الشعب اليمني أمامه فرصة عظيمة وتاريخية

 

صلاح القرشي
عندما شاهدت إطلاق صاروخ قاهر 2 على القاعدة الجوية والحربية السعودية في خميس مشيط وتم الكشف لوسائل الإعلام أنه صاروخ مطور ومن صنع محلي يمني ، ومداه أكثر من 250كيلو متراً، بالإضافة إلى ما تم كشفه في السابق من صواريخ الصرخة والزلزال،
قلت لنفسي إن اليمن بعد إطلاق هذا الصاروخ ليست اليمن قبل إطلاق الصاروخ .
لأن القيادة التي تحاول امتلاك علوم التكنولوجيا وخبرات التصنيع وخاصة التصنيع العسكري ، هي قيادة طموحة حكيمة وواعية ووطنية ولها برامج وأهداف وخطط لبناء الدولة، وأولها امتلاك أسباب القوة ، ومن يحاول امتلاك القوة ليس لأجل الاعتداء على الآخرين من الدول ولكن للأسباب التالية:
1- الذي يسعى إلى التصنيع العسكري ويحث الخطى في ذلك فهو لا يريد الوقوع تحت ضغط الحصار الإقليمي والدولي من بيعه الأسلحة وتزويده بسلاح فاعل ونوعي ، ولا يريد البقاء تحت رحمة الشروط القاسية والمذلة للدول الكبرى المصنعة للسلاح ، حتى يدافع عن أرضه.
2- القيادة التي تريد امتلاك التكولوجيا العسكرية. وبناء القوة وامتلاك القوة. وذلك من أجل حماية استقلال قرار الدولة السياسي وعدم الوقوع تحت الهيمنة والتسلط الخارجي للدول الإقليمية والدولية عليها .
3- القيادة والشعب الذي يمتلك القرار السياسي لدولته يستطيع بالتأكيد بناء دولته وفق برامج وخطط تنموية صحيحة ، وذلك في كل مجالات التنمية والخدمات ، ومن أهمها المجال الزراعي ، لأن. القيادة التي ترفض الهيمنة الخارجية والتدخل في شؤونها الداخلية ولها حساسية تجاه ذلك، سوف تسعى إلى الاهتمام بالزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي بنسب كبيرة ، وذلك في سبيل تحقيق الأمن الغذائي لشعبها ، لكي تجنب الخزينة العامة من دفع الأموال الضخمة في شراء السلع الغذائية من الخارج وفق شروط وتكلفة عالية وتتخلص من الابتزاز السياسي للدول المصدرة مما يؤدي إلى الانتقاص من قرار الدولة المستقل ، والوقوع تحت رحمة الحصار من هذه الدول في أزمة تحدث،
لذلك سوف تسعى إلى الاهتمام بالزراعة كي تحافظ على استقلال قرارها السياسي. ، بالإضافة إلى أنها سوف تحرر ثروتها المعدنية والنفطية والغازية من نهب وتقاسم شركات الدول الكبرى والإقليمية ومن فساد مراكز القوى في الداخل الذين يتبعون هذه الدول، وسوف تستثمرها بشكل صحيح وتحقق مردوداً أكبر لصالح خزينة الوطن .
4- القيادة التي لها هذه النزعة الاستقلالية أيضا سوف تهتم بتطوير التصنيع المدني وتطويره ،وأهمها. تطوير الصناعات التي تقوم على الموارد والخامات المحلية الموجودة في الدولة ، سواءً كانت هذه الموارد من البر أو من البحر وخاصة الصناعات الغذائية التكميلية، وسوف تهتم أيضاً بتنمية الثروة الحيوانية والثروة. البحرية والسمكية .
5-كما أنها سوف تهتم بقطاع التعليم والبحث العلمي وبشكل سليم وواسع.
وملخص كل ما سبق أن القيادة التي تسعى لتحرير قرار الدولة السياسي من الهيمنة والوصايا الخارجية بالضرورة سوف تهتم بباقي كل البنى الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والعلمية وغيرها.
لذلك نرى اليوم التكالب الكبير على قيادة هذه الثورة في صنعاء والشعب اليمني العظيم المساند لهذه القيادة . من كل الدول الإقليمية الدائرة في فلك الدول الاستعمارية والاحتكارية الكبرى والتي تهيمن على أسباب القوة والاقتصاد في العالم لكي تبقى متحكمة في كل الدول وفي قراراتها وتطوعها هي ومواردها لخدمة أهدافه وأجندتها السياسية والاقتصادية وتوسعها.
وقد تجلى هذا التكالب في إعلان وشن هذه الحرب الدائرة الأن الوحشية. والعدوانية على اليمن و المستمرة منذ تسعة أشهر متواصلة من قبل السعودية وتحالفها من عشرات الدول الدائرة في الفلك الأمريكي والصهيوني الداعم والمشرف والمساند لهذا الحلف في كل المجالات والخطط والدعم ،لأن هذه القيادة لم ترفض مشاركة كل المكونات السياسية في العملية السياسية وتمثل ذلك في اتفاق السلم والشراكة، لأنها دعت إلى تحرير وامتلاك القرار اليمني من هيمنة وسيطرة الدول الخارجية وأهمها السعودية وأمريكا .
وقد شرحنا أعلاه ماذا يعني سعي هذه القيادة لتحرير القرار اليمني واستقلاله وامتلاك أسباب القوة.
وبالتالي فإن الدول الإقليمية والدولية تنظر إلى ذلك على أنه يمثل تهديداً خطيراً لمجالات نفوذها وسوف ينتج عنه اضمحلال سيطرتها على الشعب اليمني ودولته وتنهار كل خططها وترتيباتها العدوانية لهذه المنطقة.
وعليه ومن هذا المنطلق ينبغي على الشعب اليمني أن يدرك كل ذلك ، وأن يكون واعياً ويقظاً وملتفاً ومحتشداً حول هذه القيادة التي تقود هذه الموجة مع العدو الخارجي والتي لها هذه الرؤية الطموحة والمشروع الحقيقي لبناء الوطن.
كما يجب عليه وكل مكوناته الابتعاد عن المصالح الشخصية والتفكير في التصارع على تقاسم السلطة والحكم ، وعدم الانجرار إلى العناوين الطائفية والمذهبية والولاءات الضيقة ، التي يرددها ويحرض عليها العدوان الخارجي لكي ننقسم ونضعف ، ولا نستطيع أن نتوحد حول هذا المشروع الوطني الحقيقي لبناء دولتنا ،
ليس المهم الآن من يحكم اليمن من صعده أو من المهرة أو من عدن أو من تعز ، هذه فرصة تاريخية يجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم . فوجود هذه القيادة قد لا يتكرر ولا تعوض لو لا سمح الله استطاعت قوى العدوان أن تحقق أهدافها من هذه الحرب ، لا على المدى القصير أو البعيد فسيحرص الأعداء على أن لا تتكرر هذه الضاهرة مستقبلا.
وهناك تجربة ماثلة أمامنا في ما مضى في اليمن عندما أرادت القيادة اليمنية بزعامة الرئيس الشهيد الحمدي تحرير القرار السياسي وامتلاكه من تحت الهيمنة السعودية تم قتل وتصفية هذه القيادة ، من قبل السعودية وأدواتة في الداخل ، وكثير من التجارب والأمثلة في بلداننا العربية الشقيقة شاهده في هذا الموضوع ، لذلك نكرر. أن الشعب اليمني أمامه فرصة عظيمة وتاريخية قد لا تتكرر ولا تعوض في سبيل نيل الاستقلال الحقيقي وامتلاك أسباب القوة والبناء الحقيقي للدولة بوجود هذه القيادة اليمنية ، التي تسعى كل الدول العدوانية لاجتثاثها والسيطرة علينا من جديد،
هذه القيادة ليست متمردة وانقلابية كما يرددها أعداء الوطن وأذنابهم ، وإنما هي قيادة تسعى لتخليص الوطن من الهيمنة والوصايا وتحرير القرار السياسي للوطن من الارتهان للخارج.
كما يجب على الجميع يجب أن يفهم أن أمريكا تسوق (الديمقراطية) التي تمارسها تمارس شكلا فقط ، لأنهم يعلمون جيداً أن معظم الأحزاب السياسية مخترقة من قبلهم ويديرونها هم بأجهزة استخباراتهم، وبالتالي فإن كل هذه الأحزاب ليس لها مشروع ولا يمكن أن تبني دولة قوية أو تحقق تنمية اقتصادية حقيقية أو تسعى إلى امتلاك الخبرة العلمية والتكنولوجيا والتصنيع المدني والعسكري، فلا تصدقوا هذا الهراء والتحايل باسم الديمقراطية.
يجب على كل الشعب اليمني أن يفكر جيدا بعيدا عن الأنانية والمصالح الضيقة ، بهذه الفرصة التاريخية التي سنحت له بقياده يمنية ليست تابعة أو مخترقة من هذه الدول الإقليمية والدولية ، كما يجب علينا جميعاً الاحتشاد حولها ودعمها والتضحية بكل غالٍ ورخيص في سبيل التصدي لهذه الهجمة الوحشية وبناء دولة يمنية قوية غنية مستقلة ،حتى لو تعرضنا للحصار الدائم من الدول الإقليمية والدولية ، فمن الطبيعي أن تلجأ هذه الدول العدوانية رمز الظلم والاستكبار إلى فرض ذلك الحصار إذا فشلت عسكرياً ، والتجارب ماثلة أمامنا في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول قد حصلت للدول كثيرة عندما قامت هذه الدول بالمطالبة بحريه قرارها السياسي.
في الأخير أتمنى أن يفهم كل يمني ما يدور حوله ويتفكر في هذه الحرب.الدائرة الظالمة. ولماذا تتكالب كل هذه الدول علينا وتنفق. مئات المليارات من الدولارات في هذه الحرب، وإن شاء الله سوف يكون النصر حليف هذه القيادة الشجاعة وحليف الشعب اليمني العظيم الصامد وبكل اقتدار وبكل صلابة وصبر وشجاعة منقطعة النظير في هذه الحرب.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير .

قد يعجبك ايضا