العدوان الهمجي تسبب في نزوح آلاف الأسر وأغلب النازحين من صعدة

لقاء/محمد القيري

استقبلت مديرية السبعين بالأمانة الآلاف من الأسر النازحة من أبناء اليمن نتيجة العدوان الهمجي الغاشم من قبل السعودية وحلفائها سواء بقصف الطائرات أو بإشعال الحرب في بعض المحافظات من قبل المرتزقة داخلياً وخارجياً.
حول وضع الأسر النازحة إلى مديرية السبعين بأمانة العاصمة التقينا بالأخ الدكتور محمد عبده الحماكي مدير الوحدة التنفيذية لاغاثة النازحين بمديرية السبعين.. فكانت الحصيلة التالية:

*هل لكم أن تحدثونا عن وضع النازحين في المديرية ودور الوحدة التنفيذية؟
قمنا بتسجيل النازحين والمتضررين من العدوان من جميع محافظات الجمهورية حيث وأن العاصمة هي المأوى الوحيد من عدن إلى صعدة ومن المهرة إلى الحديدة.
والأسر التي تم إدراجها بشكل رسمي أكثر من 20 ألف أسرة تم ادخالها بصورة رسمية إلى مركز المعلومات وتم الرفع بها ومناشدة المنظمات العالمية لاغاثتهم وثلاثة أضعاف الرقم المذكور مازالوا قيد التسجيل.. وقد يطرح مسؤول هنا: لماذا 20 ألف تم تسجيلهم ؟! مقابل 60 ألف لم يسجلوا ؟! وذلك لقلة الامكانات التي تواجه الوحدة فالجهود جيدة وأكثر من ممتازة بقيادة الأستاذ القاضي عبدالوهاب شرف الدين مدير الوحدة.
وبسبب قلة الدعم نواجه صعوبة كبيرة في النفقات والأجور والمواصلات وما إلى ذلك لأن المنظمات العالمية والمفوضية تتعامل ببطء شديد والنزوح إلى أمانة العاصمة يتزايد وبشكل مخيف وسريع وكلما طال أمد العدوان وظهور جبهات جديدة للقتال مثل مأرب ولقربها من الأمانة نلاحظ بأن في إحدى المديريات والتي أنا مسؤول عنها وهي مديرية السبعين في خلال شهر واحد بلغ عدد المسجلين من النازحين أكثر من أثني عشر ألف أسرة أي أن الذي سجل اسمه كنازح قبل ثلاثة أشهر يحين دوره كل ثلاثة أشهر لاستلام المواد الاغاثية لكننا نتعامل مع النازحين بوضع حساس وشفاف أي أن الحالات الطارئة التي تستدعي سواء الغذاء، الدواء، الإيواء.. الخ المسكن نقوم بتلبية حاجاتها فوراً، قد يسأل السائل بأن المنظمات طفيفة التعامل والوحدة كثيرة التعامل مع النازحين يشعر بأن الوحدة بطيئة التعامل وذلك للعدد المهول والكبير والتسجيل اليومي المتواصل على مدار الأسبوع يجعل الوحدة التنفيذية في محل العاجز لتلبية احتياجات الناس جميعاً فلو نظرنا إلى أهالي صعدة سنرى فيهم العجب العجاب والدمار الذي حل بهم لا يخفى على عين بشر وهم بشكل كبير جداً وهم نازحون لدينا في المديرية، وإذا نظرت إلى مأرب فقصتها طويلة تقربها من الأمانة فترى مناطق التمركز لهم بشكل كبير جداً جداً في مداخل صنعاء ومنها الحثيلي ودار سلم وحزيز وما إليها والبيضاء وأجزاء وكذلك النازحون من الجوف وتعز وعدن والبيضاء وأجزاء من إب لو فتحنا المجال للتحدث عنها لأخذت صفحات.
والقصص المأساوية للنازحين كبيرة جداً والذي رأيناه بأم أعيننا لأصحاب مدينة ذباب والمخا من المهندسين العاملين في قطاع الكهرباء والذين هم الآن على عاتق الوحدة التنفيذية وخاصة مديرية السبعين، ونحن الآن عاجزون عن تلافي القصور حيث لم يقدم لهم إلا الأشياء الرمزية.
*ما هو الذي قدمته الوحدة التنفيذية لهؤلاء النازحين والمتضررين؟
– قدمت الوحدة التنفيذية والتي نحن نمثلها معونات كبيرة للنازحين في جميع المديريات بالأمانة عن طريق الوحدة التنفيذية مثل المساعدات الغذائية والسلل الغذائية القمح، الدقيق 25 كجم، السكر، الأرز، وبقوليات .. أيضاً المواد الإيوائية مثل الفرش والبطانيات وأدوات المطبة مثل الأواني وتنور الغاز وما إلى ذلك، أيضاً معالجة جميع النازحين من الأمراض والجروح والأمراض المزمنة كالسكر والضغط، القلب، الفشل الكلوي” وذلك بإرسالهم إلى المستشفيات الحكومية الكبيرة بعد التنسيق معهم للعلاج مجاناً وكذلك حالات الولادة سواء كانت ليلاً أو نهاراً وكذلك توزيع الملابس.
*هذه المساعدات والمواد وكما ذكرتم سابقاً أن المنظمات متباطئة فمن أين حصلتم عليها؟
– تعتبر المساعدات هذه كاملة والتي تم توزيعها مبادرة مجتمعية داخلية محلية من تجار وفاعلي خير وكذلك البسيط جداً من المنظمات الدولية، أما المنظمات المحلية هي كثيرة ولكنها لا تعمل شيئاً وكلما طالبنا الشؤون الاجتماعية والعمل عنهم وعن دورهم في المجتمع وكأننا نبحث عن سراب.
*كيف تعاملتم مع النازحين من داخل الأمانة الذين نزحوا من بعض الأحياء مثل نقم، عطان، الحصبة، الجراف، وغيرها إلى مديريتكم؟
– هم في قانون الوحدة التنفيذية متضررو حرب قُمنا فور نزوحهم باستقبالهم وفتح المدارس لهم وإيوائهم فيها وتوفير متطلبات الحياة كاملة.
أي أن النازح داخل المدرسة لا يخاف على نفسه من شيء إلا من الصواريخ الموجهة من طائرات العدوان أو غيرها فقط، فقد تم دعمهم بالغذاء والدواء والمواد الإيوائية والكوادر الإدارية في الجانب الصحي والبيئي والنفسي والأمني، وجميع ما تتطلبه مخيمات النازحين، وقد استمروا في تلك المدارس وتم وضع خطة لهم سميت بإعادة التأهيل أي أننا نقوم بتوفير جميع ما يلزم للنازح لفترة شهر إلى شهرين وبعدها يتم الدفع برب الأسرة للبحث عن عمل وإيجاد له عمل، أي بمعنى الذي كان معه عربية تم شراء عربية ودفع إلى ميدان العمل وكل المبالغ التي يجنيها له ونقوم بمنعه من التصرف مما كسبه أي أنها تكون مدخرة له يعني نحن نوفر له أكله وشربه ومأوه هو وأسرته وبعد فترة شهر أو شهرين كما ذكر سابقاً يتم دعمهم بسلة غذائية محترمة ومواد إيوائية أي بمعنى فرش بيت كامل وإعطائه مبلغاً لا يقل عن 40 ألف ريال أي أنه الآن يستطيع مقاومة أو معايشة الحياة كما كان عليه قبل الحرب.
*كيف تتعاملون مع العدد المهول من الأسر النازحة والتي على عاتق الوحدة ولم يشعر بها أحد اليوم ؟ وما دور المنظمات العالمية وهل يتم الرفع لها من قبلكم؟
– أخي العزيز كما ذكرت لك أنفاً نتعامل مع النازحين بالتسجيل والحالات الطارئة نقوم بدعمها من جميع الجوانب.
أما من ناحية المنظمات العالمية فيتم إرسال قاعدة البيانات بشكل أسبوعي والبرقيات المستعجلة بشكل يومي، هم يتوقعون كما الشعوب الباقية إذا ما قامت فيها حرب قام المواطنون بالهروب من تلك الدولة التي فيها حرب إلى دولة أخرى والأمثال على ذلك كثيرة وعدد ولا حرج.
الشعب اليمني غير ذلك تماماً أضرب لك مثالاً: أنت اليوم في أمانة العاصمة وإذا باتصال هاتفي من قريتك يقول بأن أهلك في القرية دخلوا في مواجهات دامية فالعقل اليمني والفطرة دائماً يميل إلى إغاثة القريب والصديق قبل أن يفكر أن هناك مواجهات مسلحة وعندما تسأله يقول أهلي وما حد يترك أهله وقت المصائب.
أي أن الشعب اليمني برغم المحن والمصائب يظل متماسكاً لا مجال للهرب أمام المجتمع اليمني الذي يظل متماسكاً فهو مجتمع كبير أصوله ضاربة منذ آلاف السنين، صدر العروبة والعرب إلى جميع الأقطار، صدر الكرم والرجولة أثناء المحن والدليل ما نحن عليه اليوم.
إن العالم يتفرج على هذا الشعب المظلوم ولكنه لازال صامداً صابراً يعطي الذي يمتلك للذي لا يمتلك ويعالج الدكتور المريض وهناك أمثال كثيرة في الإثيار.
*ما هي خططكم في المديرية مستقبلاً لاحتواء هؤلاء النازحين والذين هم من أبناء جلدتنا؟
– معاينة أحوالهم من جميع الجهات ثم بعون الله تعالى رفع الخطة لمدير الوحدة التنفيذية بأمانة العاصمة عبدالوهاب شرف الدين والذي لا يكل ولا يمل في خدمة النازحين والمتضررين من هذا العدوان الغاشم وفي دعمنا كمدراء للمديريات بسعة صدر وتعامله الإنساني البحت يجعل منه قدوة لنا ويعلم الله أننا نعمل لوجه الله تعالى كمتطوعين في خدمة هذا الوطن والمواطن في هذه الأيام فالذي لم يقف في هذه الأيام مع وطنه ليس منه رجاء في الأيام القادمة.
نرجع إلى ما ذكر أنه يتم الرفع للأخ المدير بالخطة لـ2016م وهي كبيرة وواسعة ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا في تنفيذها رغم الصعوبات والعراقيل التي نواجهها، وقد تسأل ما هي الخطط التي تم وضعها لاحتواء هذا الموقف ؟! فهي كالتالي:
سيتم بعون الله تعالى اطلاق المبادرات الداخلية للمجتمع اليمني في الحارات بمعنى جمع ولو حتى بطانية من كل بيت يستطيع تقديمها كذلك جمع تبرعات من أصحاب المحال التجارية الصغيرة كل حسب استطاعته ورغبته من المواد الغذائية ولو بقصعة فول من شأنها تحقيق رفع المعاناة، وهذه سوف تتم بواسطة شباب متطوعين وعبر أعضاء المجلس المحلي وعقال الحارات، وأيضاً سيتم زيارة كبار المكلفين من التجار وأصحاب المصانع والمؤسسات بشكل شخصي وشفاف ودقيق مني أنا لدعم النازحين.
ومن خلالكم نناشدهم مناشدة الأخوة واللحمة التي ننتمي إليها جميعاً بأن يدعموا أخوانهم المتضررين والنازحين من الحرب ونحن على استعداد لأن نترك لهم المجال بحرية لمساعدة النازحين بشفافية ليس علينا إلا تقديم الكشوفات وأسماء الأسر وهم يقومون بتقديم المساعدات لهم يداً بيد لكي لايكون هناك أي تخوف أو قلق من مصير هذه المساعدات أو اطلاق العبارة الناشزة بأنه يتم توريدها إلى الدعم الحزبي والكلام الفاضي وغير المسؤول على أخواننا المجاهدين الذين يستحقون منا كل الدعم وما إلى ذلك لكننا عاجزون عن الدعم الداخلي الذي تحت إدارتنا.
إلى ذلك ستيم اطلاق العنان للبرامج التلفزيونية والتقارير الصحفية والتي أنتم الآن بصددها لجميع القنوات الإعلامية وكل من أراد السؤال عن النازحين فنحن نعمل تحت شعار “لا عنصرية لا حزبية لا طائفية لا مناطقية” الوطن للجميع.

قد يعجبك ايضا