الجفاف يعرض فاكهة التصدير الأول للمزارع اليمني للإندثار

 
عبدالرحمن واصل

■ بعد أن كانت بلادنا مزدهرة بالمحاصيل الزراعية المتنوعة طوال السنة أصبحت اليوم تفتقر لزراعة بعض منها أو زراعة القليل في محاصيل البعض الأخر لعل أهم تلك المحاصيل فاكهة الموز والمانجو.
ويحتل الموز اليمني المرتبة الأولى في قائمة الصادرات اليمنية على المستوى المحلي والثالث على المستوى العربي بعد لبنان والمغرب في زراعة الموز وتصديره .
ويعتبر الموز من أكثر محاصيل الفاكهة استهلاكا للمياه ويشكل وزن الماء المكون للموز نسبة 60% منه وهذا يشكل تهديداً كبيراً لمستقبل بقائه كفاكهة مستدامة بعد أن عجز المزارعون عن الوفاء بمتطلبات ريه وإمداده بالمياه نتيجة ارتفاع تكلفة الديزل وانعدامه كوقود للمضخات الخاصة بالري.
وبدأ الموز اليمني في الاختفاء تدريجيا من السوق المحلية بسبب العدوان السعودي وانقطاع المشتقات النفطية الأمر الذي جعل عدداً من المزارعين وخاصة مزارعي تهامة يتجهون لقلع أشجار الموز واستبدالها بمحاصيل الحبوب والخضروات مما يشكل تهديداً كبيراً لمحصول فاكهة الموز واندثارها كلياً من السوق المحلية والعربية.
وقالت جمعية زراعة الموز المصدرة للموز اليمني إلى دول عربية بمحافظة الحديدة :» إن الموز يعتبر من أكثر محاصيل الفاكهة استهلاكا للمياه ويشكل وزن الماء المكون للموز بنسبة 60%، ويقدر متوسط استهلاك الهكتار الواحد (25922)م3 في حالة الري التقليدي والتي تعادل استهلاك تلك الكمية لعدد (216) شخصاً للسنة بحسبه استهلاك (120)م3 .
ويشكل الوضع المائي وانعدامه – بسبب انعدام المشتقات النفطية التي تستخدم لمضخات المياه – تفاقماً سنويا بفعل الحرب على اليمن من قبل الجارة السعودية وحصارها الجائر على المياه الإقليمية ولا يمكن الاعتماد على الأمطار فقط لزراعة الموز بشكل خاص .
وأوضحت دراسات عربية أن اليمن من أشد بلدان العالم فقرا بالموارد المائية وذلك على المستوى الاستهلاكي للفرد والذي وصل في عام 2005 إلى (140)م3 للفرد ، وقد انخفض ذلك الرقم بحلول 2010م إلى (120)م3 وما يزال مستمراً في الانخفاض في كل عام وصولاً إلى العام الجاري.
وتصدر فاكهة الموز اليمني إلى العديد من البلدان العربية الواقعة على شبة الجزيرة العربية، لعل أهم تلك البلدان سوريا والعراق والبحرين والكويت وعمان والإمارات والسعودية وهي الأكثر ضرراً في عدوانها لعدم تصدير الموز اليمني إلى أراضيها جراء الحصار والعدوان الجائر على اليمن من قبل قيادتها وتحالفها.
وكانت القيمة الإجمالية لصادرات الموز بلغت 4.2 مليار ريال ويأتي بعده البصل في المرتبة الثانية وبمبلغ 1.1 مليار ريال فيما حصل المانجو على المرتبة الثالثة بملغ وصل 900 مليون ريال .. وكانت قيمته الصادرات اليمنية للاتحاد التعاوني الزراعي خلال 2004م 6.7 مليار ريال .
وأشارت وزارة الزراعة إلى أنه وبالرغم من وجود فارق جوهري بين الري التقليدي والري الحديث إلا أن زراعة الموز تشكل خطراً كبيراً على المخزون المائي في ظل الفارق الكبير بين المياه المسحوبة والمتجددة وفي ظل استهلاك الوقود وانعدامه في مثل هذه الأوضاع.
ووفقا لكتاب الإحصاء الزراعي فإن إنتاج محصول الموز في اليمن قد بلغ عام 2011م (129,337) طناً فيما كان الإنتاج عام 2008م (128,796) طناً وفي هذا العام قل محصول فاكهة الموز بشكل كبير جداً وملحوظ وارتفع سعره في بعض المحافظات عقب قلع أشجار الموز من عدة مزارع في وادي زبيد وعدد من الوديان التهامية.

قد يعجبك ايضا