ترهقهم الذلة
كشفت ثورات الربيع العربي التي شهدتها بعض الدول العربية ومنها بلادنا اليمن.. عورات من يدعون الوقوف إلى جانبها ومن يزعم مناصرة ومساندة أبناء شعوبها في تحقيق ما يتطلعون إليه من التغيير والعدالة البشرية أن الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت تقريب المواقف العربية وكسب ولاء حكامها ليس حبا بالعرب وإنما لتحقيق مصالحها الذاتية على المنطقة العربية وأنها لم تفكر إلا بمصلحتها حتى ولو كانت مع الشيطان.. فالحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن الأذهان أن ثورات الربيع العربي قد تسببت في إرباك الأمريكان وجعلهم يأخذون ما يشبه موقف الحياد الظاهري والتصريحات المتعددة الأوجه من معظم الثورات العربية السلمية خصوصاً بعد انتصارات تلك الثورات الجماهيرية عكست إراداتهم في مطالبهم الثائرة على الأنظمة الفاسدة.
وما تقوم به المملكة العربية السعودية من عدوان سافر على بلادنا اليمن وأبناء شعبنا اليمني منذ أكثر من تسعة أشهر ما هو إلا حرب عدوانية سعودية بامتياز أمريكية تم إعلانها من البيت الأبيض الأمريكي واتفاق سعودي أمريكي على مصالح استراتيجية وطبيعية على أرض بلادنا بذرائع حماية الشرعية لشعبنا ممن تداعوا الحرب على بلادنا الذين أفسدوا شرعيتهم في السلطة خلال سنوات التغيير منذ العام 2011م.
لكن هيهات فما كل ما يتمناه المرء يدركه .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فالصمود الأسطوري اليمني.. والانتصارات المتوالية للجيش واللجان الشعبية على كل المحاور والجبهات والحدود اليمنية السعودية والخسائر في الأرواح والمعدات لقوى عدوان التحالف السعودي الأمريكي أكدت للعالم أن النصر حليف أبناء شعبنا اليمني العظيم.
لقد قلب الصمود اليمني في وجه العدوان وتحالفاته موازين المعادلة على أرض الميدان لتجد قيادة العدوان السعودية في ورطة في حربها ضد بلادنا وشعبنا أظهر حقيقتها العدائية وتمويلها بالمال أجندة من بين أبناء بعض شعوب ثورات التغيير لإقلاق الأمن والاستقرار وزرع الفتن والطوائف للتصادم بين أبناء الشعب الواحد.
وما كانت تسعى إليه السعودية وأمريكا في حربها على اليمن هو امتداد لما فعلته في بعض البلدان العربية في مصر والعراق وسوريا وليبيا.. لكنها لم تنجح في بلادنا وأبناء شعبنا لخصوصياتهم وإيمانهم بقيم الولاء الوطني ومبادئ الكرامة والحرية والاستقلال وعدم الخضوع أو الوصاية الخارجية وعدم الانجرار وراء المصالح.. باستثناء العملاء والمرتزقة لبعض القوى والأشخاص..
ومن هذا الصمود البطولي لشعبنا أمام هذا العدوان وتحالفاته خلال هذه الشهور الماضية من العدوان النموذج الأروع للفداء والتضحيات الوطنية وتعاملهم الراقي لدولة القانون والمواطنة المتساوية على أسس الحفاظ على الحريات الفردية والاجتماعية وشرعية مستمدة من الدستور المدني كمنظومة اجتماعية لمسيرة الحياة الديمقراطية والسياسية تجعل نظام السلطة والحكومة في خدمة الوطن والشعب .. يمكن الاستغناء عنهم إذا أخلوا بوظائفهم ومهامهم الوطنية أو خانوها.
ومع كل هذه الانتصارات اليمنية للجيش واللجان الشعبية وأبناء الشعب اليمني عامة أمام العدوان ومرتزقتهم من الداخل يمكن القول أن كل هذا التحالف ومن تعاطف معهم وأيدهم في عدوان بلادنا وشعبنا.. قد نكسوا رؤوسهم أمام قوة وصلابة وصمود شعبنا ترهقهم الذلة.. وأصبحوا اليوم في موقف محرج ومخز أمام العالم وأمام أبناء شعوبهم.
كما هي نفس المواقف أيضا لبعض القوى والأحزاب المؤيدة والداعمة لأولئك الغزاة أمام شعبنا وخصوصاً المتواجدين في أرض الرياض.. نقول لهم آلا تخجلون من العار والمذلة ومن أن تصيبكم لعنات شعبنا ودعاء الأرامل والثكالى واليتامى.. أو لم تكونوا في غنى عن هذا الذل والهوان والخيانة وتطورت مسيرة خاتمتكم السياسية الشنعية سنوات وقد أصبحتم في أرذل العمر لتتوجوها بالخيانة .. حبا للمال النقدي السعودي الذي أوصكلم إلى هذا المكان.