إصلاح الأوضاع يبدأ من إصلاح النفوس
علي محمد قايد
* عيبنا أننا نلوم غيرنا ولا نلوم أنفسنا ونعيب غيرنا ولا ننظر لعيوب أنفسنا ونتذمر من الأوضاع ولا نسأل أنفسنا عن دورنا نحن في الأوضاع التي نعيشها والغريب أن الكثيرين يتشاءمون من الوطن ويوجهون له اللعنات وليس لهم أي دور ومشاركة في بنائه إنما هكذا يريدون ويطلبون وكأنهم يريدون أن يكون الوطن جنة يعطي من ذاته دون أن يأخذ منهم شيئاً وهذا هو حال الكثيرين ,فكل فرد منا عنصر ينتمي لهذا الوطن ولابد أن يتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه على أن يكون تفاعله إيجابي وليس سلبياً يكون عضوا نافعا يعرف ماذا يعني الوطن وماهي واجباته تجاهه, بحيث يسعى إلى إصلاح ذاته ونفسه حتى يكون صالحا وهذا يعني صلاح المجتمع والوطن .
* ومن هنا وإيمانا بدور كل فرد تجاه وطنه فلا يجب أن نحمل الحكومة كامل المسؤولية تجاه الوطن بل لابد أن يشعر المواطن بواجباته أيضا فالحكومة تقدم للمواطن ما يتطلبه من خدمات ومشاريع وبالتالي يجب أن يأتي دور المواطن وهو ضرورة التسلح بالثقافة والوعي والإدراك في كيفية التعامل مع تلك الحكومة علينا نحن البسطاء أن نسعى قدر الإمكان إلى تحسين أوضاعنا المعيشية أولا بعيدا عن التذمر والتشاؤم, فالشاب مثلا الذي يهمل دراسته ويتركها ثم يتهرب إلى السعودية للبحث عن العالم المفقود وتحقيق أحلامه فيظل يتسكع هنا وهناك وفي النهاية يجد نفسه في سجن الترحيل فيعود بخفي حنين بينما زميله واصل دراسته وأجتهد وحصل على الشهادة وتوظف ليظل ذلك الشاب يتندم ويتمنى لولم يتهور ويترك دراسته وهم كثيرون أمثاله ومع الفقر والبطالة قد ينحرف ذلك الشاب ويعود ليلعن الوطن, مثال اَخر هناك عشوائية وعدم مبالاة في طريقة حياة الكثيرين فالموظف مثلا يعيش حياة تخبطية وغير منظمة لا يوازن بين متطلبات أسرته وبيته وبين دخله بل يحمل نفسه فوق طاقتها ويحرم أسرته من حاجياتها والسبب إنفاق الراتب في شراء القات والسيجارة وغيره بينما لو نظم معيشته وترك القات لوفر من راتبه ولأستطاع أن يعمل له مشروعاً صغيراً يزيد من دخله وهكذا هي حياة الكثيرين وبعد ذلك يلومون الوطن ويلعنونه والسبب حالة الفوضى التي يعيشونها والأمثلة كثيرة والهدف منها التعريف بما يجب علينا كأفراد وكأسر وكمجتمع تجاه أنفسنا وتجاه وطننا تنظيم المعيشة والاقتصاد شيء ضروري والبحث عن مصادر الدخل متوفرة ,فنحن شعب إتكالي نستورد القمح ولا نزرعه ونشتري الفواكه والخضروات ولانقوم بزراعتها أهمل الكثيرون زراعة الأرض بالمحاصيل والفواكه والخضار وزرعوا القات الذي يعتبر كارثة.
إن إصلاح الأوضاع لن يتحقق مالم يصلح المواطن نفسه وكذلك الموظف الذي يجب أن يكون محافظا على عمله الوظيفي لا يرتشي ولا ينهب ولا يسرق ,الطالب يجب عليه أن يصلح نفسه ويجتهد ويكون لديه طموح وآمال يسعى لتحقيقها بالحصول على الشهادة, الجندي يجب أن يصلح نفسه ويجعل غايته خدمة وطنه وتحقيق الأمن ومحاربة الجريمة وكذلك هو دور الضابط ,العلماء علماء الدين يجب أن يصلحوا أنفسهم ويجعلوا غايتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم تسييس الدين واستخدامه لخدمة جماعات وأحزاب وأن يتخذوا مواقف صريحة لما يحدث في البلاد دون تسيير من أحد.
تلك كانت بعض الأمثلة ليتضح لنا أن إصلاح الأوضاع لن يتحقق ما لم تصلح النفوس وتتعود على الخير وتبتعد عن الشر والمنكر وتجعل الوطن غايتها.