الثورة / محمد السيد –
قال جمال بنعمر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن¡أن المؤتمر الوطني للحوار سيكون الفرصة الذهبية والوحيدة لإخراج اليمن من أزمته المزمنة¡ وأشار إلى أن «الكرة الآن في ملعب اليمنيين لنقل اليمن إلى مرحلة البناء والتطوير وفق رؤيتهم وتطلعاتهم¡ ليصبح بلدا يتسع للجميع وتسوده قيم المواطنة والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان».
مجددا◌ٍ دعوته لجميع أطراف الأزمة اليمنية للمشاركة البناءة والفعالة في مؤتمر الحوار الوطني¡ الذي سيلتئم يوم 18 مارس المقبل. وأوضح أن الوضع في اليمن تغير بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية¡ بعد ان كانت البلاد على حافة الدخول في حرب أهلية¡ حيث كانت العاصمة صنعاء أشبه ببيروت في زمن الحرب¡ مقسمة والطرق مقطوعة¡ وظاهرة العنف والمسلحين منتشرة.
مشيرا◌ٍ إلى أن اليوم يرى العالم تنافسا بين اليمنيين للمشاركة في الحوار¡ وتركز جميع التيارات السياسية بما فيها الشباب والمرأة على تهيئة رؤاهم وبرامج عملهم لمؤتمر الحوارالوطني غير المسبوق في اليمن والمنطقة.
وقال: على الرغم من أن اليمن يعد ثاني بلد في العالم من حيث انتشار الأسلحة¡ إلا ان الشعب اليمني نجح في التقدم بخطوات حثيثة لتحقيق هدفه في التغيير السلمي الذي خرج من أجله الشباب إلى الساحات. حيث قطع اليمنيون نصف المسافة بعد أكثر من عام على بدء العملية السياسية.
مشددا◌ٍ على أن المهام المطروحة خلال السنة المتبقية من المرحلة الانتقالية جسيمة ومعقدة في ما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني¡ الذي سيعالج قضايا ذات أبعاد وطنية¡ كالقضية الجنوبية¡ وقضية صعدة¡ وصوغ الدستور¡ وإجراء انتخابات.
وعلى الرغم من تأكيد جمال بنعمر¡ بأن اليمنيين اتفقوا من الناحية النظرية على أفضل نموذج لتنظيم مؤتمر الحوار¡ مقارنة مع حوارات دعمتها الأمم المتحدة في دول أخرى.إلا أن الرجل يعترف في نفس الوقت بأنه لاتزال من الناحية العملية هناك تحديات كبيرة.
حيث قال المبعوث الأممي في حوار مع صحيفة الشرق الاوسط”رغم تقدم العملية السياسية في اليمن منذ بداية المرحلة الانتقالية¡ تبقى أبرز التحديات استمرار أعمال تهدف إلى تقويض العملية السياسية¡ بما فيها استمرار انتشار المجموعات المسلحة¡ وتهديد تنظيم القاعدة¡ وضعف سلطة الدولة في بعض المناطق¡ والهجمات المستمرة على أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء¡ وضعف الثقة بين الأطراف¡ واستمرار الحرب الإعلامية.
وأضاف ” إن الإنجاز الأكبر هو نجاح اليمنيين في تجنب الدخول في حرب على طريقة السيناريو السوري. فقد اتفقوا على نقل السلطة بشكل سلمي¡ وعلى نبذ خيار العنف¡ وعلى خارطة طريق مفصلة وواضحة حول عدد من المبادئ والإجراءات والآليات التي ستحكم المرحلة الانتقالية¡ ووفق جدول زمني”.
ولفت بأن خارطة الطريق التي توصل اليها اليمنيون تعد أوضح خارطة طريق لعملية انتقالية في إطار ثورات الربيع العربي. منوها◌ٍ بأن اليمن توصل الى هذا من دون أي إملاء خارجي¡حيث كان جهدا يمنيا بحتا.
ورغم ذلك يعبر بنعمر على تفاؤله بتمكن اليمنيين¡ بفضل حكمتهم¡ من تذليل هذه المصاعب خلال الفترة المقبلة لإنجاح الحوار الوطني وإنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية بموجب الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.
وحول القضية الجنوبية وتاكيدات مجلس الامن على وحدة وأمن وإستقرار اليمن¡ قال المبعوث الأممي” «حاولنا إقناع جميع أطراف الحراك (الجنوبي) بضرورة المشاركة في الحوار¡ وتقديم اقتراحاتهم ورؤاهم¡ بما فيها تلك التي تدعو إلى الانفصال». مؤكدا◌ٍ على أنه ليست هناك أي طريقة أخرى لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية إلا من خلال لحوار البناء والمباشر بين الأطراف.
وبألنسبة للمعرقلين لعملية الانتقال السياسي¡ اكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة¡ على استمرار مجلس الأمن في بذل جميع الجهود من أجل إنجاح العملية الانتقالية¡ وبتنسيق كامل مع دول مجلس التعاون الخليجي.
مشددا◌ٍ على ان المجلس مستعد لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا استدعت الضرورة¡ متمنيا◌ٍ أن لايتم اللجوء إلى ذلك.