بشير المصقري
سيأتي بابا نويل من حيث تُصنع الصواريخ
لكنه لن يجمع أشلاء الأطفال وشظايا القنابل
والهدايا في يديه
سيحاول أن يبتسم
ويتذكر أنه يرتدي بدلته الحمراء
ولن يتذكر أن الدم أحمر أيضاً
لن يقول أن القتل بشع
لأنه حجة القتلة التي سقطت كما يسقط عام
كدمعةٍ على أديم الوجع
سيحرج كثيراً عندما يطلب تزيين الأشجار
التي قطعها البؤساء والفقراء والمعدمين
كوقود لينضج الخبز والحساء
قد يعود حزيناً ..
حين يرى رأس سنة يرتدي باروكة
ويفكر بالإنتحار
لكنه لن يسأل عن الصلع الذي داهم الحياة هنا
وسيندم كثيراً لأنه أدرك متأخراً
أن رسالة sms كانت ستوفر عليه المجيء
لو أنه فكر بإرسالها بعبارةٍ تقول :
كل عام وأنتم بخير
وسينسى القول : كل عام وبلاد العم سام
تصدر الموت والدمار
لثلاثمائة وتسع وخمسين يوماً
وتيعثني في اليوم الأخير
أحمل فضيحتي إلى الأطفال
وسيتراجع عن فكرة زيارة مقابرهم
و المسح على أضرحتهم الصغيرة
لأنه سيصل ربما مع صواريخ مجنونة
تحصد أطفالاً جدد
وسينسى بالطبع تقديم التعازي لذويهم
كما سينسى تقديم استقالته.