ثلاث ظواهر مقلقة ومزعجة في أمانة العاصمة !!!

على الرغم أن العاصمة صنعاء هي المدينة الأولى والكبرى التي تشهد هدوءاً واستقراراً امنياً ملحوظاً وهي الوعاء الأكبر لكل اليمنيين من المهرة وحضرموت وسقطرى إلى حجة والمخا، فكل محافظة أو مدينة في بلادنا تشهد عنفاً أو قلاقل أو عدم استقرار أو انفلاتا امنيا فإن العاصمة صنعاء هي المأوى وهي الأكثر أمناً واستقراراً تستقبل الفارين والنازحين والمبعدين واللاجئين من كل المحافظات, فيندمجون مع سكان العاصمة وكأنهم من ساكنيها ولا يتعرضون لأية مضايقة أو نفور أو انزعاج أو تذمر أو سخرية من أي مواطن في صنعاء.إلا أن هناك بعض القضايا والإشكاليات التي تعانيها العاصمة ويعانيها سكان العاصمة التي تتعرض بين الحين والآخر إلى الغارات الجوية السعودية وحلفائها والتوتر والخوف هما السائدان في كل منزل بالعاصمة.
ومن هذه القضايا المزعجة هي ظاهرة إطلاق النار العشوائية الفوضوية في مناسبات الأعراس حيث تستخدم كل أنواع الأسلحة الرشاشة والمعدلات والمفرقعات النارية و (الطماش) بصورة مكثفة ومستفزة ومزعجة ومقلقة لكل بيت, خاصة في أنصاف الليالي ,وكان آخرها وأكثرها ازعاجاً وجنوناً وافراطاً ما حصل في الخط الدائري الغربي أواخر الأسبوع الماضي بالقرب من جولة شارع الرقاص حيث كنا نؤدي صلاة العشاء مطمئنين ومنصتين لتلاوة القرآن من قبل أمام المسجد وفجأة ودون سابق إنذار أو علامات تطورت الأمور في لحظات وكأن هناك هجوماً مسلحاً أو معركة شرسة بين جماعتين أو بين جيشين وقد صرفوا قلوب المصلين عن الصلاة والخشوع وكل مصل كاد يفقد عقله ويتمنى لو يترك صلاة الجماعة ويغادر المسجد مصعوقاً مذعوراُ إلى منزله مما يدور حول المسجد من إطلاق نار كثيف وعنيف لم يسبق له مثيل .وبعد الانتهاء من الصلاة كان كل مصل يتساءل: ماذا جرى ولماذا ومن الذي افزع الناس وصرف قلوبهم عن الصلاة, كما افزع الأطفال والنساء في بيوتهم ,ولماذا هذا الغرور والتفاخر والتعالي والكبرياء وأحداث الخوف والفزع بين المواطنين دون وازع من ضمير أو أخلاق أو مراعاة لحالات المواطنين النفسية ,ولماذا كل هذا العبث بالرصاص الحي وبالرشاشات المعدلة, بينما صنعاء تعربد في أجوائها الطائرات ليل نهار والصواريخ تدك الجبال والمباني .ومثل هؤلاء المسرفين في الأرض هم يبعثون بأمن واستقرار العاصمة فلا نستطيع في كثير من الأحيان أن نفرق بين الغارات الجوية وضرب الصواريخ وبين إطلاق النار الغزير والكثيف في الأعراس .
ولنا أن نتساءل: أين جهات الضبط الأمنية سواء من رجال الأمن أو من جانب اللجان الشعبية المنتشرة في كل حي لضبط هؤلاء العابثين والمستهترين بأمن واستقرار العاصمة. وما يجري في حارة أو حي من أحياء الخط الدائري والحي الزراعي يجري بنفس الوتيرة في كل أحياء العاصمة.وبالتالي فإن معظم سكان العاصمة يعانون من ضائقة مالية ومعيشية صعبة جراء الحصار السعودي على اليمن ولكن يبدو أن هؤلاء العابثين ينفقون على الأعراس ببذخ وبإسراف شديد فيما الشحاذون والمعدمون والنازحون والفقراء يملأون الشوارع والأسواق والحارات بحثاُ عن مساعدة أو صدقة .
أليس أولى بهؤلاء المبذرين أن يوجهوا بعض أموالهم ويوزعونها على هؤلاء المعدمين …أليس فيكم رجل رشيد؟؟.

قد يعجبك ايضا