شعب لايستسلم .. وجيش لا يهزم
إبراهيم محمد زايد
في ظل صمت دولي متعمد .. وتواطؤ أممي مشبوه ..
يواصل النظام السعودي الظالم ومن يدور في فلكه مما يسمى بقوات التحالف والمرتزقة جرائمه وعدوانه على اليمن أرضاً وإنساناً .. إلا أن صمود وثبات الشعب اليمني وأبطاله من رجال الجيش واللجان الشعبية البواسل في وجه قوى التحالف والعدوان بقيادة مملكة الشر السعودية ، قد أظهر مدى ما يتمتع به هذا الشعب الصابر والمجاهد من حكمة ووعي وفهم لحقيقة هذا العدوان والأهداف الخبيثة التي تقف وراءه والمتمثلة في النيل من وحدته واستقلاله واستقراره وتاريخه وحضارته ونهب ثرواته وخيراته ، يؤكد ذلك مرور ما يقرب من عام على بدء العدوان وعجزه حتى الآن عن تحقيق أي هدف من أهدافه،
وكذلك وقوف اليمنيين مستعينين بالله عزوجل وبقوة الحق صفاً واحداً خلف رجال الجيش واللجان الشعبية البواسل الذين يصنعون النصر ويسطرون بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء في ميادين العز والشرف والإباء ويذودون عن حياض الوطن ويدافعون عن أراضيه ضد الغزاة والمحتلين بكل قوة واقتدار أذهلت العالم وغيرت نظرته للإنسان اليمني وسمعته التي تم تشويهها عمداً ، وتصويره على أنه مجرد إنسان عادي وهامشي ولا يستحق الاهتمام.
والحقيقة عكس ذلك ، فقد قدم المقاتل اليمني صورة أخرى عن حقيقة جوانب شخصيته المؤمنة والوطنية الفذة والمتفردة مغايرة لتلك السابقة تماماً ، وأظهر ما يمتلكه من مخزون حضاري في مكنون شخصيته ونبله وكرمه وشجاعته في الحروب . فلا يغدر ولا يقتل أسيراً ولا طفلاً ولا شيخاً كبيراً ولا فاراً. وإذا انتصر عفا وسامح بكرم وسخاء ، ناهيك عن جوانب العبقرية الحربية في شخصيته وما يمتلكه من قدرة فائقة على قلب موازين الحرب ومعادلاتها . وامتلاك زمام المعركة والتحول من موقع المدافع الصلب إلى موقع المهاجم الجسور الذي لا يخشى الموت ولا يهاب المنية .
متجاوزاً شحة الإمكانات. والتعويض عن ذلك من خلال توظيف ما يمتلكه من سلاح وتعديله ليتلاءم مع ظروف المعركة ومعطياتها . وبما يحقق نتائج باهرة وتهديداً ونصراً على العدو .
الأمر الذي يتوجب معه من المجتمع أن يقوم بدوره تجاه هذا المقاتل الغيور على وطنه والمضحي بروحه في سبيل الله أولاً ثم في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض وأن يولي هذا المقاتل اهتماماً خاصاً ورعاية شاملة له ولأسرته التي خلفها وراءه ، وأن نعضده ونسنده حتى يتسنى له القيام بواجبه والتفرغ لمواجهة العدو الذي بات يبحث له عن مخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه والمحافظةولو على البقية الباقية من كيانه الذي بدأ يتهاوى وتتداعى أركانه كل
يوم على يد وقبضات وسواعد أبطال اللجان الشعبية والجيش البواسل ، الذين يلقنونه أقسى الهزائم في كل جبهات القتال ؟! وبعد أن تبين له أن اليمن ليس كما كان يعتقد لقمة سائغة ، ومرتعاً خصباً له لتنفيذ أطماعه وأهدافه الخبيثة في اليمن والجزيرة ، وبعد أن انكشف أمام المجتمع الدولي كراعٍ وداعمٍ للإرهاب ، !!
فهل سيتوقف نظام آل سعود المتغطرس عن الاستمرار في عدوانه الظالم على اليمن أرضاً وإنساناً .. وتدمير بنيته التحتية ، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً لقتل المدنيين الآمنين والتدخل في شؤونه الداخلية؛ وعن الاستمرار في
مغامرته اللعينة وحربه العبثية التي قد تجرالمنطقة برمتها إلى أتون صراع يتجاوز البلدين الجارين ( اليمن والسعودية ) ليشمل الجزيرة العربية
، بل ويتعداها إلى صراع إقليمي أوسع بدأت تلوح في الأفق مؤشرات وعلامات حدوثه ؟! والعودة إلى جادة الصواب والحكمة ، والانصياع لصوت العقل والمنطق وقراءة ما يحدث في الواقع وعلى الأرض بتأنٍ ورويةٍ ؟؟!!
خصوصاً بعد أن بدأت أوراقه التي يراهن عليها في السقوط الواحدة تلو الأخرى في سوريا وليبيا ومصر وافتضاح مايسمى بالربيع العربي .. وحتى في قضية فلسطين التي ظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أن النظام السعودي كان ولايزال العائق أمام الوصول لتسوية عادلة لقضية الشعب الفلسطيني المظلوم وإنهاء الاحتلال الإسرائلي لأرضه .. طبعاً دون إغفال الدور الأمريكي الداعم للنظامين السعودي والإسرائيلي فيما يقوم به هذان النظامان ؛ من تغذية لكل أشكال الصراع في المنطقة واللعب بأوراق المذهبية والطائفية ، وخلق التناقضات بين شعوب المنطقة ، وبالذات في لبنان والبحرين والعراق .
فقد أثبت النظام السعودي ومن معه من دول البترودولار أنهم والكيان الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة وأنهم اليد الطولى لدول الاستكبار العالمي ، وأنهم الأدوات التي تقوم بتنفيذ ما يحدث في المنطقة من خراب ودمار وحروب لا طائل منها سوى نهب ثروات ومقدرات الشعوب والتحكم في مصائرها.
ختاماً….
الرحمة والخلود لشهدائنا عظمائنا…
والشفاء العاجل لجرحانا…
والنصر المؤزر لرجال اليمن الشرفاء والأوفياء والمخلصين من الجيش واللجان الشعبية .
وعاشت اليمن وشعبها حرة أبية ولا نامت أعين الجبناء……….