روائع من بحر الصمود..

 

عادل عبدالإله العصار

من أي عالم تفجر كل هذا البحر الهادر من الشعر..؟ وفي أي علو يمكننا إيجاد منابع كل هذه الأنهار المتدفقة كشلالات من الحمم الثائرة والتي سرعان ما تحولت إلى مغناة ولسان حال أبناء الشعب اليمني المسكون بالشعر منذ طفولة الحياة وحتى اليوم، وسيظل كذلك وستظل الكلمة رسالته والقصيدة سفيره في الحرب والسلام..

قبل آلاف السنين حفر الشاعر اليمني القديم أحرف انشودته الخالدة “ترنيمة الشمس” على صفحات الصخر وبروعة وجمال وبلاغة المعنى منح الجلاميد الصخرية الجامدة روحا وحياة لا تفنيها الأيام والقرون..
قبل آلاف السنين كتب اليمني القديم ترنيمته التي أسكنها روح محبوبته ومعشوقته الخالدة الأرض، وفي محتواها تتجسد البيئة والأهل والهوية والخارطة والكيان…
منذ فجر ذلك الزمن القديم وحتى فجر الصمود والانتصار في زمن الخيانة والعدوان، كانت وستظل اليمن فاتحة الحب التي تتفجر من أجلها أنهار الحب المتدفقة شعرا صادق الكلمة بليغ المعنى..
أمام روائع شعر الصمود سنتوقف قليلا لنرسم بالحروف صورا شتى لأروع ما جادت به قرائح الشعراء من قصائد وزوامل كان لها الأثر الكبير في توحيد الصف الوطني والمجتمع ورفع معنويات المقاتل اليمني في مختلف جبهات التصدي، بل وكانت الرصاصة التي سكنت صدر العدو وزلزلت الأرض تحت أقدأمه…
وفي البدء والختام يظل برنامج يمن الصمود في إذاعة صنعاء صاحب الفضل كميدأن أول تفجرت من خلاله أنهار بحر الصمود اليمني العظيم..

نقسم برب العرش

من بحر الصمود اخترنا هذه القصيدة -الزامل (نقسم برب العرش…)
كلمات شاعر نهم /عُباد أبوحاتم
نقسم برب العرش خلاق السماء
لا نعدم الجيش السعودي نعدمهْ
من مد في أرضي و حوم فالحما
بات كتسر ساقه و نكسر معصمهْ
ما مثلنا بين القبائل مـن رما
ما نرمي إلا القلب ولا الجمجمةْ
الأرض تسقيها و تحميها الدما
و من تعداها شربنا من دمهْ
إحنا رجال الموت حنشان الضما
اشرب نقيع الموت واطعم علقمهْ
نغزي و نعدي في بَروده والحما
حـد يغزي الموقع و حد فك انظمهْ
ومن يخون الشعب يبشر بالعما
من باع نفسه و النبي ما نرحمهْ
هو عبد لاموالك رجع لك واحتما
الكلب خايف من عظامك تفطمهْ
إحنا هدير الرعد لا البارق لما
أفعال قبل أقوال ماهي هنجمهْ
اتخبر التاريخ عنا و اعلما
لا كنت جاهل في لغات الترجمةْ

قد يعجبك ايضا