العشر التي أغضبت النبي في قبره

نبي الرحمة في زمن العدوان

أحمد السعيدي

لو عاش اليوم  بيننا نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، لو شاهد ما تمر بها امته من حروب و قتل وتنكيل،  لو كان حاضراً في زمن العدوان الذي دمر بلاداً إسلامية وقتل أطفالها ونساءها والضعفاء، فيها من المسلمين أحبابه الذين آمنوا به ولم يروه ,
لو كان حاضراً بيننا ليرى حروب المسلمين في بلدانهم وقتل بعضهم بعضاً والتكفير الجماعي الذي يفتي به من يعتبرهم الناس علماء المسلمين وورثة الانبياء في هذا الزمان, لو حضر نبي الرحمة اليوم لتغير وجهه واشتد غضبه وحزن كثيراً على أمته الإسلامية التي يباهي بها الأمم يوم القيامة ولازداد حزناً وألماً على مخالفة سنته وشريعة المسلمين الحقة، فالمسلمون اليوم يحاربون إخوانهم المسلمين بأساليب قذرة ووحشية لم يسنها النبي في حروبه على الكفار والمشركين ومن هذه المخالفات التي أوجعت النبي وخالفت نهجه وسنته لو كان حياً بيننا .

* قتل الأطفال والنساء والشيوخ وإخافة الــــناس وتدمير مساكنـــهم ومقدرات بلدانــــهم ,
فهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل غزواته وسراياه كان يوصي أصحابه بالرحمة وعدم الايذاء وترويع الآمنين واعتبر فتح مكة يوم المرحمة بدلاً من الملحمة ووصيته الشهيرة شاهدة عليه يوم منح راية الإسلام في إحدى الغزوات الإمام علي بن أبي طالب وأوصاه بأن لا يقتل شيخاً ولا طفلاً ولا امراة ولا راهباً في صومعته ولا يكسر شجراً ولا يهدم حجراً ولا يفزع الآمنين.
*قتل الاسرى والتمثيل بأجسادهم بكل طرق الوحشية التي نهانا الاسلام عن فعلها مع الحيوانات فكيف ببني البشر وبطرق لم يفكر فيها اليهود والنصارى في قتل المسلمين، لكن المحسوبين على المسلمين ابتدعوها وشرعنوها في قتل بعضهم بعضاً، فهناك مسلم يموت ذبحاً بالسكين وآخر حرقاً بالنار وثالث تفجيراً ورابع سحلاً و…..و……و….. الخ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل غزواته وسراياه لم يقتل أسيراً بل تعامل معهم بأروع المعاني الإسلامية التي جعلت بعضهم يعتنق الإسلام ولم يمثل بجسد أحد من المشركين ونهانا عن التمثيل بجثامينهم وإن كانوا مشركين أكثروا من قتل المسلمين فكيف بمسلم يتم تقطيعه كما الحيوان.
*علماء ومشايخ يفتون بتكفير وقتل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بلا ذنب اقترفوه سوى رغبتهم في الحياة دون خضوع وركوع لأحد من الطواغيت والمتكبرين .
ولنا في قصة أسامة بن زيد عبرة وآية عندما قتل مشركاً بعد أن نطق الشهادتين فبلغ النبي عليه الصلاة والسلام الخبر فغضب النبي لهذا الموقف وعاتب أسامة بقوله (( هلا شققت على قلبه)) لتعرف أقالها لينجو من الموت أم قالها صدقاً وايماناً بما يقول وأخبره بأن الشهادتين تعصم دم قائلها وعرضه وماله لتبقى سنة خالدة لكل المسلمين حتى قيام الساعة.
*حصار المسلمين الشامل في أرزاقهم ومعيشتهم وقطع كل أسباب الحياة في أوطانهم فلنا في غزوة خيبر موعظة عندما أشار أحد الصحابة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسيطروا على بئر الماء التي يستقي منها هؤلاء المشركين ويقطع عنهم الماء حتى يستسلموا بسرعة، فغضب النبي وتغير وجهه ورفض الفكرة وقال إن فيهم الضعيف والطفل والنساء ،فلا يجوز حصارهم هكذا تعامل مع الكفار فكيف بمن يستهدف خزانات ومشاريع المياه وناقلات الغذاء وأبراج الكهرباء الخاصة بالمسلمين.
*موالاة الكفار والاستعانة بهم في قتال المسلمين وشراء أسلحتهم وكسب خبراتهم في استهداف دولة إسلامية أخرى وقتل أهلها وتشريدهم وإخافتهم فهو صلى الله عليه وآله وسلم من أنزل عليه قول الله تعالى ((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حآد الله ورسوله ولو كانوا آباؤهم أو أبناؤهم أو عشيرتهم ….))
وقوله تعالى  (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ….))والنبي لم يكن موالياً للكفار وعلم صحابته الكرام وأهل بيته أن العزة لله ورسوله والمؤمنين ولا حاجة لنا في موالاة أعداء الإسلام فهم أذلة على أن ينصروا مسلماً.
*استقبال الكفار والترحيب بهم في أطهر بقاع الأرض ومنع المسلمين من الحج,,, فبعد أن أنزل الله تعاله قوله  (( يا أيها الذين ءامنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم )) .
أصبحت قبلة المسلمين للمسلمين ولم يشرع الله لنبيه الكريم أن يمنع مسلماً من أداء فريضة الحج، كما فعل هؤلاء مع إخوانهم المسلمين في اليمن وحتى المنافقين وعلم النبي صلى عليه وآله وسلم بنفاقهم إلا أنه لم يمنعهم من أداء فريضة الحج ووكل سرائرهم إلى الله.

*تحالف عربي مسلم لمحاربة المسلمين ، فلو كان نبي الرحمة حاضراً لأنشأ هذا التحالف ضد إسرائيل واستعادة القدس الإسلامية من اليهود الغاصبين ,,,
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لبى نداء القبيلة المسلمة التي طلبت منه النصرة ممثلاً قول الله تعالى (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) أما هؤلاء فتحالفهم لقتل المسلمين وتخريب أوطانهم وتشويه صورة الإسلام وحماية مكتسبات اليهود النصارى والحرص على مصالحهم.
*التفريق بين المسلمين وإثارة الفتن في الدول الإسلامية ونشر الطائفية والعصبية في المنطقة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم انتهج قول الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)) فانطلق عليه الصلاة والسلام ليصلح بين الأوس والخزرج ويواخي بين المهاجرين والأنصار وجمع كلمة المسلمين ووحدة صفهم بعون الله أما المحسوبون على الإسلام اليوم فقد دعموا جماعات لقتال أخرى وأحزاب وطوائف ضد أخرى في مختلف بلدان المسلمين.
*تشويه الإسلام بالبدع والمخالفات فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعي جيداً قول الله تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) فحذر عليه الصلاة والسلام من الذي يتحدث عنه كذباً متعمداً فليتبوء مقعده من النار أما المتطرفون اليوم فقد اخترعوا الأحاديث لتشويه الإسلام بأعمال ابتدعوها كالذبح والقتل بكل وسائل الوحشية بدعوى أن الإسلام دين السيف والسكين والباروت

*أشداء على المسلمين رحماء على اليهود والنصارى فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسله الله رحمة للعالمين ابتدأ بالمسلمين فهم أحق بالرحمة من غيرهم فكان المسلمون في زمانه يرحم بعضهم بعضاً ويشعرون بأوجاع إخوانهم المسلمين أما اليوم فنشاهد عزة الدول الإسلامية المهيمنة على إخوانهم المسلمين فقط أما الكفار فيسارعون فيهم لإرضائهم وتصدير النفط لهم ودعم اقتصاداتهم وإنفاق المليارات في مشاريعهم التي لا تخدم الإسلام والمسلمين بينما المستضعفون من أبناء الإسلام يموتون جوعاً ومرضاً وقهرا ،،،،،،
تلك عشرة أحداث في حاضرنا اليوم أغضبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبره وخالفت سنته وابتدعت وابتعدت عن شريعة الله التي وضحها رسوله الكريم في حياة المسلمين فيا ترى متى يعي هؤلاء أن عظمة دين الإسلام تكمن في تصرفات المسلمين أنفسهم وتشويه الإسلام ينتهجه الغرب عبر عقولهم الضيقة.

قد يعجبك ايضا