عبدالسلام فارع
فجعت الساحة الرياضية والجماهير الصقراوية برحيل الأستاذ والإداري القدير حسن علي عامر الذي يعد واحداً من أهم المؤسسين الأوائل لنادي الصقر الرياضي الثقافي ضمن مجموعة من الرواد الذين كانت لهم اسهاماتهم الفاعلة في وضع اللبنات الأولى الرياضية في محافظة تعز وفقيدنا الراحل حسن علي عامر الذي تميز بتواضعه الجم وثقافته الواسعة, إضافة إلى دماثة الأخلاق كان يتميز في الوقت ذاته بكثير من الشفافية والوضوح والشجاعة المتناهية، وفقيدنا الراحل حسن علي عامر الذي قاد المجلس الإداري للصقور في أكثر من مرة في أواخر السبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم كانت له مع باقي زملائه ممن عرفوا بعشقهم الجارف للجوارح عديد البصمات في الحفاظ على ممتلكات النادي وبدرجة أساس تلك الأرض الواسعة التي استحالت بوفاء الهائل شوقي أحمد هائل ورفيق دربه رياض عبدالجبار الحروي إلى منشأة رياضية حديثة ومتكاملة لم يبق منها اليوم بسبب المواجهات العسكرية سوى الأطلال.
إذن فقيدنا الراحل وفقيد نادي الصقر الانموذجي والحركة الرياضية اليمنية وإن غادر الحياة بتلك الصورة الحزينة والمفجعة فإن بصماته الرائعة ستظل محفورة في وجدان الجميع وفي مقدمتهم أسرته الكريمة ومن ثم عشاق الجوارح في كل مكان.
والراحل حسن علي عامر لم يكن فقيد الحركة الرياضية فحسب, بل هو فقيد المؤسسة العسكرية التي سيبكي منتسبوها دماً على فراقه خصوصاً أولئك الطلاب الذين تعلموا على يديه فنون القتال ومهاراته وفق الاستراتيجيات العسكرية, حيث كان أبو عامر واحدا من أبرز المدربين في المركز الحربي بتعز، تغمد الله فقيدنا الراحل بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان, إنا لله وإنا إليه راجعون.
حتى اليوم مضى على نزوحي في العاصمة صنعاء 152 يوماً منها 94 يوماً في حي الخرابة الذي أتردد على مسجده في معظم الصلوات الخمس ولولا الظروف المادية لحرصت على أداء كل فرض في مسجد مختلف من مساجدها التاريخية والتي صرت مفتوناً بها إلى أبعد الحدود.
وعلى ذكر المساجد التاريخية بصنعاء تجدر بي الإشارة هنا إلى مسجد التقوى حيث أديت فيه صلاتي المغرب والعشاء ليلة المولد النبوي بعد أن كنت قد تعرفت في صلاة سابقة على إمامه التقي العلامة الفاضل عبدالله الأكوع والذي أوضح لي أن المسجد شيد قبل 75م وفي زمن متقارب مع المساجد القريبة منه (النهرين ـ قبة المتوكل) وأن المسجد الكبير أسس قبل 1400 سنة في عهد الرسول الأعظم.
وفي المسجد إياه كنت قد تعرفت على دمث الأخلاق الأستاذ زيد الطائفي والذي يتمتع بثقافة عالية تجبر كل من يتعرف عليه على أن يجله ويقدره والطائفي الذي يهتم بكل ما يكتب عن مساجد العاصمة أخبرني بأن المسجد التي يتبعه بستان خاص وبئر للمياه عرف باسمه الحالي لاتصاله بالجارية تقوى الذي قامت بتأسيسه، وبالمناسبة فإن الطائفي (زيد) والذي يتردد على المسجد مع آل الدرة ـ آل الظيفري ـ آل الدفعي ـ العنسي ـ عنقاد وغيرهم من أرباب الأسر العريقة لديه من الخبرات الإدارية المتراكمة ما يؤهله لتجاوز السن القانونية للتقاعد فهو – حسب هيفاء سلام الرازحي – خبير استراتيجي.
وفي مسجد التقوى شدني ذلك الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف وذلك الأداء المتميز للمنشد الشاب محمد بن محمد عبدالله بمصاحبة مجموعة من الأطفال الذين كان أداؤهم متناغماً استحقوا من خلاله مع كل من شاركهم ذلك التناغم الحصول على الحلويات وعلى حساب فاعل خير، وحبذا لو يأتي فاعل خير آخر ليرفع عدد الحمامات من 5 – 10 .
بعد 152 يوماً نزوحاً في العاصمة صنعاء لم أسمع عن أي من منظمات المجتمع المدني والدولي أن تحسست أحوالنا كنازحين، وبالنسبة لي شخصياً لولا اللمسات الجميلة لأبو شهاب لكانت أوضاعي من حق أم الجن والصبيان وهي أوضاع الكثيرين ممن لم يلتفت إليهم حمران العيون.
Prev Post