الأسرة – تقرير
وسائل الإعلام المرئية والسمعية والمقروءة يتصدرها عنوان واحد هو «الإرهاب» وهذا المصطلح الفضفاض لدى الكبار يزداد إيهاماً والتباساً عند الكثير من الأطفال والمراهقين الذين يبلورون معناه في أذهانهم بحسب مفاهيمهم البسيطة أو من خلال البيئة المحيطة بهم قد يقحمون في هذا المستنقع ظناً منهم أنهم بذلك يكافحون هذا السرطان الخبيث الذي أصيبت به بلادنا ودول المنطقة.
البيئة الأسرية والتنشئة السليمة للطفل والمتابعة المتواصلة حتى وصوله لسن يكون قادراً فيها على تمييز الخطأ من الصواب، هو أهم ما يقع على عاتق الأسرة حتى لا يصير فلذة أكبادها فريسة سهلة بيد الجماعات الإرهابية التي تستغل ضعف الثقافة الدينية عند الطفل وتستغله لتنفيذ جرائم الإرهاب المنافية للعقيدة الدينية والشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الرحمة والسلام وتحرم الاعتداء وقتل النفس وتدمير المساجد, وغيرها من الجرائم التي تقترفها تنظيمات «القاعدة» و»داعش» ومن شابهها من جماعات لا تعرف سوى لغة الدم.
أجواء البيت
حتى تتوفر الأجواء التربوية البناءة داخل الأسرة يتعين على أرباب الأسرة أن يهتموا يخلق أجواء أسرية مليئة بالمحبة داخل المنزل والابتعاد عن العنف وتهميش الطفل، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال والمراهقين, الذين يعيشون وضعاً أسرياً غير مستقر سواء بين الأم والأب أو حتى بين الأخوة أنفسهم, هم أكثر عرضة من غيرهم لاستغلال تلك الجماعات الإرهابية .
الدراسات العلمية نفسها أكدت أن « البيئة الأسرية « المليئة بالمشاكل تنفر الطفل أو المراهق من المنزل وتجعله أكثر ميلاً لممارسة العنف والالتحاق بجماعات العنف والتكفير من دون الاهتمام بوطن أو بأسرة».
رعاية ورقابة
التحول الذي يمر به الطفل في مرحلة الطفولة إلى البلوغ والثبات يتطلب, وفق خبراء التربية, تعاملاً نموذجياً من الأبوين وأفراد الأسرة المحيطة به, فحين تكون الأسرة متماسكة ومثالية فأنها تستطيع السيطرة على أولادها أكثر من غيرها, خاصة في المراحل العمرية التي يكونون فيها عرضة لاستقطاب التنظيمات الإرهابية.
لذا فواجب الرقابة من أرباب الأسر على أولادهم والتعلم السليم وزرع قيم دين السلام والرحمة والاعتدال فيهم بصورة صحيحة منذ الصغر، يحول دون انحراف أفكارهم وسلوكياتهم ووقوعهم في شراك المتطرفين فكرياً ودينياً وأخلاقياً.