وحدة الأمم والشعوب من منظور الدين الإسلامي الحنيف

 

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله القائل: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة اله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها.. الخ الآية.. والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ومولانا محمد رسول الله إلى الناس كافة بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بأذنه وسراجا منيراً – القائل يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار .. وبعد:
فإن وحدة الأمم والشعوب من منظور الدين الإسلامي الحنيف ضرورة حتمية من ضروريات حياتها الاجتماعية وغيرها إذ لا حياة ولا حرية ولا كرامة ولا مجد ولا سؤدد ولا عزة ولا قوة ولا منعة ولا صمود أمام الأعداء المتربصين بها الدوائر إلا بها، وخاصة إذا كانت هذه الوحدة قائمة على أسس صحيحة وقواعد متينة مستلهمة مفاهيمها وأهدافها وقوانينها الاجتماعية والأخلاقية والسياسية ولوائحها التنظيمية وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والمدنية والعسكرية والاقتصادية من الوحي الإلهي المتمثل بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, والسنة النبوية المطهرة من الزيغ والهوى, لقول الله تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، ولقوله عز وجل : وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وكيف لا والله تعالى: يقول في محكم كتابه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. صدق الله العظيم.
وبما أن الشعب اليمني العربي المسلم من أقصاه إلى أقصاه ومن شماله إلى جنوبه ومن مشرقه إلى مغربه قد توحد أرضا وإنسانا كما كان موحداً عبر تاريخه السحيق ومنذ أن خلقه الله خالق كل شيء وسوف يظل موحداً بإذن الله مستمسكا بوحدته بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولم ولن يفرط بها ما دام حيا وفي جسده عرق ينبض ودم يجري في أوردته وشرايينه بل سوف يظل مستيقظا فاتحا عينيه يحرسها من أن ينال منها عدو متربص أو عميل خائن مأجور تجرد عن دينه وعقيدته وهويته وأخلاقه واشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة بثمن بخس دراهم معدودة فكان بذلك عبدا مملوكا لها ولمن دفعها له فتعسا له وتبا لما اقترفت أو تقترف يداه.
وهكذا فمن يزرع الشر يحصد الندم والخزي والعار والمقت والخسران المبين وصدق من قال:
من يزرع الشر يحصد في عواقبه
ندامة ولحصد الزرع إبان
هذا وتعزيزاً لما تيسر لي التعبير به والاعراب عنه في هذه المعالجة بشأن الوحدة المباركة:
أقول له ما قاله أحد الحكماء العرب القدامى في وصيته لأبنائه شعراً وذلك ما يلي:
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا أحادا
تأبى الرماح إذا اجمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
وفي الختام اقول أيضا:
أسال الله مخلصا
حفظ دينه وملته
كما أساله موقنا
حفظ شعبي ووحدته
وكذا كل مخلص
من بنيه وقادته

فارس محمد خالد السراجي,
خريج مدرسة الادريسي العلمية في زبيد الغراء حماها الله وساكنيها من كل سوء ومكروه.. آمين

قد يعجبك ايضا