العالم كله يتآمر على العالم القديم!!
إبراهيم طلحة
لا نطرح الموضوع هنا وفق نظرية المؤامرة، ولكن الموضوع يطرح نفسه بنفسه، والحقيقة تفرض نفسها بقوة..
القوى العالمية الكبرى وأجهزتها المخابراتية الذكية تفهم جيداً طبيعة المنطقة العربية وطبيعة شعوبها الضعيفة والمستلبة الإرادة وأنظمتها السياسية والدينية الممارسة للقمع والاستبداد.. وهي إلى ذلك لا تكتفي بدراسة تاريخ المنطقة ديموغرافيًّا وايكولوجيًّا والنظر إلى واقعها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، بل تعمد إلى صناعة المستقبل وتشكيل ملامحه لا إلى مجرد التنبؤ به..
هي تعرف عن “الفتن والملاحم” التي في تراثنا المثقل بالهفوات أكثر مما نعرف، وتقرأ كمّ الخلافات المذهبية والطائفية المخبوءة تحت عباءات ملونة، تقرأها بذكاء؛ فتتحرك وفقًا لمصالحها بدون أن نشعر نحن بأدوارٍ لها يمكن أن تُذكَر..
إنها دول بمعنى الكلمة عندما يقال عنها دول.. إنها تحاول أن تصنع لنا الواقع الذي تريده هي والذي نتقبله نحن، وتضعه بين أيدينا على أنه الواقع الجديد وأنه “آخر الزمان”؛ لكي نعيش القيامة قبل قيامها.. ساعدها على ذلك أن المسائل التي هي موضع الخلاف في مجتمعاتنا العربية ومجامعنا الإسلامية كثيرة وكثيرة جدًّا تكفي لألف سنةٍ أخرى قادمة!!
فلماذا يا أيتها الدول والقوى العالمية الكبرى والعظمى تريدين أن تقيمي لنا القيامتين الكبرى والصغرى كل يوم؟!!.. لماذا الاستعجال علينا؟!!
يعني قبل أن تظهر أشراط الساعة الصغرى وعلاماتها الكبرى كنا نريد أن نتمكن مثلكم من غزو الفضاء والسفر إلى سطح القمر.. كنا نريد أن نتمكن مثلكم من الغوص في أعماق البحار والمحيطات واكتشاف قيعانها.. كنا نريد أن نتمكن مثلكم من صناعة بعض الأشياء البسيطة كالورقة والقلم والإبرة والساعة قبل قيام الساعة!!