عوامل التمكين

عصام حسين المطري

الفرح بما عند الله عز وجل سلوك إيماني أصيل ليجد المرء حظه الجزيل يوم يقوم الأشهاد، فالناس منذ أن خلقوا بمسافرين وليسوا بحاطي رحالهم إلا في الجنة أو في النار، فالجزاء من جنس العمل ولا يلت الله أعمالنا أو ينقصها وأعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة والكيس من دان نفسه وعمل ليوم الرحيل حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فالعلماء الجهابذ قد بينوا للناس بعد الأنبياء والمرسلين طريق الخير وطريق الشر، كما يجب أن نعلم بأن الجنة حفت بالمكاره كما حفت النار بالشهوات وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، والقرآن الكريم حجة لنا أو علينا فيه هدى وشفاء للمؤمنين وهو ميزاننا الوحيد – مع السنة النبوية – الذي نقيس به جميع الأقوال والأنشطة والأفعال ومدى قربها من الله، ونميز من خلاله الغث والسمين والحلال والحرام والصالح والطالح فالله عز وجل كما خاطب العصبة المؤمنة في صدر الدعوة الإسلامية هو أيضا يخاطبنا نفس الخطاب في مثل هذا الظرف القاسي من تداعي الناس علينا مثلما تتداعى الأكلة على قصعتها حيث يطمئننا الله عز وجل في الآيات البينات فيقول عز من قائل:”ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” إلى ذلك فإن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يهيؤ جند الإسلام للنزال والقتال بقوله: “عمل صالح قبل أن تغزوا فإنما تقاتلون بأعمالكم”، فالإيمان بالله الذي يصدقه العمل الصالح عاملان أكيدان من عوامل التمكين زد على ذلك وحدة الجماعة وتآلف القلوب والإخلاص لله عز وجل فقد يكون السبب في عدم التمكين وجود شخص مراءٍ في الجماعة وقد قال في الأثر: “إنما يتعثر من لم يخلص” فالإخلاص لله عزوجل ثوابه عظيم فمن خلاله تفرج الكروب كأصحاب الغار الذي أقفلت بابه الصخرة والقصة معروف روايتها، أضف إلى ذلك من عوامل التمكين التشخيص المبصر للواقع، والتخطيط السليم والدقيق لبلوغ هذا التمكين علاوة على الصبر وعدم الاسراع أو التباطؤ قطف الثمرة فهذا لعمري بعض من عوامل التمكين في هذا الحديث المقتضب آمل أن أكون قد وفقت وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما تصفون.

قد يعجبك ايضا