نساء يمنيات يقتحمن ريادة الأعمال

 
استطلاع – هيثم القعود

هن شموخ سبأ لم يستسلمن للظروف والمحن , بل استطعن أن يثبتن للغير والمجتمع المحيط بهن أنهن قادرات على لم شتات الألم وتجبير عثرتهن وما نجم عنها من إحباط وفشل جعلهن قادرات على تجاوز الخطوط الصعبة ليصبحهن النموذج الأمثل لكل من تسول له نفسه وصمهن بأنهن عاجزات عن عمل أي شيء.
فاليوم ورغم الحصار ومرارات الحرب الظالمة على بلادنا من قبل العدوان السعودي , لازال لدينا نساء لديهن من العزيمة والقوة في استمرارية مشروعهن الخاص.
في سياق الاستطلاع أدناه تجدون تجارب وآراء رائدات الأعمال اليمنيات , وما هي الصعوبات والمعوقات التي رافقتهن طوال مشوارهن التجاري خصوصا في ظل الحصار الجائر على بلادنا إليكم:
بدائل وخيارات مناسبة
البداية كانت مع ( أسيل الهتاري ) مالكة مشروع بيع ملبوسات نسائية حيث تقول إن مشروعها بدأ في عام2011م وهو عبارة عن بيع ملبوسات نسائية, وفساتين أعراس ,وشنط وأحذية مستوردة جميعها من الصين حيث كانت نقطة البداية برأس مال يتجاوز ( 3000) ريال وأصبح الآن (3000) دولار من خلالها بدأت البيع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولقيت رواجاً كبيراً وقوة شرائية جيدة الحال.. بعدها : سعيت في استيعاب (6) فتيات وتوظيفهن في مجال تسويق منتجاتي.. وعن الآثار الاقتصادية للحصار والعدوان على بلادنا قالت : إن مشروعها قبل الأحداث الأخيرة كانت نسبة الأرباح فيه عالية حتى في تلك الفترة أصبحت منتجاتي في طلب مستمر من قبل الزبائن المحتملين , لكن بعد الأحداث الأخيرة بالبلد هبطت مبيعاتي بسبب الأحوال المادية للعملاء, وارتفاع سعر الشحن , وتأخر وصول البضاعة , وصعود العملة الأجنبية التي بات من الصعب الحصول عليها إلا عن طريق السوق السوداء لكنني في هذه الأيام أبيع بشكل لا باس فيه حتى استطيع تغطية المصاريف التشغيلية. وعن الأساليب والبدائل لاستمرارية مشروعها أشارت (أسيل ) إلى أنها تكافح بمشروعها بقدر الإمكان حتى لا تقع في فخ الأحداث حيث استخدمت عدة طرق منها : التخفيض في سعر الملبوسات , والسماح للزبائن بالشراء بالأجل, والتقسيط مراعاة لظروفهم المعيشية , والاستعانة بمسوقات لبيع منتجاتي في محافظات لازال فيها الوضع مستقراً وآمناً.
وأردفت ( أسيل ) : سعيت في الالتحاق في العديد من الدورات منها في إدارة المشاريع , والتسويق , وريادة الأعمال وهذا ما ساعدني بالنهوض بمشروعي وقالت: نصيحتي لكل ريادية أعمال تفكر في بدء مشروعها الانطلاق وعدم التوقف ووضع البدائل والخيارات المناسبة خصوصاً في مثل هذه الأيام نجد صعوبات وعقد تستطيع المرأة توظيفها لصالح مشروعها , إضافة إلى التحلي بالصبر والجهد والتضحية اللذين يعتبران أهم العوامل النفسية في تكريس مشروع صحيح بعيداً عن العشوائية والتخبط.
الفكرة أولاً
(هناء العصدة) مالكة مشروع “هنو سكرتس” الخاص ببيع الحلويات والمعجنات من خلال معمل متكامل يزود المولات والمراكز التجارية الكبرى بالاحتياجات اليومية , بالإضافة إلى تلبية طلبات الندوات وورش العمل والمؤتمرات وتزويدهم بالبريكات المفضلة… حيث تشير ( هناء ) إلى إن مشروعها نشأ في بداية نشوء الحرب حيث إنني واجهت العديد من المعوقات والصعوبات الحرجة في تطبيق مشروعي على أرض الواقع منها: شحة الأيادي العاملة وقليلة التكلفة , وعدم وجود المهارة الجيدة في تجهيز المعمل من سباكين , ونجارين ومصممين وفنيين.. وتشير هنا: إلى إن بداية انطلاق مشروع أي امرأة لابد من الإيمان بالفكرة أولا ومواجهة التحديات والصعوبات أثناء تنفيذ المشروع لأن المعوقات كثيرة وجمة خصوصاً في مثل هذه الأيام.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
نفس الحال أيضا مع مشروع (hand made ) الذي دفعها في تنفيذه بعد تسريحها من عملها في شركة خاصة بالخدمات النفطية , هكذا هي كانت عزيمة وإصرار ( وفاء علي ) خريجة هندسة معمارية حيث أردفت بقولها إنه منذ بدء العدوان الغاشم على بلادنا وخروجي من عملي فكرت بالعمل على مشروع خاص بـ الإكسسوارات والأشغال اليدوية , والحمد لله بدأت بعمل تسويق لمنتجاتي على نطاق واسع من أمانه العاصمة وأمنت بأن بداية الألف ميل تبدأ بخطوة , ونهاية كل شيء جميل أجمل من ذي قبل.. أما عن العراقيل خلال تنفيذ مشروعها أكدت أنها لم تواجه أية صعوبات أو مشاكل والسبب يعود إلى أن مشروعها لا يعتمد على كهرباء أو مشتقات نفطية , أما بخصوص المواد الأولية أكدت أيضاً أنها نادراً ما تحصل على الخامة والمعايير المطلوبة من سوق الجملة بسبب نفاد التجار من تلك المواد.
فكرة إنشاء متجر الكتروني يهتم بالأنثى وجمالها كان حلم والآن أصبح حقيقة حيث تقول ( رهف محمد ) : مشروعي يكمن في توفير منتجات أمريكية وبعضها كورية مضمونة الجودة لكسب رضاء العميل وتقديم الأفضل.. وعن مسيرتها التجارية إشارات إلى أن الوضع السابق للبلد ساعدني في توفير المنتجات بالسعر المناسب بسبب البيئة المناسبة ووجود الوضع المساعد لتمكين أي ريادي أعمال , أما الآن فإنني اضطررت إلى رفع الأسعار بسبب فارق العملة الأجنبية والحظر الجوي على اليمن.. لكنني سعيت وبكل جهد إلى تغطية الطلبات رغم كل العثرات الصعبة.
الانفرادية والتميز
أما (شيماء بامحرز) صاحبة محلات ” شيما كولكشن ” الخاص ببيع العبايات الخليجية والمصممة خصيصاً بعلامتها التجارية صرحت : بفضل الله مشروعي ناجح وأصبح لدينا سوق وطلب مستمر لأننا انفردنا بنوعية الأقمشة والموديلات, بالإضافة إلى الشحن عبر محافظات الجمهورية وكنا بصدد فتح فروع أخرى في عدة محافظات لكن مع الحرب أوقفنا الفتح واضطررنا للنزوح بصنعاء والبيع بالجملة لبعض المحلات المتواجدة في الأمانة, وبقية الطلبات نستلمها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص الاسنتغرام.. أما بخصوص المعوقات قالت إنها كثيرة أهمها إن محلنا الرئيسي في تعز تعرض للقصف والنهب , وأيضاً منع اليمنيين من دخول الإمارات لأنها كانت المصدر الرئيس لمشروعنا , وأيضا صعوبة شحن وغلاء البضاعة إلى اليمن.. حيث إنني حاولت جاهدة من عدم توقف مشروعي و تمكنت في بيع منتجاتي عن طريق النت وعرضها في بعض معارض صنعاء .. وجددت بالقول : نصيحتي لكل ريادية أعمال دراسة سوق العمل بدقة حتى تستطيعي التعرف على الفرص المتاحة والمحاولة بأقل الإمكانيات للدخول إلى المشروع الخاص بالإصرار والأمل.

قد يعجبك ايضا