” اشتي أتفاءل بس مش قادر ” ..!!
عبدالله الصعفاني
* كما لم أتفاءل بمؤتمر ” تبّة” موفنبيك لأن أعضاءه باعوه بمائتي دولار في اليوم ليخرجوا لنا بذلك المنتج البائس ، لم أتفاءل بتلك الجولة الخارجية سيئة السمعة التي تمخّضت عن مسودة دستور تمزيقي منفلت صاغته لجنة أكثر بؤساً منه .. لا أجد ما يبعث الأمل في أروقة اجتماعات البلدة السويسرية الخاصة بالمفاوضات وقيل بالمشاورات .
* أما لماذا فليس في الأمر أي سير على منهج التطيّر، وإنما لأن لا شيء ينتظر ، ثم أن الغراب يرفض أن يقول خيراً ولو حتى لنقول له وأين الخير ..!
* ألا ترون كيف تعاطى وفد يمانية الخارج مع أفكار إيقاف الحرب وفك الحصار والإفراج عن الأسرى والمختطفين كأبجدية ينتظرها اليمنيون وينظرون إليها كحجر الزاوية في أي رغبة لبناء الثقة والتهيئة لإيقاف حالة الصراع والاحتراب ولجم دعوات التمزيق والتشظّي وعدم إعطاء أي غطاء سياسي للتطرف والإرهاب ؟ ثم كيف يمكن لعاقل أن يتفاءل وهو يرى الحديث عن الهدنة مجرد تغطية لتصعيد أكبر في جبهات العدوان بل والترتيب لذلك على أرفع المستويات ..!
* وشيء أشبه بالضحك في بيت العزاء أن يقول المبعوث الأممي ورئيس فصل مدرسة المشاغبين في حوار سويسرا بأن على كل طرف أن يرفع كشفاً تفصيلياً بخروقات الطرف الآخر إلى اللجنة التي ستشكل بإشراف الأمم المتحدة .. شوفوا الهناء الذي تعيش فيه اليمن..!
* بالذمة .. هل هذا كلام يا ابن الشيخ الموريتاني ؟ وبالعدل هل هذا منطق يا ابن ” كي مون ” الكوري ، وأي معنى للحديث عن خرق الهدنة إذا كانت الهدنة لم تنفذ أصلاً لا في السماء ولا في الأرض .. لا في البحر ولا في اليابسة ..!
* أريد أن أتفاءل بس مش قادر ، لأن الحديث عن فك الحصار عن اليمن سيفك الحصار عن تعز وعن صعدة وإخراج أسرى ومعتقلي الجميع يتصدر أي مسعى لبناء الثقة ، وبه سنرى كل أحبائنا المعتقلين بيننا.. الصغير والكبير والنص نص هو الدليل الوحيد على حسن النوايا .
* وعلى ذات الرصيف سيكون جيداً لو تحرر أهل السياسة والكلمة من أغلال التبعية إلى فضاء المسؤولية الوطنية والأخلاقية ، فلقد فاض كيل الفجور في الخصومة ,وكيل الشتائم والكيد والغيبة والتنابز واحتقار الآخر القريب وكأنهم يستحضرون المثل ” أبي ما يقدر إلا على أمي ” ..!
* ومن جديد .. سجّلوا وعلى مسؤوليتي بأنني غير متفائل باجتماعات البلدة السويسرية ومطبخها الأممي العامر بأدوات التضليل والخداع وكروت الدفع المسبق ، مالم نرتق كيمنيين فوق حالة الارتهان لتلك التصورات التي أفشلت مؤتمر الحوار بذات الشخوص من مقطوعي الصلة بقيم الوطنية والوحدة ، المرتبطين بحبل سري مع الأوجاع المناطقية والطائفية التي أفشلت مؤتمر الحوار وحرفته عن مساره الوطني وراق لها كل هذا الدمار ، وها هو يردد لسان حال المنطق المنحرف ” عليّ وعلى أعدائي ” ومرادفه في العدمية ” أقتلوني واقتلوا مالكاً معي “..!
* أريد أن أتفاءل لأنني أرى الوطن بعيون أطفالي وأطفال كل المتحاربين وكل الأبرياء .. ولكن كيف ومن يبحثون عن أوطان بديلة مناسبة لم يسألوا أنفسهم بعد .. كيف يكون الواحد منهم المواطن المناسب ، وكيف يعامل وطنه جغرافيا وبشرا بما يستحقه وطنه عليه وليس بالذي فيه من أخطاء وحماقات أو حتى تغوّل ..؟!
* وأما بعد, القول بأن أعظم المصائب أن يموت في صدور النخب والوجاهات السياسية والجهوية الخوف من الله ، ما زلت أتمنى بأن أتفاءل لكن ذلك سيبقى مرهوناً بأن يتوقف كل مختطف للقرار اليمني عن إنكار فضيلة الاستغفار والتسبيح والصلاة على رسول الله إلا عندما يرى القتل والتدمير ..!
* نعم هناك من لا يحفظ من التسبيح إلا التسبيح البائس اليتيم .. ” سبحان من خلق الدعممة “..!!