لنكن مع اليمن
عبدالوهاب شمهان
لايعلم الإنسان في هذه الظروف العدوانية على يمننا الغالي كيف يوقف المرجفين من بث الشائعات فهم يرددون بكل أريحية ما يملي عليهم بحذافيره، بل يضيفون إليه البهارات الحارة لمزيد من الاستفزاز والإثارة وتأجيج المشاعر المناطقية والطائفية والتغرير بالكثير من الشباب العاطل عن العمل الجاهل، أو المتجاهل عن فهم حقائق العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي العربي وعملائهم المحليين المتناسين مبادئهم وأعرافهم وقسمهم العسكري والمدني في الحفاظ على الوطن ووحدته وعلى النظام الجمهوري والدفاع عن كل شبر من الأراضي اليمنية، وللأسف صار إشعال النار وفتح الجبهات اختصاصهم، بقصد إرباك الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل الشرفاء, مؤكدين وبنزعة عدوانية إصرارهم على العودة تحت قصف الطائرات والبوارج وضربات المدفعية والصواريخ، مستعينين بشذاذ الآفاق وبإعلام مملوك فقد مهنيته ومصداقيته، الكذب والافتراء والتجهيل وظيفته.
-إن واجبنا تجاه أمتنا اليمانية العربية الأصيلة يفرض التساؤل والمواجهة ، فمن خرج عن الصف اليماني من أبناء اليمن لايمكن إنكار يمنيتهم وهم ممن وضع بأيديهم مقاليد الأمور وقيادة البلد الطيب ولكن جرفتهم الأطماع وغرهم المال وحب السيطرة وإقصاء الآخر مستعينين بدول تتناقض اليوم في تأييدهم بحسب مقتضى مصالح كل دولة، إنها توزع الأدوار بينها لتجعل الأرض اليمنية أرض معارك أهلية وطائفية ومناطقية حتى يصفى لهم جو السيطرة والقدرة في التحكم بمصير أمة، نعم اليمن أمة توازي أمم العالم بحضارتها ودينها وتاريخها وصلابتها، وذلك مايدفن أطماع العدوان وتحالفه تحت أقدام جيشنا واللجان الشعبية والمتطوعين من رجال القبائل الشرفاء الأشداء الذين وضعوا حكام التحالف قتلة الأطفال والنساء، من عرفوا بمواقفهم المهزومة أخلاقياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً، من يدعون العروبة والإسلام كذباً وبهتاناً، في حالة يرثى لها من الخيبة والهزيمة النفسية، وهم يصرون على الدفع بالمغرر بهم في الداخل دفعاً حزبياً ومناطقياً وطائفياً لتأييد الخونة الفارين من مجدهم إلى مذلة ترهق حياتهم العامة والخاصة وتحولهم من سادة عظماء إلى صغار النفوس لا رأي لهم ولا قيمة، كانوا رجال دولة فأبوا إلا أن يكونوا ممن يخضعون لمشيئة عدوهم وعدو وطنهم، كانوا يحظون بالحب والرفعة والجاه فأبوا إلا أن يصنعوا خندقاً فاصلاً بينهم وبين وطنيتهم وبينهم وبين أمتهم وبينهم وبين أنصارهم، لتضمحل قدرتهم، وشعبيتهم، وهيبتهم، بل ويكسبون عداوة أمة يمنية حرة، وبتلك التوجهات المتسارعة وحفن المال، والانقياد الأعمى الذي لم يعد فيه اختيار، أو قدرة على التراجع أو الانسحاب، بعد أن شن العدو الأمريكي حملته بأيديهم وأيدي الملوك والأمراء وأصحاب الفخامة، الأيدي المضرجة بدماء الأبرياء ودماء المغرر بهم، لقد أضروا بأنفسهم ووطنهم، أولئك الباعة سيكون مصيرهم وملجأهم في ختام العدوان بين أهلهم، تقتلهم الحسرة على ما ارتكبوا من أخطاء، وهي النهاية المحتومة لكل من يخون الوطن ويخون أمته ويقبل تدنيس أرضه بأقدام شذاذ الآفاق عبيد الدولار وعبيد الولايات المتحدة الأمريكية، أولئك هم الخارجون عن شرعية الوطن والدستور ومصلحة الأمة اليمنية أصل العروبة التي لم تحمل عليهم شراً أو مكروهاً لكنهم تناسوها وتناسوا أنفسهم وسيادتهم ومجدهم وسلطتهم، ومضوا في طريق الانتقام والثأر، وأغشاهم الشيطان.
بل إنها الإرادة الربانية التي وضعتهم في شر أعمالهم حتى تخلى عنهم الشرفاء والأحرار وتخلى عنهم الأقرب فالأقرب بدعوتهم لضرب أبناء قبائلهم وعشائرهم وأنصارهم ومن كانوا يرونهم الحصن الحصين.
بمشيئة الله ها هم يحكمون على أنفسهم وعلى كل من خرج عن حوض الوطن وبرر العدوان وشارك في الإساءة للوطن بالعمالة لقد كانوا سنداً لدخول الجنجويد، وبلاك ووتر ومرتزقة العالم إلى الأرض اليمنية، لمزيد من ارتكاب جرائم الإبادة باسم التحرير. نعم لقد حكموا على أنفسهم بالعمالة والخيانة بقبولهم تمزيق الوطن وتشريد سكانه من منازلهم، فالعملاء والخونة لهم يد مشاركة وفاعلة في تدمير الحياة، لا فرق بينهم وبين المرتزق المقاتل القادم من الغرب ومن أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومن العرب الأموات، من أجل حفنة من المال لا يعلم لمن تكون في نهاية حتفه المحتوم, لأن المرتزقة والخونة يتساقطون في حفر، حفرت بأيديهم، حفروها بإتقان لتكون قبوراً لهم، لقد باعوا اليمن وعروبته وإسلامه وأمته وسلبوه سيادته على أرضه ومياهه وسمائه، وهم يدعون أنهم يعملون لتحقيق مصالحه، فهل مصلحة اليمن تكمن في خراب الدور والمشافي والمصانع والمنشآت العامة والخاصة والمنشآت السياحية والتعليمية ، وقتل النساء والأطفال والشيوخ والشباب هل مصلحة اليمن تتحقق في تدمير المزارع ومشاريع المياه والآبار وفي تدمير الجسور وجميع الطرق والسبل، وتدمير الموارد الطبيعية والآثار والحصون والقلاع من حماها الإسلام أكثر من ألف وأربعمائة عام وأضاف إليها الكثير من المعالم الشاهدة على النقاء وصفاء النفوس.
– إن العدوان وعملاءه يمثلون وجه الإدارة الأمريكية الباعثة للفساد في الأرض، الساعية لقطع أرزاق أمة اليمن عبر عملائها وأعوانها وأذيالها والحصار.
-إن كل من أعلن العداوة على اليمن من أبنائه كائن من كان فهو قد خان الأمانة، وكذلك الفاسدون من يعملون بانتظام على تكريس الفساد والإهمال وإضاعة الوقت وتبرير تلكؤهم وتراجع وتيرة جهدهم، يتحولون إلى أدوات ضعيفة تتسلق بكل عود طري صلب قليل التجربة، مؤيدون للعدوان تحت ستار من المهادنة، من علاماتهم الخنوع والاستسلام وفقد القدرة على الحزم، مع حال حل فيه الوهن والإهمال والتراخي الذي يفرغ المسؤولية من قيمتها، ومثل هذا من يمثل أحد ركائز العدوان وإن لم يكن منهم.
– إن اليمن في هذا الظرف بحاجة إلى الحزم والقوة واحترام القرار والمسؤول . أما أن يتحول البعض من موقع عمله المساعد إلى يد مخلة ومعيقة فهذا ما لا ينبغي التعامل معه في هذا الظرف وإحلال البديل الأجدر منه في موقعه.
فالأضرار تأتي من الوظائف الإشرافية والتنفيذية المالية والإدارية والفنية المساعدة حيث يتراكم الإهمال والتمادي في الأخطاء، وعدم الاكتراث لتصبح حالة مفروضة على المسؤول مسايرتها حرصا على استمراره .
– إن أمام شرعية صنعاء فرصة يجب ألا تضيع في دهاليز الانتظار فالوقت يمضي كالسيف ، والخطوة تبدأ كما أشار إليها الكثير في الصحافة والإذاعة وخاصة فترة (يمن الصمود) البرنامج العام إذاعة صنعاء ومنها الدعوة إلى تشكيل حكومة أسميها هنا (حكومة مواجهة) فيها يتم تمكين من أثبتوا القدرة على إدارة مرافقهم برغم قساوة المواقف، وقلة الدعم، لكنهم أثبتوا جدارتهم ومرونتهم وحزمهم في آن واحد وسعوا للارتقاء بنشاط قطاعاتهم .
– إن اليمن في هذا الظرف بحاجة إلى الأقوياء من الشباب ذوي الكفاءة والخبرة والقدرة، وإن وجدت أخطاء طفيفة فمن يعمل يخطئ ومن لا يعمل لايخطئ.
– وعودة لطوابير الإشاعة بقصد وتدبير مؤيدي العدوان والمتبرعين بنقلها ومن تأتى على هواهم سواء في شبكة التواصل الاجتماعي. أو في المرافق العامة، فالحرية المتاحة بلغت حد الضرر المبالغ فيه وإن رأيناها حميدة توحي بسعة الصدر ورحابة الأفق، فإن الإشاعة جزء من وسائل الحرب النفسية، تضع مرتكبها في صف العدوان، حتى وإن جزم بأن الأحداث كفيلة بعودته إلى الرشد والوقوف إلى صف الوطن فإن الخطأ جسيم، وضرره كبير ولا يخدم إلا العدو.
– أخيراً.. لنكن معاً مع اليمن، اليمن .. اليمن أرضاً وإنساناً ضد العدوان والمناطقية والطائفية والحزبية العدوانية الباغية، وتحيا الجمهورية اليمنية.