نجوم في الذاكرة

وجهة نظر
عبدالسلام فارع

كثيرون هم أولئك الأفذاذ الذين ما زالت بصماتهم جلية وواضحة في ملاعبنا المستطيلة وما زالت نجوميتهم في كرة القدم تحتل مساحات كبيرة في ذاكرة الوطن ووجدان الجماهير العاشقة لإبداعاتهم .
نجم هذه الفقرة من إطلالة اليوم النجم الكروي الكبير يحيى فارع سلام الشرجبي والذي كان قد استهل مشواره الرياضي في حافون بمدينة المعلا ” محافظة عدن ” من خلال نادي الوحش لينخرط بعدها في نادي الجزيرة أحد أشهر وأقدم الأندية العدنية في خمسينيات القرن المنصرم. ليسطع نجمه في الجزيرة كواحد من أبرز النجوم والمدافعين على مستوى المحافظة بشكل عام وهكذا واصل أبو خالد ومهند مسيرته الكروية المتألقة بنجاح وسط كوكبة من النجوم ، يوم أن كانت الجماهير تردد شعارها ذائع الصيت ” الملعب يشتكي من يحيى زكي ” وزكي هو زميله في الجزيرة وذات يوم قرر الجهاز الفني للجزيرة بأن ينقل نجمنا الكبير يحيى فارع من خط الدفاع إلى خط المقدمة.
حيث كان ذلك القرار صائباً إلى أبعد الحدود ليبدأ بعدها بن فارع سلام مرحلة متجددة من الشهرة والنجومية في مطلع السبعينيات كواحد من أخطر المهاجمين الذين طالما متعوا المتابعون وأرعبوا الخصوم  ليشكل مع زميلة الحبشي وبفضل التمريرأت والتمويلات الآتية من زميلة فضل عبدالفتاح ثنائيا متميزاً بالتناغم وغزارة الأهداف . بعدها وفي منتصف السبعينيات أنتقل إلى ابا مهند في منتصف السبعينيات إلى أهلي تعز ليشكل إضافة متميزة للقلعة الحمراء وليحلق من جديد في سماوات الألق والنجومية.
وبعدها جاءته فرصة الاحتراف في نادي الشباب وفي العاصمة السعودية الرياض حيث سطع نجمة كأفضل النجوم في المملكة وفي نادي الشباب والذي كان يضم في صفوفه تسعة من أعمدة المنتخب الوطني .يومها كان بن فارع سلام أول لاعب أجنبي يسجل في كشوفات الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي ثمانينيات القرن المنصرم وحينما شعر نادية الأسبق أهلي تعز بصعوبة العودة إلى الدرجة الممتازة لم يجد أمامه من يد سوى الاستعانة بنجمة الأروع يحيى فارع والذي بادر لتلبية النداء وأسهم بنجاح في إعادة الأهلي إلى دوري الأضواء .
أما نجمنا الكروي الأروع في هذه الإطلالة فهو النجم الكبير لاعبا ومدربا عبدالكريم الهتاري نجم شباب التواهي والمنتخب الوطني في بداية النصف الثاني من القرن الماضي والذي رحل عنا في الشهر المنصرم إلى دار البقاء بعد عطاءات حافلة ومتميزة  فقد سبق لي أن أشرت إليه قبل أسابيع عبر هذه الزاوية وللتذكير فقط.
نجمنا الكبير والراحل عبدالكريم الهتاري تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة رفض الاحتراف في كل من الزمالك والأهلي المصريين- القادسية الكويتي – تشيلسي اللندني- المنتخب الصومالي وبصفة خاصة مقابل منحه الجنسية مؤقتاً.
بعد حوار مستفيض دار بيني وبين المهندس سلام عبدالكريم الرازحي أحد منتسبي المركز الوطني للوثائق بين لي أن ذلك الصرح التاريخي العظيم (ذاكرة الوطن) جدير بكل الاهتمام من قبل الجميع باعتباره يمثل ذاكرة الوطن وقمة السلم الإداري فهو يعنى بحفظ وحماية وإدارة جل الموروثات للمؤسسات والقطاعات  الحكومية من وثائق وارشيفات تخدم الباحثين والدولة على حد سواء، إذن هذا المركز ( ذاكرة الوطن) بحاجة شديدة لتطوير مهارات المشتغلين فيه مع إنشاء مبنى يليق بمكانته الحضارية وفق المواصفات المتعارف عليها
سألني أحدهم عن سر عشقي لصحيفة “الثورة” قلت له أنا عاشق للثورة والجمهورية معاً، أما السر فيكمن في إخلاص منتسبيها للعمل المهني رغم تأخر مستحقاتهم المالية قال وماذا عنك قلت جميعنا نعمل بطريقة الكلع منذ خمسة أشهر.

قد يعجبك ايضا