أحمد لقمان …
ن ………….والقلم
بعض الناس من أول وهلة يدخلون إلى نفسك وبدون إذن , فتفتح لهم في عقلك وقلبك أهم غرف سكناها . بعض الناس من البشر من معدن الذهب , شكلا ومحتوى , بعض الناس لا أبالغ في وصفهم بذلك المعدن النفيس , مقابل بشر صدئة نفوسهم وأشكالهم , وأفعالهم . أحمد لقمان أو الصديق أو زميل النادي المقابل , أو الإنسان الذي بدأ إنسانا وانتهى إلى أن الإنسان أقرب الطرق لإقامة علاقتك بالآخرين , حيث لا تصدأ العلاقة أبدا , مهما كانت كثافة الغبار تغطي القشرة , لكنها لا تصل إلى العمق , ومن أول لمسة تصادفك نفس نقية , لم ولن تصدأ أبداً مهما بلغ سمك طبقة الغبار , حيث الغبار يظل غبارا وينهزم لأول هبة من ريح . عرفت أحمد لقمان مبكراً , ومبكراً أصبحنا أصحاباً , وصار الناس للقمان أصدقاء , من أحمد دهمش , حتى أحمد الشبيبي , وعلي الأشول تلك النفس النقية التي غادرتنا شكلا , وبقيت في نفوسنا عامرة إلى أن يشاء الله , من ينسى علي الأشول ؟ لا يمكن …, وأنا الآن أرى وأسمع وأتابع وألمس ردود فعل الناس من الفيسبوك إلى الحياة عموما , أجد أحمد لقمان كما عرفته شخصيا , وكما خبره الآخرون إنسانا مؤدبا , خلوقا , لا ينسى الآخرين , ولم تهز المناصب قناعاته الإنسانية يوما . عندما يمسكني قلمي من يدي للكتابة عمن يستحقون أن يُكتب عنهم , أجده قلمي الحقيقي , المتحفز , المتوثب , يسيل كما لا يسيل حيال أي موضوع يرفض أن يُجرجر إليه , إلى الأشخاص أو المواقف , وتعجبني عزة نفس الرجل العامة , حيث يدري أين يكون . ويعجبني حبه لهذا البلد المهموم بأبنائه , والموجوع بمن يدعون حبه , وهم يسفكون حياته يوميا , وأحسب أن صديقي وصديق الوسط الرياضي وكل الأوساط , حيث هو سفير الرياضة قبل الشؤون الاجتماعية , فلا يزال سفير الناس إلى قلبه , سفير قلبه إلى الجميع , وعندما أسجل احترامي له , أجد من هذه اللحظة عيون الناس تنضح بالرضى , أن من يستحق , تلتفت له أقلامنا , ليس صدقة , بل استحقاقا يسجل على القلم الذي يدري بأن عليه أن ينصف الآخرين . الإنسان الذي يسكن أعماق أحمد لقمان أراه والمسه في وفائه لأحمد دهمش , ولقمان أيضا كفاءة إدارية خبرناها في الشباب حين كان للرياضة صولة وجولة , وفي البلديات , وإعمار ذمار , وقبلهما الشؤون الاجتماعية , تمتد المسافة إلى نادي الوحدة حيث كان طريقنا معا إلى الشعب , واحسب الآن انه يشرفنا في منظمة العمل العربية وإن كانت الجامعة العربية لا وجود لها , لكنه وجه يمني أصيل أنا شخصيا احترمه , والكثيرون يشاطرونني الاحترام والتقدير لرجل يحترم إنسانية الإنسان , فيسكن قلوبنا .