المكتبات تشكو الجفاء!!

 
تحقيق/ هيثم القعود
يوم بعد يوم يتضاءل الإقبال على المكتبات حتى أصبحت كهوفاً خاوية لا يكسوها إلا غبار القطيعة والجفاء , فضيوفها لم يعودوا كالسابق بسبب عوامل عدة أهما الأوضاع الحالية . فالمكتبات بمثابة منابر الثقافات والعلوم وذخيرة كل قارئ يحفظ فيها التراث الثقافي الإنساني الحضاري وتعمل على تربية جيل مثقف واع , وبحسب تعريف اليونسكو للمكتبات العامة أنها تهدف بشكل أساسي إلى إتاحة فرصة الثقافة المستمرة لأفراد المجتمع في بيئة تتمتع بالحرية بدون مقابل , ولذلك تعتبر المكتبات مركزاً للحياة الفكرية والثقافية في المجتمع المحيط من خلال توفير ما هو ملائم من مصادر المعلومات المختلفة من أجل التنمية الثقافية للمواطنين والمساهمة في تطوير هم علمياً ومهنياً واستغلال أوقات الفراغ في الأنشطة والمجالات العامة , في سياق هذا الاستطلاع آراء وانطباعات لأصحاب المكتبات ودور النشر وما هي الصعوبات والمعوقات والحلول أيضا لتعميم ثقافة القراءة بين أوساط المجتمع تجدونه في أدناه :
تتأهب للرحيل
(عادل القحطاني) صاحب مكتبة الوسطية بجوار حي الجامعة الجديدة بدوره قال : إن المكتبات تشهد عزوفاً كبيراً والقراءة تكاد تكون منعدمة تماما ً نتيجة الأحداث الحالية بالبلد .. حيث كان الإقبال على المكتبة من قبل القراء قبل تلك الأحداث جيد الحضور أما الآن نستطيع أن نقول إن المكتبات باتت تحتضر وتتأهب للرحيل إذا ما كان هناك مشاريع فكرية وثقافية تعيد إنعاش مفهوم الكتاب بدلاً من إشغال الناس بالأمور المعيشية والانغماس نحو القيل والقال الخاصة بالسياسة. وعن نوعية الكتب الأكثر شراء خلال هذه الفترة أوضح ( عادل ) : إن كتب التنمية البشرية لها إقبال لافت من قبل الشباب , وأيضا الكتب الخاصة بالمرأة والطفل .. ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة نحاول أن يظل سعر الكتاب على ما هو عليه , بدلاً من مواكبة الوضع وارتفاع الأسعار .
كتب التاريخ والروايات الأكثر مبيعاً
أصبح الإقبال على الكتاب متضائلاً جداً بالنسبة لهذه الأيام , ولكن سنظل مناضلين وخداماً لخدمة الكتب والعلم والثقافة هكذا هي كانت ردة فعل ( أحمد مهيوب ) العامل بمكتبة الإرشاد بمنطقة التحرير حيث أكد : إن كتب التاريخ والقصص والروايات هي الأكثر مبيعاً لدى الجمهور بالرغم من قلة القدرة الشرائية للكتاب لعدة عوامل أهمها انعدام الكهرباء لأشهر متواصلة .. ولمح بالقول إن : سعر الكتاب بات اليوم أرخص مما كان عليه مقارنة بالسابق , ولهذا نحاول جاهدين أن نستمر في نشر المعرفة .. وعن سبب توقف النشر وطباعة الكتاب أشار أحمد : إلى أنه بسبب ارتفاع سعر الورق والمواد الخام نتيجة المتغيرات لسعر صرف العملة الأجنبية جعلنا نتوقف مؤقتاً حالما تستقر الأوضاع السياسية ستعود الطباعة.
ضعف الإقبال
(وليد السبئي) بائع في مكتبة العلوم الحديثة بحي الجامعة الجديدة: تحدث عن ضعف الإقبال على الكتاب بسبب الظروف التي تمر بها بلدنا ونأمل بتحسنها .. حيث أشار إلى أن هناك كتباً تبيع بشكلها الطبيعي مثل كتب اللغات والطب والتنمية البشرية من قبل طلاب الجامعات , وأصحاب المؤهلات الأكاديمية مؤكداً على أن هناك العديد من المعوقات الجمة منها عدم دخول الحاويات عبر المنافذ الحدودية , وارتفاع سعر العملات الأجنبية .
ثقافة التسطيح
(محمد الحزمي ) صاحب فرع مكتبة خالد بن الوليد للطباعة والنشر بشارع العدل : قال إن الإقبال على الكتاب لا بأس به بسبب عوامل عدة أهمها غياب الإعلام المرئي والمسموع فلذلك نرى أن القارئ يعيقه شيئان : الأول : ” تكلفة الكتاب ” فنجد لدى القارئ حيرة في شراء الكتاب أو بشراء أساسيات معينة للبيت , والثاني وجود ” الكتاب الإلكتروني ” الذي أثر بشكل كبير على شراء الكتاب خصوصاً مع وجود جيل من سن 18 حتى 30 حيث تلك الفئة العمرية يفضلون قراءة الكتاب الإلكتروني وأخذ ثقافة التسطيح والاكتفاء بالمعلومة البسيطة الهشة والمحددة برؤوس الأقلام بدون التعمق في المعلومة أو حتى التأكد من مصدرها وموضوعيتها وهذه الأسباب كلها ترجع لظهور وسائل الإعلام الجديدة ووجود مواقع التواصل الاجتماعي .
ويضيف محمد : لابد من وجود دور تكاملي للمكتبات مع الصحافة والإعلام والمواقع الإلكترونية من خلال تعيين مساحات إعلانية للكتب وتعريفها للقارئ , وأيضا يكمل الدور مع وزارة التربية والتعليم في عمل بازارات مدرسية وتعيين كتاب الشهر داخل المدرسة لتشجيع الطلاب على القراءة , نفس الحال يكمن أيضا تطبيقها على الجامعات والمبادرات الشبابية .
طباعة الكتب
وبخصوص سعر الكتاب وانعكاساته أشار : إلى ن الكتاب المطبوع حديثا له سعره الثابت , أما الكتاب القديم فنحاول بقدر الإمكان أن نخفض من سعره الأصلي .. مضيفاً: أن طباعة الكتب خلال هذه السنة لا تتجاوز (30) كتاباً والسب يعود إلى غلاء المواد الأولية , أما مقارنة بالأعوام الماضية فكان لا يمر العام الواحد حتى نطبع على الأقل( 100) عنوان في مختلف الثقافات والعلوم تتمحور جميعها بين إعادة الطباعة , وطباعة الكتب الجديدة .. حيث دورنا كمكتبة توفير الكتاب بسعر مدعوم , وتوفير نقاشات حول كتاب معين , وأيضا إقامة بعض الحلقات النقاشية في الهيئة العامة للكتاب حول (الكتاب) ومشاكله في اليمن بين المؤلف , والناشر , والقارئ .

قد يعجبك ايضا