا الامور بايديهم.
وقال اجون خان الذي فقد ابنه الوحيد التلميذ في تلك المدرسة التي ارتكبت فيها المجزرة: “اننا ندرك ألم من يرسل ابنه الى المدرسة او الجامعة ويراه يعود جثة هامدة”.
وقرر اقرباء ضحايا ذلك الاعتداء الذي ترك اثرا عميقا في النفوس ووحد البلاد، الالتقاء أمس ليعبروا عن تضامنهم مع عائلات الطلاب الذين قتلوا في شرسادا ويضعوا استراتيجية — مثل التدريب العسكري الالزامي للمدنيين. واكد خان “لسنا في أمان، وقلقون على المستقبل”، مضيفا “هذه الحرب اصبحت حرب الشعب”.
Next Post