واشنطن/ وكالات
لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر ارتفاعًا في الهجمات على المسلمين والمؤسسات الإسلامية والمساجد كما كان الحال خلال عام 2015م. وأبرز تلك الهجمات التي تعرض لها المسلمين، مُؤدية لمقتل بعضهم، وإصابة آخرين، فيما تسببت ببعض الأضرار المادية بمؤسسات تابعة للجالية المسلمة.
ويعود السبب المباشر إلى ما بات يعرف بـ”الإسلاموفوبيا” الذي يحرك جماعات كاملة مناهضة للإسلام والمسلمين، بل محرضة عليه عبر خطاب كراهية واضح، قد يوصف أحيانا بالعنصري. معظم تلك الجماعات ظهرت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، فيما يعتبره البعض رد فعل، وآخرون يعتبرونه جزء أصيلًا من الثقافة الأنجلوساكسونية.
وهذه الجماعات تقوم بتصوير المسلمين في أمريكا على أنهم أجانب عن المجتمع الأمريكي، زاعمين أنّ العنف جزء أصيل من ثقافتهم. وكثيرا ما يصورون الإسلام باعتباره محرضًا على العنف الأسري، واغتصاب الرجل لزوجته، وزواج الأطفال وغير ذلك.
وفي تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، تصاعدت حدة العداء للإسلام داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لتتراجع وتيرته بالمقابل في أوروبا.
وعزا التقرير تصاعد كراهية الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية إلى “الحملات الإعلامية المكثفة الخائفة من الإسلام، فضلا عن عدد من الحوادث التي استهدفت مسلمين ومساجد ومراكز إسلامية، على رأسها مقتل المسلمين الثلاثة بكارولينا الشمالية”.
كما أوضح التقرير أن الأمريكيين باتوا أكثر خوفا من الإسلام، رجوعًا لاستطلاع رأي أظهر أن ثلث الأمريكيين قلقون من أن “الشريعة الإسلامية سوف تغزو بلادهم” وأن تنظيم (داعش) يمثل حقيقة الإسلام.
وقتل 3 أمريكيين مسلمين بعد أن فتح عليهم النار “كريغ ستيفن هيكس في فبراير، الذي اعترف لاحقًا بجريمته. وقع الحادث في مجمع سكني بالقرب من جامعة نورث كارولينا في مدينة تشابل هيل؛ والضحايا الثلاث هم: ضياء شادي (طبيب سوري 26 عامًا)، وزوجته يسرا (21 عامًا)، وأختها رزان محمد أبو صالحة (19 عامًا)، وهما فلسطينيتان تحملان الجنسية الأردنية.
وفي مارس لقي الطبيب العراقي المسلم أحمد الجميلي 36 عامًا مصرعه بواسطة متطرف أمريكي من ولاية دالاس.
ولقي طالب سعودي ريان إبراهيم بابا (23 عاماً) في الولايات المتحدة، بـأربع طلقات باستخدام سلاح ناري من أشخاص مجهولين، بعد العثور على جثته، بالقرب من أحد مواقف السيارات.
وتم اعتقال طفل مسلم في شهر ديسمبر بعدما صنع ساعة اعتقدت إحدى المعلمات بمدرسته أنها قنبلة مؤقتة، وذلك في ولاية تكساس.
وفي نوفمبر تعرضت طالبة جامعية مسلمة تدرس في جامعة سينسيناتي لمحاولة دهس بالإضافة إلى الاعتداء على طالبة جامعية أخرى ومحاولة نزع حجابها، فضلًا عن تعطيل رحلة طيران لوجود مسلمين من أصل فلسطيني على متنها
وشهد ديسمبر وفاة الفتى حمزة وسام، والبالغ من العمر 16 عاما بعد سقوطه الحر من أعلى مبنى. وتشكك العائلة من أمر السقوط، معتبرةً أنها مُدبرة بسبب ديانته. كما أطلقت النيران على سائق سيارة أجرة من قبل راكب أمريكي، عندما عرف بأن السائق مسلم من أصول مغربية.
بالإضافة لذلك تلقى أندريه كارسون، عضو مسلم بالكونجرس، تهديدًا بالقتل، أرجعه كارسون إلى مواقف السياسيين “الذين يقومون بتأجيج نيران التعصب من خلال خطاباتهم المعادية للمسلمين”.
كما شهد العام 2015م حوالي 63 اعتداءً على مساجد ومراكز إسلامية أمريكية، عدد كبير منها تركز في أشهر سبتمبر ونوفمبر وديسمبر. وشهد شهر نوفمبر وحده حوالي 17 واقعة اعتداء على مساجد، إما بالحرق أو الإتلاف أو بوضع رؤوس خنازير داخلها، أو بكتابة شعارات عنصرية ضد الإسلام والمسلمين.
وبلغت هذه الأحداث ذروتها مع حملة المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والمعروف بنفوذه المالي الكبير. وكانت من أبرز الدعوات التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية، منع المسلمين، من دخول الولايات المتحدة، كما دعا إلى مراقبة المساجد ووضع قاعدة بيانات للمسلمين الأمريكيين.
من جهة أخرة، تماهت تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل الآخر، بن كارسون، مع تصريحات منافسه الحزبي دونالد ترامب، بيد أن كارسون ركز على “عدم توافق الإسلام مع الدستور الأمريكي”. كارسون قال أيضًا، إنه لن يسمح أن يكون رئيس أمريكا مسلمًا في أي وقت من الأوقات.