طواحين الحبوب تعود للحارات من جديد

استطلاع – عادل المدان
حينما بدأ العدوان السعودي على بلادنا بدأ غالبية الناس بالتهافت على شراء المواد الغذائية الأساسية ومنها القمح غير المطحون وبكميات كبيرة مما خلق حالة من الهلع والخوف لدى المواطن ناسين في الوقت نفسه أن أكياس القمح بحاجة إلى طواحين لطحنها وعندما انقطعت وتوقفت الكهرباء نهائيا نتيجة للعدوان مما اضطر أصحاب المطاحن التي تعمل بالكهرباء إلى عمل الحلول البديلة لتلبية حاجة الناس من الطحين وإعادة تشغيل الطواحين التي تعمل بالديزل ومن لديهم رؤوس أموال لفتح طواحين جديدة.
قصة الطاحون
صالح عبدالله الصعادية صاحب طاحون الحبيشي يقول: لدي طاحون يعمل بالكهرباء وحينما بدأ العدوان وانطفأت الكهرباء قمت بالبحث عن البديل وطلب الرزق من خلال شراء ما طور صيني وقايش ومن ثم التركيب.
استغنيت عن الدينامو والسيور التي كانت تعمل في تشغيل طواحين الكهرباء وبعدها قمت بتوصيل القايش وتوصيله من الماطور إلى الطاحون وأبدأ بطحن القمح.
للطواحين أهمية كبيرة في حياة المواطن والتاجر والمجتمع بأكمله فالأخ جبران الحيمي يقول: كنت من أول وحتى بداية الأزمة اذهب إلى التاجر اشتري الطحين وغيره من المواد الأساسية التي احتاج لها وعندما ابغى اشتري كيس الطحين أو حتى اطحن القمح أو الذرة وغيره الذي يرسل لنا من البلاد اهم من يروح يطحن لبعد المسافة ولحاجتي إلى من يوصل لي الطحين ولكن مع أن هناك حصاراً وعدواناً الا اني حولت الأزمة إلى متعه في نظري أن الطواحين انتشرت واستطعت أن احصل على كيس القمح من الطاحون الذي بجواري والذي فتح مؤخرا مع الأزمة حتى وان ازدادت تسعيرة الطحن للكيس لكن عايدي عوضناها في أنني كنت اذهب إلى السوق المركزي لشراء كيس الطحين وفرت حق الإيجار .
أما الأخ احمد علي الطلحي فيقول: أحنا في ازمة لكن الحمد لله وبعد أن فتح الطاحون قرب منزلي وفي إطار حارتنا أصبحت آخذ كيس الطحين من الطاحون الذي جوار منزلي هذا أدى إلى أنى وفرت الوقت والجهد حتى ولو ازدادت تسعيرة الطحن للكيس إلى 1000ريال بينما في السابق 500ريال .
كيف يعمل
يقول مبروك مسعود: نعمل على الطواحين حسب الكمية المطلوبة فمثلا عندما يكون هناك طلب كبير اضطر للعمل على مدار الساعة الا في الليل من اجل عدم إزعاج الجيران وعن عمل الطاحون بالديزل أقوم بمفاقدة الماطور من تعبئته بالديزل وتغيير الزيت والقايش الذي يربط بين الماطور والطاحون ومن ثم اقسم كيس القمح نصفين واسكبه داخل الطاحون وتبدأ العملية .
أما علي الاهجري يقول: عندي طواحين قديمة تعمل بالديزل استغنيت عنها عندما كانت الكهرباء متوفرة ولاتنطفي وقمت بشراء طواحين جديدة تعمل بالكهرباء لتوفير الوقت والجهد وحتى الربح السريع وخدمة للمجتمع وحينما بدأ العدوان والحصار المفروض على بلادنا وانطفأت الكهرباء بشكل دائم ومتواصل أدى بي الحال لإيقاف الطواحين التي تعمل بالكهرباء وتشغيل الطواحين القديمة التي تعمل بالديزل لكن وللأسف الشديد هذه الطواحين مزعجة قوي حتى أن الجيران متضايقين منها لأنها تسبب الإزعاج خاصة الليل مما اضطرنا إلى إيقاف العمل ليلا وهذه الطواحين أعطالها كبيرة وبحاجة إلى المفاقده طوال العمل لكني استطعت أن أتغلب على الأزمة وانقطاع الكهرباء والحصار الجائر ووفرنا الطحين رغم الظروف
الجدوى الاقتصادية
مبروك حميد مسعود صاحب طاحون مسعود يتحدث عن قصته مع الطاحون وكيف انه استطاع أن يحول مشكلة طاحونة الذي يعمل بالكهرباء إلى أن يعمل بالديزل كنت متفائلاُ خيراً في أن الكهرباء ستعود بسرعة وبقيت شهرين دون أن أقوم بطحن أي كيس وحينما يئست من أن الكهرباء ستعود اضطررت للبحث عن البديل لتلبية احتياجات الزبائن خاصه وإنني فتحت الطاحون منذ أكثر من خمسة عشر عاما فقمت بتركيب قايش وتوصيله بين الماطور والطاحون ومن ثم ألبي طلبات الزبائن.
كنا في الماضي نطحن على الطواحين التي تعمل بالكهرباء مريحة لنا اقل تكلفة فمثلا كان يكلفني كيس الطحين حوالي 3ك كهرباء وتسعيرة الكيلو 35ريال يعني أن الكيس يكلف حق الطحن مائة ريال وانا بين اطحن للمستهلك بـ400الى500 ريال أما اليوم فما فيش خراج فالدبة الديزل يصل سعرها بين 6000و7000ريال بالكاد الدبة تطحن 10 أكياس أضف إلى ذلك الإزعاج الذي يلحق بالجيران ومضايقتهم ومواطير الديزل بحاجه إلى تغيير الزيت والديزل وتغيير القايش بين الفينة والأخرى.
أما صالح مفلح عواض كبير معلمي احد الطواحين الكبيرة يقول: الطواحين عدة أنواع منها اليانمار القديمة والدنمركي درجة ثانية ومن ثم الحبشي والصيني والهندي عندنا في الطواحين الذي اعمل فيها كنا نطحن قبل الأزمة اكثر من 5000كيس يوميا وبعد الأزمة نطحن بالكاد الفين كيس بسبب أن الكهرباء انقطعت نهائيا والديزل غير متوفر وأيضا عامل الخوف حتى أن مالك الطواحين سرح اغلب العمال والسبب الآخر أن هناك طواحين فتحت في الأحياء السكنية وبشكل كبير هذا اثر على مبيعاتنا لأننا كنا نورد للتجار وكان هناك طلب لكن وبعد انتشار الطواحين في الأحياء السكنية قل الطلب من قبل التجار واصبح القمح في متناول المواطنين وبسهوله دون حتى أن يخسر أيجار لنقل القمح المطحون والذي يشتريه من الأسواق العامة البعيدة عن المسكن .

قد يعجبك ايضا